أزعم أن الشعب اليمني يأمل أن تطلق وزارة الإعلام اليمنية وقوات التحالف محطات إذاعية تتحدث باسم الحكومة الشرعية، لضمان وصول الرسالة الصحيحة والمعلومة الدقيقة إلى المواطن اليمني البسيط
أصبحت الحروب في العصر الراهن مختلفة ومتنوعة، غالبيتها تستخدم أساليب وأدوات بعيدة عن فوهة البندقية والمدفعية، ومنصات الصواريخ وأجهزة الرادار والرصد، ولعل الآلة الإعلامية من أبرز هذه الأدوات حالياً، حيث يركن إليها الساسة لتشكل خطا موازيا للجانب العسكري التقليدي. وعند الحديث عن الحالة اليمنية، فمنذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم نجد أن الإعلام العربي والخليجي يركز، في الغالب، على الجوانب العسكرية والاستراتيجية والتنموية والاقتصادية والأعمال الإغاثية، وهذا أمر مرغوب وطبيعي ومرتبط بالحالة الراهنة التي تشهد تطورات عسكرية يومية على المشهد اليمني، إلا أنه من الضرورة بمكان أيضاً توسيع دائرة النظر للحالة اليمنية من خلال قراءة استشرافية لاحتياجات هذه الدولة الشقيقة حاليا ومستقبليا وبخاصة في الجوانب الإعلامية.
المتابع لتركيز واهتمامات المحطات التلفزيونية يشاهد الكثير من التحليلات السياسية والعسكرية والتكتيكية إلا أن المشكلة التي قد تحول دون وصول الرسالة إلى المواطن اليمني تتمثل في الانقطاع المتكرر للكهرباء وبخاصة في المدن الصغيرة والأرياف التي تمثل السواد الأعظم من الشعب اليمني. فمع انقطاع التيار الكهربائي لا يستطيع، بطبيعة الحال، ذلك المواطن البسيط متابعة الأحداث إلا من خلال المحطات الإذاعية وهنا تكمن المشكلة حالياً، فبحسب مسؤولين يمنيين التقيت بهم مؤخراً في إحدى الندوات حول الأوضاع في اليمن، يسيطر الانقلابيون على أكثر من ثلاثين محطة إذاعية بما في ذلك الإذاعة الرسمية للبلاد، وفي المقابل لا يوجد (حسب معلوماتي) أي محطة إذاعية مؤازرة للشرعية ومؤيدة لها، وللجميع أن يتخيل التضليل الإعلامي الكبير الذي يستخدمه أنصار الحوثي والرئيس المخلوع عبر هذه المحطات الإذاعية التي يستمع إليها الملايين من اليمنيين. من هنا، أتوقع، بل وأزعم؛ أن الشعب اليمني يأمل أن تطلق وزارة الإعلام اليمنية وقوات التحالف محطات إذاعية تتحدث باسم الحكومة اليمنية لضمان وصول الرسالة الصحيحة والمعلومة الدقيقة إلى المواطن اليمني البسيط. لا ينبغي أن يفهم من ذلك أن المحطات التلفزيونية اليمنية أو المؤيدة للشرعية عربياً على المستوى المأمول. الواقع يقول إن الإعلام "المساند" لعاصفة الحزم و"إعادة الأمل" ليس على مستوى النجاحات العسكرية التي تتحقق على الأرض، بل إنه، في نظري، دون ذلك بكثير ويحتاج إلى مضاعفة الجهود في سبيل إيصال حقيقة العمليات في اليمن ودوافعها والنتائج المرجوة منها وبخاصة في ظل تكثيف حملات الوسائل الإعلامية المناهضة لهذا التحالف العربي والتي تبث بلغات مختلفة من بينها العربية والفارسية والإنجليزية والتركية...إلخ، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تقديم صورة مغلوطة ومضللة للعالم وبالتالي التأثير على الرأي العام وربما صناعة القرار في تلك الدول.
لا نذيع سراً عند القول إن النظام الإيراني، الداعم الأول للحركة الحوثية والمناصر لها، سخر آلته الإعلامية، وبلغات مختلفة، لسياسة قلب الحقائق وتزويرها وبث بعض الصور والمقاطع الصادرة من الداخل السوري على أنها من اليمن، كما أنه يبث معلومات مكذوبة عن واقع المعارك بهدف ممارسة تضليل إعلامي دولي ضد قوات التحالف والحكومة الشرعية في اليمن، وبالتالي من الضرورة بمكان تكثيف الوسائل الإعلامية العربية جهودها لتفنيد هذه المزاعم ودحضها ونقل الصورة الصحيحة للعالم.
