كشف محمد فهمي، مراسل قناة الجزيرة مباشر المخلى سبيله في قضية “خلية الماريوت”، والمتهم فيها ببث أخبار كاذبة عبر قناة الجزيرة، أن الـ501 يوم التي قضاها في السجن ساعدته على اكتشاف الكثير من الحقائق الخطيرة سواء عن الإخوان أو عن قناة الجزيرة. وكشف فهمي، في حوار مع “العرب” عن بعض هذه الحقائق والأسرار التي عرفها، والتي تؤكد حقيقة ما يقال عن المؤامرات ضدّ الدولة المصرية.
501 يوم بالتمام والكمال، قضاها الإعلامي محمد فهمي، مع جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها، 90 يوما منها بصفته مراسلا صحفيا من القاهرة لقناة الجزيرة الإنكليزية. والـ 411 الباقية قضاها مع قيادات وكوادر الجماعة خلف القضبان، بعد القبض عليه في القضية الشهيرة المعروفة بـ”خلية الماريوت”. ليكتشف خلال تلك الفترة الكثير من كواليس الإخوان والجهاديين، وتحالفاتهم غير المشروعة من أجل العودة إلى حكم البلاد، عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، بموجب ثورة شعبية اندلعت ضد جماعته في 30 يونيو 2013.وكشف فهمي، الذي يحمل الجنسية الكندية في حواره مع “العرب”، عن الكثير من الأسرار التي عرفها من قادة الجماعة خلال فترة معايشته لهم خلف القضبان، كلّها تؤكد تورطهم في العمل ضد الدولة المصرية، سواء عندما كانوا في السلطة أو بعد خروجهم منها.
وكانت النيابة قد وجّهت لمحمد فهمي وزملائه في القضية التي لا تزال أمام القضاء، اتهامات بالانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واستهداف المنشآت العامة وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
وحذر فهمي، الذي أعلن تبرؤه من الإخوان في مؤتمر صحفي عالمي، من مغبة تحول بعض السجون المصرية إلى مستودع للأفكار الراديكالية وتفريخ الإرهاب، نتيجة احتجاز الشباب مع القيادات الإرهابية والجهادية، وهو ما قاد الكثير من عناصر الإخوان والطلاب غير المنتمين لأي فصيل لمبايعة التنظيمات المتطرفة داخل السجون.
وأكد أنه التقى خلال فترة سجنه جهاديين من سوريا وليبيا وعناصر من تنظيم بيت المقدس، لافتا إلى أن هؤلاء أيضا بايعوا داعش خلف القضبان، وشكّلوا مجموعات لإقناع المعتقلين الآخرين بالانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية.
مؤامرة الحرس الثوري
حكى فهمي لـ”العرب” بعض المواقف التي جمعته مع قيادات الإخوان والحركات الجهادية، والتي تثبت ما وجه إليهم من اتهامات بالعمل على تقويض أركان الدولة، حيث ذكر أن محمد الظواهري، شقيق زعيم القاعدة أيمن الظواهري، كشف له عن لقاء جمعه مع الرئيس المعزول مرسي تم خلاله الاتفاق على تشكيل حرس ثوري من الجهاديين والإخوان، على غرار الحرس الثوري الإيراني تكون مهمته القيام بدور الجيش والشرطة.
وذكر أن عصام الحداد، مساعد مرسي للشؤون الخارجية، روى له تفاصيل لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن، حيث طلب منه خلال اللقاء نصائحه عن كيفية التحكم في الجيش المصري، لكنه فوجئ لدى عودته إلى القاهرة بوجود أحد أعضاء المجلس العسكري المصري في المطار لاستقباله ليخبره أن الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقتذاك غاضب مما دار بينه والرئيس الأميركي.
لكن أغرب ما لفت انتباه فهمي خلال فترة سجنه قيام قيادات الإخوان بإرسال مبادرة للصلح موقعة من خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، مع النظام المصري إلى السفارة الأميركية ومنظمة دولية قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وطلبهم بوساطة لإبعاد السيسي ومرسي عن المشهد والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة.
