خطـوة إسرائيليـة نحـو الأمـام
نظــام الإجــراء المضــاد والقتــل الصعــب Trophy
نظــام الإجــراء المضــاد والقتــل الصعــب Trophy
نسخة التروفي القياسية Trophy-HV مصممة للعمل بشكل تلقائي تجاه كافة أنواع القذائف والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ، بضمن ذلك الأسلحة المحمولة على الكتف مثل القنابل العاملة بالدفع الصاروخي RPG ، حيث يستطيع النظام مشاغلة أهدافه بشكل آني simultaneously engage والاشتباك مع عدة تهديدات تصل من اتجاهات مختلفة ، علماً أن عملية تحييد الخطر تحدث فقط إذا أوشك التهديد أن يضرب منصة النظام . هو فعال عند استخدامه من على منصات ثابتة أو متحركة ، وفعال ضد كلتا التهديدات القصيرة وبعيدة المدى . إن مفتاح النظام وسر قوته يكمن في منظومة راداره الدوبلري وهوائياته من نوع "إيسا" AESA . هذا الرادار مصمم لاكتشاف التهديد threat detecting ، تعقبه tracking ، تحديده identifying ، وأخيراً تصنيف ماهية هذا التهديد آلياً ضمن قطاع محدد .
المبدأ التشغيلي للنظام Trophy-HV يكون وفق الخطوات التالية : عندما هوائي الرادار "حارس الرياح" Wind-Guard يكتشف التهديد القادم ويحدده ، ينتقل النظام بشكل ثابت ومستمر لمرحلة التعقب والتتبع الآلي . يتم بعدها بشكل دقيق تسليم نقطة أو موضع انطلاق التهديد إلى نظام إدارة المعركة BMS (وحدة السيطرة المركزية CCU) ليميز الحاسوب التهديد ويعرفه ، ويقرر سواء هو سيضرب العربة أم لا وذلك من خلال تحديد مسار طيرانه flight path . فإذا كان التمييز سلبياً وحسابات النظام تؤكد أن المقذوف القادم لا يشكل تهديداً على العربة ، فإن النظام لا يتخذ أي إجراء مضاد مع استمراره في المتابعة . أما إذا كان التمييز ايجابياً والتهديد يشكل خطراً على العربة ، فإن الغطاء الباليستي الواقي ballistic cover سوف يفتح . لتبدأ وحدة الإطلاق الرأسية على أحد جانبي البرج في الاستدارة مباشرة باتجاه الموقع المناسب والصحيح لاعتراض التهديد . هذه الوحدة التي تضم الذخيرة الفرعية MEFP ، تستطيع الاستدارة والحركة الزاوية خلال 210 درجة ، بحيث تزود النظام قابلية الاشتباك تقريباً مع أي اتجاه يشير إليه الحاسوب (زاوية ارتفاع الإطلاق elevation angle غير معروفة) . الحاسوب يواصل التعقب والاكتساب ، ويخطط لأفضل حلول التصدي والاعتراض intercept solution . وحدة الإطلاق تحفز الذخيرة الفرعية MEFP التي بدورها تطلق شظاياها المشكلة انفجارياً نحو مقدمة الهدف لتحيده وتعطله . فوراً بعد الانفجار ، يتم بشكل تلقائي إعادة شحن وحدة الإطلاق بذخيرة جديدة .
الشائعات الواردة حول استعمال نماذج من منظومة تروفي أثناء حرب لبنان العام 2006 لم تؤكد في أي مصدر موثوق . أول كتيبة دبابات ميركافا Mk IV تجهز بنظام الحماية النشيط تروفي من أجل استعدادات قتالية combat readiness سجلت في نوفمبر العام 2010 ، وذلك للقيام بدوريات على طول حدود قطاع غزة . هذا الإجراء كان حتمياً لمواجهة خطر الهجمات الصاروخية الفلسطينية المتزايدة على العربات الإسرائيلية الأخف التي كانت تجوب الشريط الحدودي مع القطاع ذهابا وإيابا . الاستخدام القتالي الأول للنظام تروفي كان في 1 مارس 2011 ، فقط على مسافة بضعة عشرات الأمتار من جدار الحدود الذي يفصل غزة عن إسرائيل . يومها استطاع النظام بنجاح تدمير قذيفة مضادة للدبابات من نوع RPG-7 أطلقت من موضع مرتفع في قطاع غزة باتجاه دبابة ميركافا Mk IV قرب مستوطنة "نيروز" Nir Oz جنوب إسرائيل .
للنظام تروفي كما لوحظ من الاختبارات بعض نواحي القصور ، منها أنه خلال عملية اعتراض المقذوف المهاجم ، يبقى هناك احتمال مرتفع لانفجار الرأس الحربي لهذا المقذوف ، وبالتالي إطلاق نفاث الشحنة المشكلة shaped charge jet وضربه بدن الدبابة حاملة النظام ، وبالتالي ترك أثر تشويهي عليه وإن كان بمستوى تأثيري محدود . مثل هذا السيل أو التدفق سوف يترك ثقب بعمق بضعة مليمترات في دروع العربة المستهدفة . عند الحديث عن دروع دبابة معركة رئيسة فإن هذا الضرر غير مهم ، لكن عند الحديث عن عربة مدرعة ناقلة جنود أو ما شابه ، فإن الأمر مختلف تماماً (في اختبارات أجريت خلال شهر مارس 2006 ، ضربت ذخيرة النظام ذيل مقذوف RPG بدلاً من رأسه كما هو مفترض) . القاذفات الجانبية لذخيرة MEFP مجهزة بعدد محدود من الذخائر ، تقدره بعض المصادر بنحو ثلاثة وحدات أو أكثر بقليل . وهذه عند القتال في التضاريس الحضرية تبدو قليلة ولا تناسب متطلبات المعركة التي يغلب عليها الاضطراب وتعدد الاشتباكات . كما أن النظام شأنه شأن الأنظمة الأخرى المماثلة ، غير قادر على حماية المركبة تجاه هجمات الألغام الأرضية land mines وشحنات الطريق الارتجالية ، أو تجاه مقذوفات الطاقة الحركية المجنحة (تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت) ، وكذلك الأمر بالنسبة للشظايا الناتجة عن القصف المدفعي . لذلك فإن تثبيته فوق المركبة لا يعني بحال من الأحوال تخفيض صفائح التدريع أو تقليص مستويات الحماية لدبابات المعركة الرئيسة .
تعليق