إنتليجنس أونلاين
ترجمة: علاء البشبيشي
تعيش باريس والرياض حالة من الغموض بشأن عقد تصدير سفن بحرية دورية فرنسية إلى البحرية السعودية.
في مهب الريح
وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها نشرة إنتليجنس أونلاين الاستخباراتية الفرنسية؛ فإن وزير الدفاع السعودي، ولي ولي العهد محمد بن سلمان، يميل إلى إعادة النظر بشكل كامل في صفقة استيراد 34 سفينة دورية تم التفاوض عليها مع فرنسا.
في المقابل، لم يوقع مكتب تصدير الأسلحة الفرنسية ODAS على العقد حتى الآن، مع القوات البحرية السعودية. ولم تعد شركة Couach الفرنسية متأكدة من إتمام الصفقة، رغم إعلان فوزها بالعقد خلال زيارة بن سلمان إلى باريس في يونيو.
أهمية مالية
تَمُرّ الشركة، التي يقع مقرها في حوض أركاتشون، بوضع مالي معقد. وبعد وضعها تحت الحراسة القضائية عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، كانت شديدة الحرص على أن يرسو عليها العقد، لدرجة أنها تقربت من مستشارين لم يقوموا بأي عمل منذ سنوات.
على سبيل المثال، تواصلت مع الملحق البحري السابق في السفارة السعودية في باريس، رجل الأعمال محمد الصغير، وهو مقرب من خالد بقشان الذي كان الوسيط المفضل لدى الشركات الفرنسية لعدة سنوات.
لكن شركة Couach ليست هي الخيار المفضل لوكالة المشتريات الفرنسية DGA.
غضب تجاري
من جانبها، تشعر شركة بناء السفن الفرنسية DCNS- التي تُرَوِّج لشراكتها مع Kership، ضمن مشروعها المشترك معPiriou- بالغضب حيال عدم ترويج ODAS لها.
وتمر العلاقة بين الطرفين بأكثر مراحلها فتورًا على الإطلاق، في وقتٍ تأمل DCNS في بيع الكورفيت Gowind 2500وفرقاطة Fremm، في أعقاب صفقة سفن الدورية.
بدورها قامت ODAS بتذكير DCNS بأن Kership حتى الآن، لا تمتلك سفينة تنطبق عليها المواصفات السعودية.
آمال وشكوك
في الوقت ذاته، لا تزال Ocea يحدوها الأمل في حصولها على فرصة لإحراز نجاح في الصفقة، بينما لم ترد أي أنباء منODAS عن CMN، المشاركة أيضًا في السباق.
من جانبه، بدأ وزير الدفاع الفرنسي- الذي فوجئ بالفعل بموقف ODAS تجاه عقد ICTS، بخصوص القوات الخاصة في العراق- يتساءل عما إذا كانت وكالة الصادرات العسكرية بإمكانها التسليم في هذا الوقت.
مشكلات غير متوقعة
إحدى الصفقات الأخرى التي ظلت محل نقاش مع السلطات السعودية لعدة أشهر، هي: مقترح لبيع نظام الدفاع الجوي مارك 3 من شركة تاليس. إلى جانب صفقة بيع قمر صناعي للمراقبة، تأمل باريس أن تشهد بعض التقدم .
بيدَ أنَّ ثمة غيوم تلوح في الأفق. ذلك أن كبار ضباط القوات البحرية الملكية السعودية يشعرون بالغضب الشديد من مكتب تصدير الأسلحة الفرنسية ODAS وشركة بناء السفن الفرنسية DCNS؛ عقب الانهيار السريع للفرقاطة مكة بعد فترةٍ وجيزة من تسليمها للمملكة. هذه المشكلات غير المتوقعة تعتبر في باريس متلازمة مع العقود من هذا النوع. لكن الرياض تلقي باللائمة على مكتب ODAS وشركة DCNS.
وكان يمكن تسوية هذه القضية بسرعة، لولا أن قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبدالله بن سلطان بن محمد السلطان، الذي تضررت سمعته بسبب هذه الفضيحة، كان يرغب في نشر الفرقاطة مكة قبالة ساحل اليمن لدعم عملية عاصفة الحزم.
حرب اليمن
وكانت أجهزة المخابرات الفرنسية قد فتحت الباب على مصراعيه لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية؛ دعمًا لعملية عاصفة الحزم في اليمن. جاء ذلك بعدما أصدر قصر الإليزيه أوامره للمخابرات العسكرية DRM والمخابرات الخارجية بدعم الهجوم العسكري، الذي تشنه الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بكل الوسائل الممكنة. وبموجب هذا التوجيه، وفَّرت المخابرات العسكرية الفرنسية صورًا التقطتها أقمار المراقبة بلياد وهوليوس منذ انطلاق العملية في 25 مارس 2015. هذه الصور، التي تبلغ دقة وضوحها أقل من متر واحد، يتم تمريرها بالكامل بين المحللين من خبراء الاستخبارات في البلدين.
وتستهدف فرنسا بذلك ضرب عصفورين بحجر واحد؛ أولاهما: دعم المجهود الحربي السعودي، وثانيهما: إظهار قدرات الأقمار الصناعية؛ التي تأمل فرنسا أن تكون قادرة على بيعها للمملكة في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وسبق أن قدمت باريس للرياض صور أقمار صناعية من اليمن خلال العملية التي أطلقتها السعودية ضد الحوثيين عام 2009. لكن وفقًا لمصادر إنتليجنس أونلاين، فإن كمية الصور التي مُرِّرَت في المرة الأخيرة أكبر من سابقتها بكثير، وذلك تماشيًا مع نطاق الانتشار السعودي.