وحول حال الإخوان داخل السجون كشف فهمي أن الزمن توقف بهم عند ما قبل الثالث يوليو عام 2013 (اليوم الذي أعلن فيه عزل محمد مرسي من الرئاسة بتوافق الجيش مع القوى السياسية والوطنية والدينية في مصر)، مضيفا أن أغلبهم لازالوا يتحدثون عن فشل السيسي وعودتهم للحكم والانتقام من كل من شارك في إسقاطهم.
في معرض دفاعه عنه أمام محكمة جنايات القاهرة، أكد خالد أبوبكر (محام محمد فهمي) أن موكله ليس عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، وأن عمله مع قناة الجزيرة الإنكليزية جاء على خلفية كونه صحفيا متمرسا، وليس باعتباره إخوانيا.
واستشهد أبوبكر، خلال مرافعته بشهادة فاروق الباز العالم المصري الأميركي المسجلة في الشهر العقاري، كذلك عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية اللذين أكدا أنه من مؤيدي 30 يونيو.
وروى فهمي لـ”العرب” تجربته مع قناة الجزيرة الانكليزية، فقال إنه تعاون معها ثلاثة أشهر فقط سجن بسببها 411 يوما، مشيرا إلى أن الجزيرة خدعته وغرّرت به واستغلت سجنه هو وزملاءه وأنفقت ملايين الدولارات في حملة علاقات عامة حول العالم لمهاجمة النظام المصري.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أنه اكتشف خلال فترة وجوده بالسجن أن القناة كانت جزءا من الصراع داخل مصر، وليست مجرد وسيلة إعلامية تغطي الحدث، فقد أخبره بعض الموقوفين من الشباب والطلبة المنتمين للإخوان أنهم يعملون لصالح الجزيرة في كل محافظات مصر، وأنها سلمتهم أجهزة لبث مظاهرات الجماعة وفعالياتها، وهو ما أكد له خروج القناة عن دورها المفترض كوسيلة إعلامية لتساهم في دعم جماعة الإخوان المسلمين ضد النظام القائم.
تنازل مؤقت
أكد فهمي، وهو صحفي سابق في قناة “سي إن إن” الأميركية أنه رفع ثلاث قضايا دولية ضد القناة خلال الشهرين الماضيين، إحداهما في كندا، وإثنتان في كل من نيويورك ولوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية.
وكشف عن أنه يتواصل حاليا مع عدد من رموز المعارضة القطرية في لندن، وأرسلوا إليه مخالفات وفضائح الفساد في ملف كأس العالم وتمويلات حكومية تتلقاها الجزيرة، وملفات عن دعمها للمتطرفين بالشرق الأوسط.
وحول قضية تنازله عن الجنسية المصرية، أوضح أنه تنازل عنها مجبرا، بناء على تعليمات من جهات أمنية، وقد كان رافضا لهذا الأمر في البداية، لكن مسؤولين في الدولة أخبروه أن هذا هو الحل الوحيد لخروجه من القضية، خاصة أنهم لا يملكون التدخل في أحكام القضاء.
وأضاف أنه تلقى اتصالا من شخصية نافذة في وزارة الداخلية أكدت له أن الجنسية ليست ورقة، بل هي انتماء وشعور في القلب والتنازل عليها أمر شكلي لإنهاء القضية ومن السهل الحصول عليها مرة أخرى.
وأشار فهمي إلى أن محامييه يتواصلون مع أجهزة الدولة المختلفة حتى يستعيد الجنسية المصرية مرة أخرى، خاصة أن تنازله عنها مخالف للدستور المصري، باعتبار أنه كان قيد الحبس ولا يملك حريته، مشيرا إلى أنه تقدم بتظلم لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء لاستعادة الجنسية، كما أن محامييه يدرسون الطرق القانونية لاستعادتها.
