رغم التصريحات الأمريكية المتتالية عن رغبتها في التوصل لحل للأزمة الفلسطينية وإدانتها الإعلامية لبعض الممارسات الصهيونية من بناء للمستوطنات أو الاعتداء على المدنيين إلا أن واقع السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية يصب دائما في خدمة المعتدي والمحتل دون النظر لأي اعتبارات أخرى تتشدق بها الإدارة الأمريكية.
.فأمريكا على سبيل المثال دائما ما تستخدم الفيتو ضد أي قرار ينص ولو من بعيد على إدانة الاحتلال الصهيوني وتواصل إمداده بكافة أنواع الأسلحة المتطوورة وبأفضل الشروط والمنح مهما استخدمها في قتل المدنيين والأطفال كما حدث في حرب غزة الأخيرة والتي كشفت المنظمات الدولية عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلالها....أضف إلى ذلك الحصار المفروض منذ سنوات على قطاع غزة تحت حجج وذرائع واهية مما يؤدي إلى قتل الآلاف من الاطفال والشيوخ جراء نقص الغذاء والدواء في إحدى أكبر الجرائم ضد الإنسانية في العالم وهذا كله تحت رعاية أمريكية...
ومن آخر التصاريح الأمريكية التي منحتها للحكومة الصهيونية إدراج عدد من قيادات حماس في قائمة "الإرهاب" وهو ما يعطي الاحتلال مبررا لاغتيالهم بدم بارد دون أدنى تردد وبحماية من اكبر قوة عالمية؛ فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن إدراج ثلاثة من قادة حركة حماس على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين"، بينهم اثنان أفرجت عنهما "إسرائيل" في صفقة التبادل لإطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط في 2011. وقال بيان الخارجية الأميركية إن الرجال الثلاثة هم يحيى سنوار وروحي مشتهى ومحمد ضيف.
والأخير هو القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وأهم المطلوبين للاحتلال...حماس من جهتها أدانت القرار ووصفته بأنه "إجراء غير أخلاقي ومناقض للقانون الدولي ويشجع الإرهاب الإسرائيلي" وأكدت أن هذا الإجراء لن يمنعها من مواصلة المقاومة ضد الاحتلال بشتى الوسائل, كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، القرار واعتبرته يعطي "الضوء الأخضر لإسرائيل لملاحقتهم واغتيالهم" وقالت أن "القرار الأمريكي يتبنى الرواية الإسرائيلية التي تهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية", ووصفت إدراج "قادة المقاومة" على لائحة الإرهاب الأمريكية بـ"الابتزاز السياسي والترهيب لكل من يخالف السياسات الأمريكية"..
إن الإدارة الأمريكية تريد إخضاع المقاومة الفلسطينية لإرادتها وإجبارها على التفاوض والرضوخ لمطالب الاحتلال كما فعلت السلطة الفلسطينية وحركة فتح حتى تكون جميع المفاتيح بيدها وبيد الصهاينة ليملوا شروطهم كما يريدون وينتزعوا المزيد من الأراضي الفلسطينية..
إن المقاومة هي الورقة الأهم بيد الفلسطينيين من أجل إعادة حقوقهم المسلوبة لذلك كان الهم الأول والاخير للاحتلال ومن يدعمه القضاء على هذه المقاومة أو على الاقل إضعافها ونشر الشائعات عنها وتشويهها وإدخالها في دهاليز المفاوضات والحجرات المغلقة والغرف المكيفة والمقاعد الوثيرة مع إغرائها بالوعود الكاذبة حتى ترضى بأقل القليل..
إن دعم العرب والمسلمين لهذه المقاومة هو أدنى ما يمكنهم أن يقدموه للملايين من الشعب الفلسطيني المشرد والمحاصر والمحتل حتى يعود له حقه, وإن الوقوف أما الصلف الأمريكي في التعامل مع قضايا العرب لا يقل أهمية عن الوقوف أمام الطغيان الصهيوني.
تعليق