أكد أحد مراكز الأبحاث الصهيونية - و الأكثر ارتباطا بدوائر صنع القرار في تل أبيب - أن اكتشافات الغاز الجديدة في مصر تفتح المجال أمام تكريس الشراكة الاستراتيجية بين "إسرائيل" ونظام الحكم في القاهرة.
وفي ورقة تقدير موقف صدرت أمس الاثنين رفض "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة" - الذي يرأس مجلس إدارته "دوري غولد" وكيل وزارة الخارجية - التقديرات القائلة بأن اكتشافات الغاز الجديدة قبالة الشواطئ المصرية تهدد قدرة "إسرائيل" على استغلال حقول الغاز التي اكتشفتها شركات صهيونية .
وشدد المركز على أن "إسرائيل" بإمكانها التعاون مع نظام السيسي في استغلال حقول الغاز والتوافق على استراتيجية موحدة في التعاطي مع قطاع الطاقة بشكل يمس بمصالح تركيا، التي تمثل "عدوا مشتركا" لكل من القاهرة وتل أبيب - حسب تعبير المركز - .
وأوضح المركز أن الشراكة في إنتاج الغاز تمكن "إسرائيل من تكريس أواصر التحالف الاستراتيجي الذي يجمع كلا من : "إسرائيل ومصر واليونان وقبرص" على اعتبار أن للدول الأربع مصالح مشتركة في استغلال حقول غاز مكتشفة حديثا في مياهها الاقتصادية.
وتوقع المركز أن يفضي التحالف الرباعي إلى استمالة روسيا إليه، على اعتبار أن روسيا "ذات الأغلبية الأرثوذكسية" تبدي اهتماما خاصا بالعلاقات مع قبرص واليونان الأرثوذكسيتين.
وتوقع المركز أن يفضي التحالف إلى إحكام الخناق على تركيا، التي تعدّ في علاقة خصومة مع الدول الخمس.
واعتبر المركز أن أي قرار "إسرائيلي" بتصدير الغاز لتركيا يمثل "خطيئة استراتيجيه"، مشددا على ضرورة عدم الاعتماد على دولة يسود فيها نظام يتحكم فيه "الإخوان المسلمون"، والمتمثل في شخص الرئيس رجب طيب أردوغان - حسب تعبير المركز - .
وأكد المركز أن الشراكة الاستراتيجية مع القاهرة في كل ما يتعلق باستغلال حقول الغاز المكتشفة لدى الجانبين سيعزز التعاون الأمني الكثيف القائم بين الجانبين، والذي يمثل مصلحة من الطراز الأول "لإسرائيل" .
ولم يستبعد المركز أن تشرع "إسرائيل" في توريد الغاز لمصر، متوقعا ألا تمكن اكتشافات الغاز الحديثة في مصر من سد حاجة مصر للغاز.
وأشار المركز إلى أن تصدير الغاز "الإسرائيلي" لمصر سيسهل على الحكومة الأردنية تمرير مخططها لاستيراد الغاز "الإسرائيلي" حيث إن بإمكانها أن تفند "مزاعم المعارضة الأردنية التي تعد استيراد الغاز "الإسرائيلي" ضربا من ضروب التطبيع".
تعليق