تويت
نظرة في الاتفاق النووي الإيراني
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التوصل لاتفاق مع إيران بعد مباحثات طويلة مع القوى الكبرى وسط ردود أفعال واسعة على المستوى العالمي والإقليمي..
وقد لابست المفاوضات الكثير من التصريحات والتوقعات والتحليلات بشأن صفقات سرية بين الطرفين, وعندما خرج الاتفاق للعلن اليوم ظهر بوضوح الفرح على وجوه الطرفين وخصوصا الطرف الإيراني وهو ما يعني أنه توصل لما يرضيه تماما رغم التصريحات المتحفظة التي صدرت من وزير الخارجية الإيراني من باب طمس حقائق معينة تثير مخاوف جيران إيران في المنطقة والتي حذرت بشدة من التهاون مع طهران في هذا الشأن..بدأ الجميع عقب الإعلان عن الاتفاق في البحث عن تفاصيله رغم أن العادة السياسية في مثل هذه الأمور تشير إلى وجود ملاحق لهذه الاتفاقات لا يتم الإعلان عنها وهو ما يزيد من المخاوف بشأن الدور الإيراني المستقبلي الذي سيتم السماح لها به من القوى الغربية بسبب هذا الاتفاق...
وبصرف النظر عن الملاحق السرية وسواء كانت موجودة تحريريا أو بشكل شفهي فقط, فإن النظر إلى تفاصيل الاتفاق لا تدعو للراحة وتفسر الضجة والسعادة التي استقبلت بها إيران والقوى الموالية والداعمة لها للاتفاق...الاتفاق ينص على سبيل المثال على صرف الأموال الإيرانية المجمدة منذ سنوات في الخارج وهو ما يعني تدفق مئات المليارات من الدولارات على طهران في ظل تورطها في أكثر من صراع في المنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر وهو ما يعني أن هذه الأموال سيصب جزء كبير منها في دعم نظام الأسد في سوريا ونظام المليشيات بالعراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وهو ما سيزيد اشتعال المواقف في هذه البلدان ويشعل المزيد من الحرائق...
الاتفاق أيضا وضع قيودا على تطوير الأسلحة الإيرانية لمدد معينة تتراوح بين 5 و8 سنوات ولكنه لم يوضح ماذا بعد هذه السنوات؟! كما لم يوضح الآلية التي يستطيع المجتمع الدولي من خلالها التأكد من ان إيران ملتزمة بهذه القيود ولن تستخدم أموالها التي سيتم الإفراج عنها لتطوير المزيد من الأسلحة..
كذلك لم ينص الاتفاق على مسألة هامة للغاية وهي موقف الغرب من التدخل الإيراني المستمر في شؤون جيرانها وهي القضية التي طالما شكى جيرانها منها وطالبوا مجلس الأمن باتخاذ موقف حاسم تجاهها؛ فالاتفاق تغاضى تماما عن دعم طهران العسكري والمالي العلني لبشار الأسد الذي يرى الغرب نفسه في تصريحات كبار مسؤوليه أنه طاغية يجب أن يرحل عن الحكم, كما أنه لم يشر من قريب أو بعيد على دور إيران في إشعال فتيل الحرب في اليمن واستمرارها حتى الآن..
وهناك قضية أخرى شديدة الخطورة وهي أن طهران أعلنت أن الاتفاق ينص على أنها يحق لها تاجيل زيارة لجان التفتيش الدولية للمواقع النووية المشتبه فيها وهو ما يعني منحها فرصة لإخفاء ما تريد من أنشطة نووية...دول المنطقة من جهتها أبدت ارتياحا مشوبا بالحذر بشأن الاتفاق وهو ما اتضح في الموقف السعودي الذي أكد على أن المملكة كانت دائماً مع أهمية وجود اتفاق حيال برنامج إيران النووي يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال، ويشتمل في الوقت ذاته على آلية تفتيش محددة وصارمة ودائمة لكل المواقع، بما فيها المواقع العسكرية، مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حالة انتهاك إيران للاتفاق, وأكد مصدر سعودي مسؤول على أن المملكة تشارك دول 5 + 1 والمجتمع الدولي باستمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب دعمها "للإرهاب" وانتهاكها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح, وأضاف المصدر أنه في ظل اتفاقية البرنامج النووي فإن على إيران أن تستغل مواردها في خدمة تنميتها الداخلية وتحسين أوضاع الشعب الإيراني عوضاً عن استخدامها في إثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة، الأمر الذي سيواجه بردود فعل حازمة من دول المنطقة...
الدول الكبرى من جهتها أعلنت عن سعادتها بالاتفاق مؤكدة أنه سيمنع إيران من انتاج أسلحة نووية وهو أمر طبيعي في مثل هذه الأحوال حيث يسعى كل طرف لإظهار انتصاره أمام الرأي العام في بلده من أجل تحقيق مكاسب داخلية...بعض المحللين أبدوا تخوفا شديدا من نتائج الاتفاق وطرحوا سؤالا وجيها وهو: إذا كانت إيران فعلت كل هذه الأمور في المنطقة وهي مكبلة بعقوبات اقتصادية, وتعاني من تجميد أرصدتها.. فماذا بعد أن تزول هذه العوائق؟!
