ارتفع تعداد قوات الرد السريع للناتو من 13 ألفا إلى 40 ألف جندي، حسبما أعلن أمينه العام ينس ستولتنبرغ في ختام اليوم الأول من اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف ببروكسل.
كما أعلن ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل أن الناتو سيقوم بتوسيع صلاحيات القيادة العامة لقواتها المتحدة في أوروبا، وذلك من أجل رفع سرعة انتشار قوات الرد السريع للحلف.
وأضاف أن هذا الإجراء سيكون "خطوة هامة في إطار تنفيذ خطة رفع الجاهزية القتالية لقواتنا".
وذكر ستولتنبرغ أن الحلف تبنى مجموعة الإجراءات الهادفة إلى مساعدة مولدافيا في تحديث قواتها المسلحة، وأنه في أقرب وقت سيعد الحلف مجموعة إجراءات مماثلة لمساعدة العراق في تحديث جيشه.
ستولتنبرغ: "سنرد على الخطاب النووي الروسي"
هذا وأفاد الأمين العام للحلف بأن الناتو قرر "إعداد ردود على الخطابات النووية الروسية والتحديات الواردة التي تأتي من الشرق".
وذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء سيحللون "تصرفات روسيا وستكون تصريحاتها حول نشاطاتها النووية جزءا من هذا التحليل".
ستولتنبرغ: الناتو لا يسعى إلى مواجهة مع روسيا لكن عليه الدفاع عن أعضائه
وبحسب ستولتنبرغ فإن "الناتو لا يسعى إلى مواجهة وسباق تسلح مع روسيا، لكن الحلف مسؤول عن أمن أعضائه"، مضيفا: "سنرد على التصرفات الروسية التي تزداد شدة، لأننا سنفعل ذلك بطريقة مسؤولة ومتوازنة، متمسكين تماما بالتزاماتنا الدولية".
وأعلن الأمين العام للناتو أن الحلف قرر إنشاء هيئات أركان في ست دول بشرق أوروبا (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا ورومانيا وبولندا وبلغاريا).
وأفاد بأن قوام كل هيئة سيشكل حوالي 40 شخصا، وسيتم نشرها في البلدان المذكورة قبل انقضاء العام الحالي، مشيرا إلى أن المراد من هذا الإجراء ضمان التنسيق بين قوات الناتو وأدارتها العملياتية في حال نشرها في شرق أوروبا.
كما قال ستولتنبرغ أن الحلف قرر منح القائد العام لقواته في أوروبا صلاحيات إضافية خاصة بتحويل القوات إلى حالة الجهوزية القتالية وإعداد إرسالها إلى مناطق نزاعات.
ديمبسي: واشنطن ستقدم للناتو قوات إضافية عند الحاجة
من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أن الولايات المتحدة قد تقدم قوات إضافية للناتو إذا تجاوزت الأزمات قدراته.
وبحسب ديمبسي، فإن الولايات المتحدة ستتعاون مع أعضاء الحلف وحلفاء آخرين "لطمأنة البلدان المتاخمة لروسيا، أي دول البلطيق وبولندا وهنغاريا وبلغاريا ورومانيا".
ويبحث وزراء دفاع دول الناتو في اجتماعهم حزمة قرارات تتعلق بتعزيز وجود الحلف العسكري في شرق أوروبا، لكنهم يعتبرون أن ذلك لا يتعارض مع سعيهم للحوار مع موسكو.
وقال أمين عام حلف الناتو إثر وصوله إلى مقر انعقاد الاجتماع الذي سيستغرق يومين: "يسعى الناتو للحوار مع موسكو. وأنا واثق من أن تعزيز القدرات الدفاعية للحلف لا يتعارض مع هذا الهدف. وتعد المنظومة الدفاعية القوية للحلف من الشروط الضرورية لإقامة حوار مع روسيا".
وذكر ستولتنبرغ أنه على الرغم من تجميد التعاون العسكري بين روسيا والناتو على خلفية الأزمة الأوكرانية، إلا أن الحوار السياسي مايزال مستمرا على مختلف المستويات.
وأردف قائلا: "تبقى خطوط الاتصال المباشر بين العسكريين مفتوحة، علما بأن هذه الخطوط تُستخدم لتجنب تفسير الحوادث والأنشطة العسكرية بشكل خاطئ".
