ارتسمت ملامح لتطوّر كبير في العلاقات الروسية السعودية.
فاجأت زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود لروسيا مراقبين كثيرين.
وتلاشت علامات "المفاجأة" إثر استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأمير بن سلمان وتوقيع اتفاقيات التعاون بين البلدين في المجالين العسكري والنفطي ومذكرات التعاون في تشييد المساكن واستكشاف الفضاء، وتوقيع اتفاق إطار لإنشاء 16 مفاعلا نوويا لإنتاج الكهرباء في المملكة السعودية بمساعدة روسيا.
وبات واضحا عندئذ أن ثالث أرفع مسؤول في المملكة السعودية لم يأت إلى روسيا هكذا بالصدفة.
وأعلن الأمير بن سلمان خلال لقائه بالرئيس بوتين أن العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سيزور روسيا في المستقبل القريب تلبية لدعوة الرئيس الروسي. ثم سلّم الأمير بن سلمان الرئيس بوتين دعوة الملك السعودي لزيارة المملكة.
وأكد الوفد السعودي جدية نوايا المملكة حين وقع المذكرة التي تتضمن توظيف 10 مليارات دولار في صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، وهو المبلغ الذي يمكن أن يدعم الديمقراطية السيادية الروسية ويساعد روسيا على مواجهة العقوبات الغربية.
ورأت أوساط مراقبة أن كل ذلك أغضب "حكومة الظل العالمية". ولم يأت نشر موقع ويكيليكس في 19 يونيو/حزيران لنحو 61 ألف وثيقة بعضها سرية للغاية من مراسلات الدبلوماسيين السعوديين، لم يأت نشرها بعد لقاء الأمير بن سلمان والرئيس بوتين من باب المصادفة.
وبعد يوم راحت الصحافة الغربية تصف الرياض بـ"الديكتاتورية التي يصعب التكهن بها والتي صارت خطرا على الجيران ونفسها".
وأكثر ما يزعج المنتقدين هو سعي المملكة السعودية إلى إقامة علاقات وثيقة مع روسيا التي تتقدم اليوم على جميع البلدان المتنفذة في منظمة الأمم المتحدة كما جاء في الوثائق المسربة.
تعليق