وقد لابست المفاوضات الكثير من التصريحات والتوقعات والتحليلات بشأن صفقات سرية بين الطرفين, وعندما خرج الاتفاق للعلن اليوم ظهر بوضوح الفرح على وجوه الطرفين وخصوصا الطرف الإيراني وهو ما يعني أنه توصل لما يرضيه تماما رغم التصريحات المتحفظة التي صدرت من وزير الخارجية الإيراني من باب طمس حقائق معينة تثير مخاوف جيران إيران في المنطقة والتي حذرت بشدة من التهاون مع طهران في هذا الشأن..بدأ الجميع عقب الإعلان عن الاتفاق في البحث عن تفاصيله رغم أن العادة السياسية في مثل هذه الأمور تشير إلى وجود ملاحق لهذه الاتفاقات لا يتم الإعلان عنها وهو ما يزيد من المخاوف بشأن الدور الإيراني المستقبلي الذي سيتم السماح لها به من القوى الغربية بسبب هذا الاتفاق...
وبصرف النظر عن الملاحق السرية وسواء كانت موجودة تحريريا أو بشكل شفهي فقط, فإن النظر إلى تفاصيل الاتفاق لا تدعو للراحة وتفسر الضجة والسعادة التي استقبلت بها إيران والقوى الموالية والداعمة لها للاتفاق...الاتفاق ينص على سبيل المثال على صرف الأموال الإيرانية المجمدة منذ سنوات في الخارج وهو ما يعني تدفق مئات المليارات من الدولارات على طهران في ظل تورطها في أكثر من صراع في المنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر وهو ما يعني أن هذه الأموال سيصب جزء كبير منها في دعم نظام الأسد في سوريا ونظام المليشيات بالعراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وهو ما سيزيد اشتعال المواقف في هذه البلدان ويشعل المزيد من الحرائق...
الاتفاق أيضا وضع قيودا على تطوير الأسلحة الإيرانية لمدد معينة تتراوح بين 5 و8 سنوات ولكنه لم يوضح ماذا بعد هذه السنوات؟! كما لم يوضح الآلية التي يستطيع المجتمع الدولي من خلالها التأكد من ان إيران ملتزمة بهذه القيود ولن تستخدم أموالها التي سيتم الإفراج عنها لتطوير المزيد من الأسلحة..
كذلك لم ينص الاتفاق على مسألة هامة للغاية وهي موقف الغرب من التدخل الإيراني المستمر في شؤون جيرانها وهي القضية التي طالما شكى جيرانها منها وطالبوا مجلس الأمن باتخاذ موقف حاسم تجاهها؛ فالاتفاق تغاضى تماما عن دعم طهران العسكري والمالي العلني لبشار الأسد الذي يرى الغرب نفسه في تصريحات كبار مسؤوليه أنه طاغية يجب أن يرحل عن الحكم, كما أنه لم يشر من قريب أو بعيد على دور إيران في إشعال فتيل الحرب في اليمن واستمرارها حتى الآن..
وهناك قضية أخرى شديدة الخطورة وهي أن طهران أعلنت أن الاتفاق ينص على أنها يحق لها تاجيل زيارة لجان التفتيش الدولية للمواقع النووية المشتبه فيها وهو ما يعني منحها فرصة لإخفاء ما تريد من أنشطة نووية...دول المنطقة من جهتها أبدت ارتياحا مشوبا بالحذر بشأن الاتفاق وهو ما اتضح في الموقف السعودي الذي أكد على أن المملكة كانت دائماً مع أهمية وجود اتفاق حيال برنامج إيران النووي يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال، ويشتمل في الوقت ذاته على آلية تفتيش محددة وصارمة ودائمة لكل المواقع، بما فيها المواقع العسكرية، مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حالة انتهاك إيران للاتفاق, وأكد مصدر سعودي مسؤول على أن المملكة تشارك دول 5 + 1 والمجتمع الدولي باستمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب دعمها "للإرهاب" وانتهاكها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح, وأضاف المصدر أنه في ظل اتفاقية البرنامج النووي فإن على إيران أن تستغل مواردها في خدمة تنميتها الداخلية وتحسين أوضاع الشعب الإيراني عوضاً عن استخدامها في إثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة، الأمر الذي سيواجه بردود فعل حازمة من دول المنطقة...
الدول الكبرى من جهتها أعلنت عن سعادتها بالاتفاق مؤكدة أنه سيمنع إيران من انتاج أسلحة نووية وهو أمر طبيعي في مثل هذه الأحوال حيث يسعى كل طرف لإظهار انتصاره أمام الرأي العام في بلده من أجل تحقيق مكاسب داخلية...بعض المحللين أبدوا تخوفا شديدا من نتائج الاتفاق وطرحوا سؤالا وجيها وهو: إذا كانت إيران فعلت كل هذه الأمور في المنطقة وهي مكبلة بعقوبات اقتصادية, وتعاني من تجميد أرصدتها.. فماذا بعد أن تزول هذه العوائق؟!