المصدر موقع إنتليجنس أونلاين
ترجمة: علاء البشبيشي
تعيش باريس والرياض حالة من الغموض بشأن عقد تصدير سفن بحرية دورية فرنسية إلى البحرية السعودية.
في مهب الريح
وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها نشرة إنتليجنس أونلاين الاستخباراتية الفرنسية؛ فإن وزير الدفاع السعودي، ولي ولي العهد محمد بن سلمان، يميل إلى إعادة النظر بشكل كامل في صفقة استيراد 34 سفينة دورية تم التفاوض عليها مع فرنسا.
في المقابل، لم يوقع مكتب تصدير الأسلحة الفرنسية ODAS على العقد حتى الآن، مع القوات البحرية السعودية. ولم تعد شركة Couach الفرنسية متأكدة من إتمام الصفقة، رغم إعلان فوزها بالعقد خلال زيارة بن سلمان إلى باريس في يونيو.
أهمية مالية
تَمُرّ الشركة، التي يقع مقرها في حوض أركاتشون، بوضع مالي معقد. وبعد وضعها تحت الحراسة القضائية عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، كانت شديدة الحرص على أن يرسو عليها العقد، لدرجة أنها تقربت من مستشارين لم يقوموا بأي عمل منذ سنوات.
على سبيل المثال، تواصلت مع الملحق البحري السابق في السفارة السعودية في باريس، رجل الأعمال محمد الصغير، وهو مقرب من خالد بقشان الذي كان الوسيط المفضل لدى الشركات الفرنسية لعدة سنوات.
لكن شركة Couach ليست هي الخيار المفضل لوكالة المشتريات الفرنسية DGA.
غضب تجاري
من جانبها، تشعر شركة بناء السفن الفرنسية DCNS- التي تُرَوِّج لشراكتها مع Kership، ضمن مشروعها المشترك معPiriou- بالغضب حيال عدم ترويج ODAS لها.
وتمر العلاقة بين الطرفين بأكثر مراحلها فتورًا على الإطلاق، في وقتٍ تأمل DCNS في بيع الكورفيت Gowind 2500وفرقاطة Fremm، في أعقاب صفقة سفن الدورية.
بدورها قامت ODAS بتذكير DCNS بأن Kership حتى الآن، لا تمتلك سفينة تنطبق عليها المواصفات السعودية.
آمال وشكوك
في الوقت ذاته، لا تزال Ocea يحدوها الأمل في حصولها على فرصة لإحراز نجاح في الصفقة، بينما لم ترد أي أنباء منODAS عن CMN، المشاركة أيضًا في السباق.
من جانبه، بدأ وزير الدفاع الفرنسي- الذي فوجئ بالفعل بموقف ODAS تجاه عقد ICTS، بخصوص القوات الخاصة في العراق- يتساءل عما إذا كانت وكالة الصادرات العسكرية بإمكانها التسليم في هذا الوقت.
مشكلات غير متوقعة
إحدى الصفقات الأخرى التي ظلت محل نقاش مع السلطات السعودية لعدة أشهر، هي: مقترح لبيع نظام الدفاع الجوي مارك 3 من شركة تاليس. إلى جانب صفقة بيع قمر صناعي للمراقبة، تأمل باريس أن تشهد بعض التقدم .
بيدَ أنَّ ثمة غيوم تلوح في الأفق. ذلك أن كبار ضباط القوات البحرية الملكية السعودية يشعرون بالغضب الشديد من مكتب تصدير الأسلحة الفرنسية ODAS وشركة بناء السفن الفرنسية DCNS؛ عقب الانهيار السريع للفرقاطة مكة بعد فترةٍ وجيزة من تسليمها للمملكة. هذه المشكلات غير المتوقعة تعتبر في باريس متلازمة مع العقود من هذا النوع. لكن الرياض تلقي باللائمة على مكتب ODAS وشركة DCNS.
وكان يمكن تسوية هذه القضية بسرعة، لولا أن قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبدالله بن سلطان بن محمد السلطان، الذي تضررت سمعته بسبب هذه الفضيحة، كان يرغب في نشر الفرقاطة مكة قبالة ساحل اليمن لدعم عملية عاصفة الحزم.
حرب اليمن
وكانت أجهزة المخابرات الفرنسية قد فتحت الباب على مصراعيه لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية؛ دعمًا لعملية عاصفة الحزم في اليمن. جاء ذلك بعدما أصدر قصر الإليزيه أوامره للمخابرات العسكرية DRM والمخابرات الخارجية بدعم الهجوم العسكري، الذي تشنه الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بكل الوسائل الممكنة. وبموجب هذا التوجيه، وفَّرت المخابرات العسكرية الفرنسية صورًا التقطتها أقمار المراقبة بلياد وهوليوس منذ انطلاق العملية في 25 مارس 2015. هذه الصور، التي تبلغ دقة وضوحها أقل من متر واحد، يتم تمريرها بالكامل بين المحللين من خبراء الاستخبارات في البلدين.
وتستهدف فرنسا بذلك ضرب عصفورين بحجر واحد؛ أولاهما: دعم المجهود الحربي السعودي، وثانيهما: إظهار قدرات الأقمار الصناعية؛ التي تأمل فرنسا أن تكون قادرة على بيعها للمملكة في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وسبق أن قدمت باريس للرياض صور أقمار صناعية من اليمن خلال العملية التي أطلقتها السعودية ضد الحوثيين عام 2009. لكن وفقًا لمصادر إنتليجنس أونلاين، فإن كمية الصور التي مُرِّرَت في المرة الأخيرة أكبر من سابقتها بكثير، وذلك تماشيًا مع نطاق الانتشار السعودي.
المصدر موقع إنتليجنس أونلاين
(إرجو من لديه معلومات ينورنا )
تعليق