ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين 6 يوليو/تموز هاتفيا مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس نتائج الاستفتاء الذي أظهر رفض غالبية اليونانيين لشروط المقرضين الدوليين.
وقال المكتب الصحفي للكرملين في بيان له إن بوتين أعرب عن دعمه للشعب اليوناني في مواجهة المصاعب التي تمر بها اليونان.
وجرت هذه المكالمة بمبادرة من الجانب اليوناني.
وجاء في البيان: "نوقشت نتائج الاستفتاء الذي جرى في اليونان، وشروط تقديم الدعم المالي من المقرضين الدوليين لأثينا، وكذلك بعض مسائل مواصلة تطوير التعاون الثنائي بين روسيا واليونان".
وفي وقت لاحق ناقش الرئيس بوتين مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في اتصال هاتفي أيضا تداعيات الاستفتاء اليوناني.
وقال المكتب الصحفي للكرملين إن الطرفين اتفقا على مواصلة البحث عن حل أمثل لديون اليونان مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة الأطراف.
وقد أظهرت نتائج الاستفتاء الذي جرى في اليونان أمس الأحد فوز الرافضين لشروط خطة الإنقاذ الأوروبية التي تتضمن تدابير تقشف جديدة بنسبة 61.31%، مقابل 38.96% لمؤيدي مقترحات الدائنين.
وأثارت نتيجة الاستفتاء اليوناني شكوكا في استمرار اليونان في منطقة العملة الأوروبية الموحدة.
وعقب الإعلان عن النتائج تقدم وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس باستقالته، وقال في بيان "علمت بوجود رغبة محددة لدى بعض المشاركين في مجموعة اليورو وعدد من الشركاء بألا أحضر اجتماعات المجموعة وهي فكرة يرى رئيس الوزراء (ألكسيس تسيبراس) أنه قد يكون من شأنها مساعدته على التوصل لاتفاق".
هذا وتعقد مجموعة اليورو اجتماعا الثلاثاء اعتبارا من الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش في بروكسل قبل قمة استثنائية جديدة لمنطقة اليورو يخصص لليونان.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس إن نتيجة الاستفتاء اليوناني صعبت سبل التوصل إلى اتفاق بشأن أزمة الديون اليونانية، مؤكدا في الوقت نفسه، أن مكان اليونان سيبقى ضمن منطقة اليورو.
وأضاف دومبروفسكيس أن المفاوضات بين الجانبين متوقفة حاليا بانتظار تجديد تكليف المفوضية الأوروبية للتباحث مع اليونان، مشيرا إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي المقررة غدا ستبحث هذه المسألة.
وكان الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد صرح في وقت سابق بأن الكرملين يحترم نتائج الاستفتاء في اليونان ويتابع باهتمام شديد تطور الأوضاع.
وقال بيسكوف: "نتمنى لشركائنا اليونانيين التوصل في أسرع وقت ممكن لحل وسط ضروري مع الدائنين واتخاذ القرارات التي ستساهم بأحسن حال في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لهذا البلد".
كما اعتبر بيسكوف أنه إذا كانت اليونان بحاجة لمساعدة مالية فعليها أن تطلبها بنفسها.
وردا على سؤال في هذا الصدد قال بيسكوف: "أنصح بتوجيهه لأثينا، فقد كررنا مرارا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف قال إنه لم ترده حتى الآن أية طلبات تتعلق بالمساعدة، ولم يتم التطرق إلى هذا الموضوع خلال اتصالاتنا الثنائية".
ولفت إلى أن موضوع مساعدة اليونان غير مدرج على جدول أعمال قمة "بريكس" التي ستشهدها مدينة أوفا هذا الأسبوع، إلا أنه قد يتم التطرق إليه خلال بحث المشاكل الدولية.
وقال إن "جدول الأعمال (لقمة بريكس) جاهز، وهو لا يتضمن هذا الموضوع، غير أنه، وخلال التبادل الكثيف لوجهات النظر بشأن المسائل الدولية الملحة في مجالي السياسة والاقتصاد اللذان سيكونان خلال القمة وعلى هامشها، لا يمكن استثناء ذلك".
وذكر بيسكوف للصحفيين أن الرئيس بوتين "يستعد لقمة منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس في أوفا (8-10 يوليو/تموز)"، موضحا أن "النشاطات ستكون كبيرة جدا في مضمونها، لذلك فإن الاستعدادات الجارية كثيفة أيضا".
ميركل: نحترم قرار الشعب اليوناني
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين 6 يوليو/تموز بعد مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس أن بلديهما يحترمان خيار الشعب اليوناني.
مع ذلك فقد أشارت المستشارة الألمانية إلى أن على أثينا أن "تصوغ الآن مقترحات دقيقة (حول ديونها) كي تستأنف المفاوضات".
وأضافت أن دول منطقة اليورو قد أظهرت "قدرا كافيا من التعاطف" مع اليونان، مشددة على أن الظروف الأولية لاستئناف المفاوضات لم تتهيأ بعد".
وقالت ميركل إنه يتعين على الدول الـ18 لمنطقة اليورو أن تبدي موقفها خلال القمة التي ستنعقد الثلاثاء 7 يوليو/تموز، والتي تعتبر، بحسب قولها "جزءا آخر من النظام الديمقراطي".
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن على حكومة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس تقديم عروض محددة حتى يتسنى لليونان البقاء في منطقة اليورو.
وأضاف أن الباب ما زال مفتوحا للمناقشات لكن الوقت المتبقي لذلك أصبح قليلا ويجب العمل بسرعة.
وأعاد إلى الأذهان أن قمة منطقة اليورو ستعقد الثلاثاء، مضيفا أنه يجب الحفاظ على التوازن في هذا الوضع ما بين التضامن والمسؤولية.
المصدر: وكالات
تعليق