طالب سجناء سلفيون في موريتانيا بإطلاق نسخة جديدة من الحوار يستفيد منها السجناء المستعدون له وتعود بالنفع على البلاد ، كما انتقدوا تعامل السلطات مع نتائج الحوار السابق .
وأوضح هؤلاء السلفيون، في رسالة وجهوها للعلماء المشاركين بندوة في نواكشوط : إن تجربة الحوار السابقة "سجلت نجاحا كبيرا، ومع ذلك لم نر من السلطات تكريسا لنتائجه واستثمارا لتجربته".
وقالت الرسالة التي وقعها السجين التقي ولد يوسف : إن تعامل السلطات مع نتائج الحوار السابق شابته بعض السلبيات، من بينها عدم إطلاق سراح بعض ممن شاركوا فيه واقتنعوا به، في حين "أُخلي سبيل من لم يكن مقتنعا به وفق معايير غامضة أفضت إلى رجوعه إلى بؤر الصراع".
وقال السجناء : إن الحوار إذا انطلق يجب أن يشمل جميع المقتنعين به والراغبين فيه بمن فيهم المحكومون بالإعدام، مطالبين بالتجاوب مع دعواتهم المتكررة لتجديد الحوار، مؤكدين أنهم بعثوا رسائل إلى جهات رسمية كثيرة طالبوا فيها بذلك وأبدوا استعدادهم فرديا وجماعيا دون أن يجدوا حتى الآن أي رد ملموس.
وتزامنت رسالة السجناء السلفيين مع انطلاق ندوة دولية في نواكشوط حول "دور ثقافة السلم في التصدي للإرهاب" تناقش الطرق والوسائل الكفيلة بمكافحة التطرف، ويشارك فيها خبراء عرب وأجانب ومسؤولون غربيون من بينهم داس بيسا ويليامز مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية.
وقد أكد الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين، بافتتاح الندوة، أن المقاربة التي اعتمدتها بلاده لمواجهة "الإرهاب" أبعدت خطر "المتطرفين" وفككت كثيرا من شبكاتهم النائمة وأجهضت العديد من العمليات التي كانت في طور التحضير.
وأشار إلى أهمية الحوار في هذه المقاربة، رافضا ربط الإرهاب بالإسلام، واعتبر أن ذلك "ينطلق من تزييف واضح للحقيقة وخلط متعمد في المفاهيم والأحكام".
وكانت الحكومة قد أجرت حوارا مع السجناء السلفيين سنة 2010 أفضى إلى مراجعات فكرية داخل التيار السلفي، بعد نقاشات مطولة مع عدد من العلماء، وتم بموجبها إطلاق عشرات من السجناء الذين شاركوا في الحوار ممن لم تصدر بحقهم أحكام بالإعدام.
وتشكل رسالة السلفيين اليوم تعبيرا علنيا عن رغبتهم في الحوار، خاصة وأنها تحمل توقيع واحد من أهم رموز هؤلاء السجناء، وهو التقي ولد يوسف الذي يقضي حكما بالسجن 15 سنة.