الاستيلاء على مطارات العدو الافتراضي مهمة جديدة طرحت أمام القوات المشاركة في فعاليات الاختبار المفاجئ لجاهزية الجيش الروسي، وهو ثاني اختبار من هذا القبيل يجري هذا الربيع.
وحدات المظليين ووحدات من القوات الخاصة استدعيت بصورة مفاجئة يوم الجمعة 29 مايو/أيار لتنفيذ مهمة طرحها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تتمثل في بسط السيطرة على مطارات تابعة للعدو الافتراضي والدفاع عنها حتى وصول تعزيزات من القوات الأساسية.
ولسلاح الجو دور أساسي في تنفيذ المهمة، إذ يتعين عليه القيام بعمليات استطلاع في محيط مطارات العدو، وتوجيه ضربات بالصواريخ والقنابل إلى وسائل الدفاع الجوي والقوات المدافعة عن تلك المطارات، قبل أن يتم إنزال المظليين.
أما وحدات الدفاع الجوي فتكمن مهمتها في توفير التغطية للقوات من ضربات طيران العدو الافتراضي.
تجدر الإشارة إلى أن الاختبار يأتي في إطار التحضير لتدريبات "الوسط-2015" الاستراتيجية في سبتمبر/أيلول القادم.
وكان سلاح الجو وقوات الدفاع الجوي قد نفذ كافة المهمات المطروحة أمامه في المرحلة السابقة من الاختبار، إذ نجح في التصدي لضربة صاروخية جوية مكثفة من قبل العدو الافتراضي.
وجرت الفعاليات الخميس 28 مايو/أيار في ميدان أشولوك بمقاطعة أستراخان، حيث قامت أطقم منظومات "إس-300" و"بوك" المضادة للجو، بإطلاق صواريخ موجهة أصابت بنجاح أهدافا كانت تحاكي صواريخ مجنحة وباليستية. كما جرت عمليات مماثلة ناجحة في ميادين الرماية الأخرى المشمولة بالاختبار، بما في ذلك ميدان بيمبوي في جمهورية كومي، حيث أطلق صاروخ أصاب بنجاح صاروخا مجنحا آخر أطلقته قاذفة "تو-95 إم إس".
يذكر أن القيادة الاستراتجية لقوات المنطقة العسكرية الوسطى، والقيادة الثانية لسلاح الجو والدفاع الجوي وُضعتا في حالة تأهب قتالي قصوى، بدءا من الساعة الواحدة بعد ظهر الاثنين 25 مايو/أيار، بالإضافة إلى جزء من تشكيلات قوات الجو والوحدات العسكرية التابعة لقيادة الطيران بعيد المدى في المنطقتين الغربية والجنوبية العسكريتين، وذلك في إطار الاختبار المفاجئ الذي أمر به القائد العام للقوات المسلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحسب بيانات وزارة الدفاع الروسية، يشارك في الاختبار حوالي 12 ألف جندي، بالإضافة إلى قرابة 250 طائرة ومروحية ونحو 700 وحدة من مختلف أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية.
وكان آخر اختبار مفاجئ لجهوزية القوات المسلحة الروسية قد جرى في الفترة بين 16-21 مارس/آذار الماضي، وجرت التدريبات الأساسية خلاله في منطقة القطب الشمالي، وشاركت قوات تابعة لأسطول الشمال والمنطقة العسكرية الغربية وقوات الإنزال في فعاليات الاختبار.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الروسي استأنف الاختبارات المفاجئة لجاهزية وحداته في عام 2013، وذلك بعد انقطاع دام قرابة 20 عاما.
وقيم الخبراء هذا القرار الذي جاء بمبادرة من وزير الدفاع شويغو، إيجابيا، باعتبار أنه كفيل بإظهار الحالة الحقيقية للقوات المسلحة وتدريب العسكريين من كافة المستويات على الرد على المخاطر بشكل فوري.
هذا وأجرى الجيش الروسي في العام الماضي أكثر من 3500 تدريب على مختلف المستويات.
تعليق