وتابع: "إننا متمسكون بالوفاء بكافة الالتزامات في مجال الرقابة على الأسلحة".
وأضاف: "تواصل العديد من دول الناتو الحوار مع روسيا حول قضايا مختلفة، بما في ذلك البحث عن حلول لقضية البرنامج النووي الإيراني وتسوية الأزمة في ليبيا وسوريا".
وبشأن التدريبات التي يجريها حلف الناتو دون أي انقطاع تقريبا قرب حدود روسيا، قال ستولتنبرغ إن الحلف يسعى لتحقيق أقصى درجات الشفافية والالتزام بكافة القواعد الدولية في هذا المجال.
وانتقد أمين عام الناتو موسكو في هذا السياق باعتبار أن التدريبات المفاجئة التي يجريها الجيش الروسي تجعل الأنشطة العسكرية في أوروبا أقل قابلية للتنبؤ.
الناتو ينقل الأسلحة والقوات إلى حدود روسيا
وفيما يخص نشر الأسلحة الأمريكية الثقيلة قرب حدود روسيا، لا تعتبر موافقة وزراء دفاع الحلف على هذه الخطوة إلا إجراء شكليا، علما بأن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أعلن عن هذا القرار رسميا الثلاثاء خلال زيارته إلى إستونيا.
وأوضح كارتر أن الولايات المتحدة ستنشر أسلحة ثقيلة بكميات تكفي لتجهيز لواء من قوات المشاة الآلية في دول البلطيق وشرق أوروبا وألمانيا.
وقال في مؤتمر صحفي عقده في إستونيا: "الولايات المتحدة ستبدأ بنشر 250 دبابة وعربة مدرعة وغيرها من المعدات العسكرية في سبع دول أوروبية. كما سيتم نشر سرية أو كتيبة في كل من بلغاريا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا وألمانيا، وذلك بشكل مؤقت على الأقل".
وأضاف أن تحركات المعدات العسكرية في أوروبا أمر مناسب لإجراء التدريبات.
وذكر وزير الدفاع الأمريكي أن هذه الخطوة تستهدف "تقديم المساعدة لدول الناتو كإجراء لردع روسيا والتصدي للجماعات الإرهابية".
أما ستولتنبرغ فقال في تصريحات سابقة له ردا على سؤال حول احتمال نشر الآليات القتالية في شرق أوروبا: "إننا نرى أن ذلك يشكل عنصرا من عناصر الجهود الرامية إلى زيادة جاهزيتنا وتوسيع إمكانياتنا لتعزيز القوات إذا اقتضت الضرورة ذلك".
وشدد على أن هذه الخطوة لا تنتهك بأي شكل من الأشكال الاتفاقية الأساسية بين روسيا والناتو.
هذا وسيقر الوزراء أيضا صلاحيات إضافية للقائد العسكري الأعلى لقوات الناتو، تتعلق بنشر القوات بسرعة وإعدادها للعمل فور اتخاذ قرار سياسي باستخدامها.
وزراء دفاع الناتو يبحثون الوضع في أوكرانيا
وعلى هامش اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو ستعقد الخميس كذلك الجلسة الدورية للجنة "أوكرانيا-الناتو".
وستركز المناقشات خلال الاجتماع على تطورات الوضع في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا وسير الإصلاحات العسكرية التي تجريها كييف.
برلين تستبعد العودة إلى الحرب الباردة
نفت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين أن يكون هناك خطر عودة العلاقات بين روسيا ودول الغرب إلى حالة الحرب الباردة مجددا.
ونقلت وكالة "د ب أ" عن فون دير لاين قولها إثر وصولها إلى بروكسل: "لن نعود إلى الحرب الباردة".
واعتبرت أن الوضع في تلك الحقبة الماضية كان مختلفا جذريا، إذ كان يتسم بمواجهة بين حلفين هائلين.
أما الآن في ظروف العولمة، فمن المستحيل تكرار هذه الأحداث، حسبما ذكرته وزيرة الدفاع الألمانية، التي أشارت في هذا السياق إلى العلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط روسيا مع العديد من الدول الغربية .
وأكدت فون دير لاين أن دول الغرب تدعو إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية وإلى التعاون مع روسيا في العديد من القضايا الدولية.
تعليق