نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا تحت عنوان "أمريكا تستعرض قوتها العسكرية أمام روسيا" ، وجاء في المقال ما يلي:
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها لنشر مقاتلات "أف –22 رابتور" من الجيل الخامس في أوروبا. وأكد البنتاغون والبيت الأبيض في الوقت ذاته أن واشنطن تدرس خططا لإرسال دبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة إلى شرق أوروبا.
لكن هذه المبادرة التي تقدمت بها الولايات المتحدة يمكن أن تسبب خلافات في صفوف حلف الأطلسي، إذ أن بعض أعضائه يسعى إلى تفادي المجابهة العسكرية مع روسيا.
فيما لم تستبعد وزيرة القوات الجوية الأمريكية "لي جيمس" إمكانية نشر سرب من مقاتلات الجيل الخامس في أوروبا. وكانت قد أعلنت ذلك على هامش معرض "لو بورجيه" للطيران الذي افتتح الاثنين الماضي في ضواحي باريس، حيث بررت ذلك برغبة الولايات المتحدة في استعراض قوتها أمام روسيا.
وقالت جيمس في بورجيه : روسيا وأعمالها تشكل أكبر خطورة علينا.. هذا هو الهدف الرئيسي لوصولي إلى أوروبا".
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت إلى أوروبا بضع مقاتلات "آ – 10" و"أف – 15". لكن المقاتلة "أف – 22 رابتور" هي أحدث سلاح جوي يمتلك مواصفات عالية وبوسعه حمل السلاح النووي إلى أهم المناطق الروسية خلال دقائق معدودة.
فيما يتعلق بالدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة فأعلنت واشنطن رسميا أنها مخصصة للتدريبات العسكرية التي يجريها الناتو بشكل منتظم بعد انضمام القرم إلى روسيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العقيد ستيف وارين إن واشنطن لم تحدد بعد قائمة البلدان التي ستنشر فيها تلك الأسلحة.
أما المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست فأعلن أن تلك الخطة لا تزال في مراحلها المبكرة، رغم أنها تتماشى مع الاستراتيجية التي يسترشد بها حلف شمال الأطلسي.
لكن خطة إرسال الأسلحة الثقيلة يجب أن تصادق عليها الولايات المتحدة وليس حلف الناتو. وأكد ذلك ناطق آخر باسم البنتاغون جيمس برنيدل قائلا إن الناتو لا علاقة له بتلك الخطة.
وفي هذا السياق ترى وكالة "رويترز" أن المبادرة الأمريكية تتسبب لا في سباق تسلح جديد فحسب، بل وتزيد من الخلافات داخل الناتو نفسه، حيث يرحب بها بعض أعضائه مثل بولندا وبلدان البلطيق، لكن البعض الآخر مثل ألمانيا وإيطاليا يمكن ألا توافق على تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا.
ويرى بعض المراقبين السياسيين أن التسريبات الإعلامية في هذا المجال هدفها هو مجرد استعراض قدرة أمريكا وليس استعدادها للسير في هذا الاتجاه، ويُعيدون إلى الأذهان خطط الولايات المتحدة السابقة لنشر صواريخ "بيرشينغ" الأمريكية في أوروبا الغربية في منتصف سبعينات القرن الماضي والتي سبقتها جدالات طويلة ومملة، في الوقت الذي لم يكن أحد آنذاك يشك بوجود خطر عسكري سوفيتي