في ختام الحوار أشاد محمد فهمي بأداء الحكومة المصرية في عبور المرحلة الحرجة التي كانت تمر بها البلاد، مؤكدا اقتناعه أن النظام لن يتصالح مع الجماعة ولن يسمح لها بخداع الشعب المصري مرة أخرى، بعد أن نجح في استئصال شأفتهم وإحباط مخططاتهم.
501 يوم بالتمام والكمال، قضاها الإعلامي محمد فهمي، مع جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها، 90 يوما منها بصفته مراسلا صحفيا من القاهرة لقناة الجزيرة الإنكليزية. والـ 411 الباقية قضاها مع قيادات وكوادر الجماعة خلف القضبان، بعد القبض عليه في القضية الشهيرة المعروفة بـ”خلية الماريوت”. ليكتشف خلال تلك الفترة الكثير من كواليس الإخوان والجهاديين، وتحالفاتهم غير المشروعة من أجل العودة إلى حكم البلاد، عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، بموجب ثورة شعبية اندلعت ضد جماعته في 30 يونيو 2013.وكشف فهمي، الذي يحمل الجنسية الكندية في حواره مع “العرب”، عن الكثير من الأسرار التي عرفها من قادة الجماعة خلال فترة معايشته لهم خلف القضبان، كلّها تؤكد تورطهم في العمل ضد الدولة المصرية، سواء عندما كانوا في السلطة أو بعد خروجهم منها.
وكانت النيابة قد وجّهت لمحمد فهمي وزملائه في القضية التي لا تزال أمام القضاء، اتهامات بالانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واستهداف المنشآت العامة وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
وحذر فهمي، الذي أعلن تبرؤه من الإخوان في مؤتمر صحفي عالمي، من مغبة تحول بعض السجون المصرية إلى مستودع للأفكار الراديكالية وتفريخ الإرهاب، نتيجة احتجاز الشباب مع القيادات الإرهابية والجهادية، وهو ما قاد الكثير من عناصر الإخوان والطلاب غير المنتمين لأي فصيل لمبايعة التنظيمات المتطرفة داخل السجون.
وأكد أنه التقى خلال فترة سجنه جهاديين من سوريا وليبيا وعناصر من تنظيم بيت المقدس، لافتا إلى أن هؤلاء أيضا بايعوا داعش خلف القضبان، وشكّلوا مجموعات لإقناع المعتقلين الآخرين بالانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية.
مؤامرة الحرس الثوري
حكى فهمي لـ”العرب” بعض المواقف التي جمعته مع قيادات الإخوان والحركات الجهادية، والتي تثبت ما وجه إليهم من اتهامات بالعمل على تقويض أركان الدولة، حيث ذكر أن محمد الظواهري، شقيق زعيم القاعدة أيمن الظواهري، كشف له عن لقاء جمعه مع الرئيس المعزول مرسي تم خلاله الاتفاق على تشكيل حرس ثوري من الجهاديين والإخوان، على غرار الحرس الثوري الإيراني تكون مهمته القيام بدور الجيش والشرطة.
وذكر أن عصام الحداد، مساعد مرسي للشؤون الخارجية، روى له تفاصيل لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن، حيث طلب منه خلال اللقاء نصائحه عن كيفية التحكم في الجيش المصري، لكنه فوجئ لدى عودته إلى القاهرة بوجود أحد أعضاء المجلس العسكري المصري في المطار لاستقباله ليخبره أن الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقتذاك غاضب مما دار بينه والرئيس الأميركي.
لكن أغرب ما لفت انتباه فهمي خلال فترة سجنه قيام قيادات الإخوان بإرسال مبادرة للصلح موقعة من خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، مع النظام المصري إلى السفارة الأميركية ومنظمة دولية قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وطلبهم بوساطة لإبعاد السيسي ومرسي عن المشهد والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة.