من جانب آخر، فإن مصلحة اليمن ومستقبله يحتمان على الجميع في اليمن السمو على الانتماءات القبلية والمناطقية والجهوية والفئوية والمذهبية والالتفاف حول خطاب وطني وواقعي يركز على الوحدة الوطنية والأخوة بين اليمنيين، واختفاء الخطاب الذي قد يسهم في خلق بعض الخلافات بين اليمنيين أنفسهم وبخاصة الحديث عن يمنين شمالي وجنوبي. أعتقد أن مستقبل اليمن وأمنه واستقراره مرهون بالتفكير بشكل تصالحي ووطني في ظل الدولة الواحدة. من هنا تقع المسؤولية الكبرى على وسائل الإعلامية العربية بشكل عام، واليمنية على وجه الخصوص، في تحقق هذا الفكر الجمعي لدى الشعب اليمني بعيدا عن الخطابات التي قد تشجع، بشكل أو بآخر، على العنف والاقتتال بين التوجهات المختلفة في البلاد.
هناك أيضا حاجة مُلِحة لمخاطبة الفئة القليلة من المجتمع اليمني التي لا تزال تعتقد أن جماعة الحوثي أو أنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد يقدمون للبلاد شيئا غير الدمار والخراب والارتباط بالمشاريع السياسية المستوردة أو المفروضة من الخارج. في نظري، تحتاج هذه الفئة إلى خطاب من نوع خاص، يستخدم لغة التبشير لا التنفير، لغة الاحتواء لا لغة تكريس الخلاف وتوسيع التباين والفرقة. على وسائل الإعلام أيضا مهمة الكشف لهذه الفئة أن قادة الحركة الحوثية والمخلوع يسعون لتحقيق مكاسب شخصية في المقام الأول، وقد يتخلون عنهم سريعا من خلال السعي إلى الخروج من البلاد أو الفوز بضمانات حقوقية ومالية، وفي نهاية المطاف يُترك ذلك المواطن لمواجهة المصير ونتائج الارتباط بالانقلابيين ومساندتهم ضد النظام السياسي اليمني المعترف به دولياً.
أصبحت الحروب في العصر الراهن مختلفة ومتنوعة، غالبيتها تستخدم أساليب وأدوات بعيدة عن فوهة البندقية والمدفعية، ومنصات الصواريخ وأجهزة الرادار والرصد، ولعل الآلة الإعلامية من أبرز هذه الأدوات حالياً، حيث يركن إليها الساسة لتشكل خطا موازيا للجانب العسكري التقليدي. وعند الحديث عن الحالة اليمنية، فمنذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم نجد أن الإعلام العربي والخليجي يركز، في الغالب، على الجوانب العسكرية والاستراتيجية والتنموية والاقتصادية والأعمال الإغاثية، وهذا أمر مرغوب وطبيعي ومرتبط بالحالة الراهنة التي تشهد تطورات عسكرية يومية على المشهد اليمني، إلا أنه من الضرورة بمكان أيضاً توسيع دائرة النظر للحالة اليمنية من خلال قراءة استشرافية لاحتياجات هذه الدولة الشقيقة حاليا ومستقبليا وبخاصة في الجوانب الإعلامية.
