اعتبر الكاتب والمحلل الصهيوني، إيال زيسر، أن عودة روسيا إلى المنطقة جاءت لتملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة.
وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم": "لكل من أبَن روسيا كقوة عظمى عالمية بسبب العقوبات الاقتصادية الأليمة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة وأوروبا، ولكل من اعتقد أن مغامرات الكرملين في أوكرانيا ستقيد قدرتها على المناورة في العالم، يثبت فلاديمير بوتين أمام الملأ بأن قوته لا تزال فعَالة".
ورأى المحلل، أن الروس في السعودية وفي مصر أيضا يوقعون على صفقات سلاح بحجم عشرات مليارات الدولارات، وكذا في إيران، وها هم الآن يعودون إلى سوريا أيضا، والتي كانت على مدى سنوات عديدة معقلهم الرئيس في الشرق الأوسط.
وتابع: "روسيا لم تهجر أبدا بشار الأسد، بل واصلت حتى في أحلك أيامه توريد السلاح والمساعدات المالية السخية له، ولكن مثل هذا التدخل المباشر وإرسال المقاتلين والطيارين الروس هو بلا أي شك، حتى بالنسبة لها، تصعيد مثير بل ومفاجئ".
وأضاف المحلل الصهيوني: "يعكس هذا التدخل قبل كل شيء، الثقة بالنفس والإحساس بالقوة، ومن دونهما ما كان بوتين ليتجرأ على أن يأمر بزيادة مبلغ الرهان الروسي في سوريا، فيما يستخف بالأمريكيين علنا".
وتساءل الكاتب: "فهل يعتقد بوتين حقا بأن بوسعه أن ينقذ الأسد؟ ليس هذا هو الأهم بالنسبة إليه، فتدخله هذا في سوريا يضعه مرة أخرى في مركز المسرح الدولي كلاعب مركزي لا يمكن تجاهله وتجاوزه".
وتابع: "هذا، حتى لو سقط بشار، فإن الوجود الروسي في سوريا يمكن أن يستمر، إذ إنه يوجد على الشاطئ العلوي، ذاك الجيب الذي يسهل الدفاع عنه واليه تنسحب بقايا النظام لمعركة الصد الأخيرة في منطقة معظم سكانها هم أبناء الطائفة العلوية، من ناحية روسيا، هذا إذن استثمار للمدى البعيد".
وذكر "زيسر": "ينبغي الاعتراف بأن سوريا هي بالنسبة لبوتين خط الدفاع المتقدم ضد انتشار "التطرف الإسلامي"، الذي إذا لم يتوقف فإنه سيصل إلى حدود روسيا أيضا".
واستطرد، قائلًا: "في ضوء فشل التحالف برئاسة الولايات المتحدة في وقف داعش، يسعى الروس إلى طرح بديلهم، وما امتنعت الولايات المتحدة عن عمله فإنهم مستعدون بل وجاهزون لعمله، إرسال جنودهم وطياريهم إلى أرض سوريا، لعل الأمريكيين سيشكرون الروس ذات يوم، وهذا أيضا يأخذونه في الحسبان في واشنطن وفي موسكو".
وقال: "المؤسف هو أنه خلف كل شيء آخر ثمة في تصعيد التدخل الروسي في سوريا ما يفيد بإفلاس وعجز الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما يعتقد الكاتب، فروسيا ببساطة لا تأبه بواشنطن وبالتأكيد لا تنصت للتحذيرات الهزيلة التي يطلقها على مسمعها الأمريكيون من مغبة التدخل في حرب سوريا، ومن مغبة إمكانية المواجهة بين الروس وبين الحلفاء المحليين للأمريكيين من بين الثوار أو حتى مع طائرات أمريكية تعمل في سوريا".
ووفقًا للكاتب، فإن روسيا، وخلافا للسبعينيات، ليست عدو إسرائيل وتدخلها في سوريا لا يستهدف مساعدة الأسد وفي المستقبل ربما أيضا إيران وحزب الله للقتال ضد إسرائيل.
ورأى "زيسر" الروس قد لا ينقذون بشار، ولكنهم عادوا ليجعلوا سوريا معقلا روسيا هاما كجزء من صراع عالمي، سواء ضد الجهاد العالمي أو كجزء من المواجهة المتجددة بينهم وبين الولايات المتحدة.
تعليق