أكد الكاتب الصحفي التركي بولنت أرانديتش أن كلّ هذه المؤامرات ضد حزب العدالة والتنمية التركي يستغلّها مؤيّدو الغرب والعلمانيين والأنظمة الدكتاتوريّة التي تريد المحافظة على الوضع الراهن والمتفجر لبسط سيطرتهم على تركيا.
وذكر أرانديتش فى مقال نشره موقع "عربي 21" تحت عنوان "مفهوم الحق والباطل فى تركيا" أنه بعد سد الطرق على كوادر العمل العلمانية -الغربية في عهد البادي شاه عبد الحميد وفتحها للعمالة التركية، أدى ذلك لإضعاف العمالة الغربية بشكل كبير. لم تتحمل الدول الإمبريالية، والتي هي فرنسا والمملكة المتحدة، وقع هذا الخبر عليهم، فغيروا منهجهم لأجل الوصول إلى الطريقة التي تمكّنهم من أكل الكتف العثمانية (السيطرة على الدولة العثمانية). فكان الهدف الأساسي والمتخفّي لفرنسا والمملكة المتحدة في مد يد العون للدولة العثمانية هو تنحية الخليفة عن منصبه، وبه يتم إسقاط الخلافة العثمانية.
وأضاف أنه لم يترك العالم الغربي الدولة العثمانية وشأنها، بل سعوا بكل جهدهم إلى إسقاطها. فقام الماسونيون واليهود باستغلال كونهم أصحاب الديون الخارجية بتأسيس جمعية الاتحاد والترقي في باريس وسلانيك، لكن أسوار الدولة العثمانية لم تكن ضعيفة، فوُجدت فرقة حرية الائتلاف لتصد أصحاب الفكر الغربيّ.
وأكد بولنت أرانديتش أن العلمانيين والغربيين خسروا مراكزهم لأول مرة عند فشل الانقلاب العسكري على عدنان مندريس والحزب الديموقراطي عام 1950، وخسروها مرة أخرى عند محاولة تسميم تورغوت أوزال. لكن خسارتهم الكبرى كانت في عام 2002. فكان السبب الرئيس في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2002 لاستلام رجب طيب أردوغان إدارة حكم البلاد بطابع الديموقراطية المحافظة يقع ضمن الحرب التي دامت مئتي عام على العالم الصليبي والقوى الإمبريالية. فقد ساهم الشعب الديموقراطي المحافظ بعد ظلم دام 200 سنة في ولادة حزب العدالة والتنمية، وساندوه وقيادتَه القوية ليصلوا إلى مركز صنع القرار.
كما أكد أن الإصلاحات المنجزة من قبل حزب العدالة والتنمية كانت شوكة في حلق البرجوازيين الغربيين، فاستمرّوا في نصب الكمائن للحزب من أجل تحقيق مصالحهم السياسية. فيا لها من مصادفة كبيرة، حين تعلن جمعية الاتحاد والترقي "قبل مئة سنة كانوا يقولون سنسقط السلطان عبد الحميد عن العرش وسنقضي على الخلافة العثمانية، وبعد مئة سنة لن نسمح لأردوغان بأن يكون وزيرا في الحكومة لتركية". ولأجل تحقيق أهدافهم حرّكت الدول الغربية أحجارها بدهاء على رقعة الشطرنج، فكان صلاح الدين ديميرطاش أحد الأحجار المهمة من أجل السيطرة على النظام السياسي في تركيا، يتبعه حزب الشعب الجمهوري في ذلك. أليس كل هذه المؤامرات واضحة كعين الشمس؟!