أقدمت مجموعة كردية في كردستان العراق على إعادة إحياء إحدى الديانات الوضعية، وهي "الديانة الزرادشتية"، إحدى ديانات الفرس القديمة، التي لم يعد لها وجود هناك سوى في كتب التاريخ، وذلك اعتقادا بأنها الديانة الأنسب لهم انطلاقا من جذورها الكردية، حسب اعتقادهم.
وتنسب هذه الديانة لمؤسسها زرادشت الذي نشرها قبل نحو ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة في إيران، حيث يعتقد معتنقوها بوجود إله واحد أزلي هو أهورامزدا (الإله الحكيم)، وأنه خالق الكون الذي لا يصدر عنه سوى الخير. ويعتقد الزرادشتيون (الذين درجت تسميتهم بالمجوس) أن زرادشت نبي مرسل من الإله، وأن هناك ستة مساعدين للإله أهورامزدا، كما يحتفظون بكتاب الأفيستا الذي يضم مختارات من الكتاب المقدس لديانتهم.
يقول رئيس المجلس الأعلى للديانة الزرادشتية في كردستان العراق لقمان حاجي حكيم للجزيرة نت إن هناك أسبابا عديدة دفعتهم لإحياء هذه الديانة، فهي تؤكد على "التجدد وإنعاش الحياة والعالم"، كما أنها "تزيد من ثقة الأكراد بنفسهم"، معتقدا أن غياب هذه الديانة كان سببا في عدم امتلاك الأكراد دولة مستقلة.
ويؤمن معظم الأكراد حاليا بالإسلام على المذهب السني، إلى جانب اعتناق بعض الأديان الأخرى في كردستان العراق كالمسيحية والإيزيدية والكاكائية.
ويشير حكيم إلى أنهم سيخيرون الناس عند بلوغهم من العمر 15 سنة بين االزرادشتية وأي ديانة أخرى، مضيفا "نريد إبعاد الأطفال عن الدين في المجتمع الكردستاني حتى سن الخامسة عشرة، حسب تعاليم زرادشت، ولكل شخص الحق في البحث عن الحقيقة".
ويزعم رئيس المجلس الأعلى للديانة الزرادشتية في كردستان العراق أن أعدادهم في ازدياد مستمر، ما دفعهم إلى فتح أول معبد لهم نهاية أغسطس/آب في مدينة السليمانية بكردستان العراق.
ويضيف "عندما أعلنا عن تشكيل المجلس التحق بنا آلاف الأشخاص وأجرينا لهم مراسم منح الحزام الزرادشتي على يد بير-العجوز (لقب ديني في الزرادشتية)".
ويؤكد أن المجلس سيؤسس معابد أخرى في الإقليم بعد الحصول على الموافقات الرسمية من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
تعليق