وحول حال الإخوان داخل السجون كشف فهمي أن الزمن توقف بهم عند ما قبل الثالث يوليو عام 2013 (اليوم الذي أعلن فيه عزل محمد مرسي من الرئاسة بتوافق الجيش مع القوى السياسية والوطنية والدينية في مصر)، مضيفا أن أغلبهم لازالوا يتحدثون عن فشل السيسي وعودتهم للحكم والانتقام من كل من شارك في إسقاطهم.
في معرض دفاعه عنه أمام محكمة جنايات القاهرة، أكد خالد أبوبكر (محام محمد فهمي) أن موكله ليس عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، وأن عمله مع قناة الجزيرة الإنكليزية جاء على خلفية كونه صحفيا متمرسا، وليس باعتباره إخوانيا.
واستشهد أبوبكر، خلال مرافعته بشهادة فاروق الباز العالم المصري الأميركي المسجلة في الشهر العقاري، كذلك عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية اللذين أكدا أنه من مؤيدي 30 يونيو.
وروى فهمي لـ”العرب” تجربته مع قناة الجزيرة الانكليزية، فقال إنه تعاون معها ثلاثة أشهر فقط سجن بسببها 411 يوما، مشيرا إلى أن الجزيرة خدعته وغرّرت به واستغلت سجنه هو وزملاءه وأنفقت ملايين الدولارات في حملة علاقات عامة حول العالم لمهاجمة النظام المصري.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أنه اكتشف خلال فترة وجوده بالسجن أن القناة كانت جزءا من الصراع داخل مصر، وليست مجرد وسيلة إعلامية تغطي الحدث، فقد أخبره بعض الموقوفين من الشباب والطلبة المنتمين للإخوان أنهم يعملون لصالح الجزيرة في كل محافظات مصر، وأنها سلمتهم أجهزة لبث مظاهرات الجماعة وفعالياتها، وهو ما أكد له خروج القناة عن دورها المفترض كوسيلة إعلامية لتساهم في دعم جماعة الإخوان المسلمين ضد النظام القائم.
تنازل مؤقت
أكد فهمي، وهو صحفي سابق في قناة “سي إن إن” الأميركية أنه رفع ثلاث قضايا دولية ضد القناة خلال الشهرين الماضيين، إحداهما في كندا، وإثنتان في كل من نيويورك ولوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية.
وكشف عن أنه يتواصل حاليا مع عدد من رموز المعارضة القطرية في لندن، وأرسلوا إليه مخالفات وفضائح الفساد في ملف كأس العالم وتمويلات حكومية تتلقاها الجزيرة، وملفات عن دعمها للمتطرفين بالشرق الأوسط.
وحول قضية تنازله عن الجنسية المصرية، أوضح أنه تنازل عنها مجبرا، بناء على تعليمات من جهات أمنية، وقد كان رافضا لهذا الأمر في البداية، لكن مسؤولين في الدولة أخبروه أن هذا هو الحل الوحيد لخروجه من القضية، خاصة أنهم لا يملكون التدخل في أحكام القضاء.
وأضاف أنه تلقى اتصالا من شخصية نافذة في وزارة الداخلية أكدت له أن الجنسية ليست ورقة، بل هي انتماء وشعور في القلب والتنازل عليها أمر شكلي لإنهاء القضية ومن السهل الحصول عليها مرة أخرى.
وأشار فهمي إلى أن محامييه يتواصلون مع أجهزة الدولة المختلفة حتى يستعيد الجنسية المصرية مرة أخرى، خاصة أن تنازله عنها مخالف للدستور المصري، باعتبار أنه كان قيد الحبس ولا يملك حريته، مشيرا إلى أنه تقدم بتظلم لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء لاستعادة الجنسية، كما أن محامييه يدرسون الطرق القانونية لاستعادتها.
في ختام الحوار أشاد محمد فهمي بأداء الحكومة المصرية في عبور المرحلة الحرجة التي كانت تمر بها البلاد، مؤكدا اقتناعه أن النظام لن يتصالح مع الجماعة ولن يسمح لها بخداع الشعب المصري مرة أخرى، بعد أن نجح في استئصال شأفتهم وإحباط مخططاتهم.
تعليق