المتابع لتركيز واهتمامات المحطات التلفزيونية يشاهد الكثير من التحليلات السياسية والعسكرية والتكتيكية إلا أن المشكلة التي قد تحول دون وصول الرسالة إلى المواطن اليمني تتمثل في الانقطاع المتكرر للكهرباء وبخاصة في المدن الصغيرة والأرياف التي تمثل السواد الأعظم من الشعب اليمني. فمع انقطاع التيار الكهربائي لا يستطيع، بطبيعة الحال، ذلك المواطن البسيط متابعة الأحداث إلا من خلال المحطات الإذاعية وهنا تكمن المشكلة حالياً، فبحسب مسؤولين يمنيين التقيت بهم مؤخراً في إحدى الندوات حول الأوضاع في اليمن، يسيطر الانقلابيون على أكثر من ثلاثين محطة إذاعية بما في ذلك الإذاعة الرسمية للبلاد، وفي المقابل لا يوجد (حسب معلوماتي) أي محطة إذاعية مؤازرة للشرعية ومؤيدة لها، وللجميع أن يتخيل التضليل الإعلامي الكبير الذي يستخدمه أنصار الحوثي والرئيس المخلوع عبر هذه المحطات الإذاعية التي يستمع إليها الملايين من اليمنيين. من هنا، أتوقع، بل وأزعم؛ أن الشعب اليمني يأمل أن تطلق وزارة الإعلام اليمنية وقوات التحالف محطات إذاعية تتحدث باسم الحكومة اليمنية لضمان وصول الرسالة الصحيحة والمعلومة الدقيقة إلى المواطن اليمني البسيط. لا ينبغي أن يفهم من ذلك أن المحطات التلفزيونية اليمنية أو المؤيدة للشرعية عربياً على المستوى المأمول. الواقع يقول إن الإعلام "المساند" لعاصفة الحزم و"إعادة الأمل" ليس على مستوى النجاحات العسكرية التي تتحقق على الأرض، بل إنه، في نظري، دون ذلك بكثير ويحتاج إلى مضاعفة الجهود في سبيل إيصال حقيقة العمليات في اليمن ودوافعها والنتائج المرجوة منها وبخاصة في ظل تكثيف حملات الوسائل الإعلامية المناهضة لهذا التحالف العربي والتي تبث بلغات مختلفة من بينها العربية والفارسية والإنجليزية والتركية...إلخ، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تقديم صورة مغلوطة ومضللة للعالم وبالتالي التأثير على الرأي العام وربما صناعة القرار في تلك الدول.
لا نذيع سراً عند القول إن النظام الإيراني، الداعم الأول للحركة الحوثية والمناصر لها، سخر آلته الإعلامية، وبلغات مختلفة، لسياسة قلب الحقائق وتزويرها وبث بعض الصور والمقاطع الصادرة من الداخل السوري على أنها من اليمن، كما أنه يبث معلومات مكذوبة عن واقع المعارك بهدف ممارسة تضليل إعلامي دولي ضد قوات التحالف والحكومة الشرعية في اليمن، وبالتالي من الضرورة بمكان تكثيف الوسائل الإعلامية العربية جهودها لتفنيد هذه المزاعم ودحضها ونقل الصورة الصحيحة للعالم.
من جانب آخر، فإن مصلحة اليمن ومستقبله يحتمان على الجميع في اليمن السمو على الانتماءات القبلية والمناطقية والجهوية والفئوية والمذهبية والالتفاف حول خطاب وطني وواقعي يركز على الوحدة الوطنية والأخوة بين اليمنيين، واختفاء الخطاب الذي قد يسهم في خلق بعض الخلافات بين اليمنيين أنفسهم وبخاصة الحديث عن يمنين شمالي وجنوبي. أعتقد أن مستقبل اليمن وأمنه واستقراره مرهون بالتفكير بشكل تصالحي ووطني في ظل الدولة الواحدة. من هنا تقع المسؤولية الكبرى على وسائل الإعلامية العربية بشكل عام، واليمنية على وجه الخصوص، في تحقق هذا الفكر الجمعي لدى الشعب اليمني بعيدا عن الخطابات التي قد تشجع، بشكل أو بآخر، على العنف والاقتتال بين التوجهات المختلفة في البلاد.
هناك أيضا حاجة مُلِحة لمخاطبة الفئة القليلة من المجتمع اليمني التي لا تزال تعتقد أن جماعة الحوثي أو أنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد يقدمون للبلاد شيئا غير الدمار والخراب والارتباط بالمشاريع السياسية المستوردة أو المفروضة من الخارج. في نظري، تحتاج هذه الفئة إلى خطاب من نوع خاص، يستخدم لغة التبشير لا التنفير، لغة الاحتواء لا لغة تكريس الخلاف وتوسيع التباين والفرقة. على وسائل الإعلام أيضا مهمة الكشف لهذه الفئة أن قادة الحركة الحوثية والمخلوع يسعون لتحقيق مكاسب شخصية في المقام الأول، وقد يتخلون عنهم سريعا من خلال السعي إلى الخروج من البلاد أو الفوز بضمانات حقوقية ومالية، وفي نهاية المطاف يُترك ذلك المواطن لمواجهة المصير ونتائج الارتباط بالانقلابيين ومساندتهم ضد النظام السياسي اليمني المعترف به دولياً.
تعليق