رد: الخيارات السعودية في الارمادا الروسية [بين السياسة وقدم بعض سلاح الدروع ]
تسعى المملكة العربية السعودية بشكل دائم الى تطوير قدراتها الدفاعية المختلفة، وخصوصاً في المرحلة الآنية التي تحفل بالعديد من التطورات المتسارعة. وفي اطار استعداداتها للإحتمالات كافة، وخصوصاً اذا ما استجد ما قد يستدعي تحركاً برياُ، تولي المملكة اهتماماً متزايداً لسلاح المدرعات. في ما يتعلق بالدبابات، تمتلك السعودية أسطولاً تتكون بنيته الرئيسية من ثلاث دبابات:
- الدبابة الفرنسية AMX-30، التي ابتاعت منها حوالي 250 دبابة في بدايات السبعينات، وكانت وقتذاك من أهم الدبابات في العالم واكثرها تطوراً، وقد استعملتها للمرة الأولى في "عاصفة الصحراء" عام 1991، ثم قامت ببيع عدد منها الى تونس، وبقي في الخدمة حوالي 145 دبابة. وقد شوهدت في الفترة الماضية أعداداً منها على حاملات دبابات، متوجهة إلى الحدود اليمنية لتشارك في التصدي للحوثيين .
- الدبابة الأميركية M60-A3 ، اشترت منها المملكة 450 دبابة في أواسط الثمانينات، واستعملتها لأول مرة كذلك في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، وهي ما زالت في الخدمة.
- الدبابة الأميركية M1-A2، وهي من الجيل الثالث، دبابة حديثة تعمل في صفوف الجيش الأميركي، و"نجمة" عاصفة الصحراء 1991 (M1-A1) و حرب العراق 2003، دخلت الخدمة في الجيش السعودي في منتصف التسعينات، وتمتلك السعودية حوالي 400 دبابة منها.
تسعى المملكة إلى تطوير دبابات M1-A2 إلى النسخة الأحدث M1-A2 SEP والتي أضيفت إليها تعديلات عديدة طالت معظم مكوناتها، لتصبح أكثر تطورا وقوة، وهكذا تكون ثلث دبابات المملكة حديثة ومواكبة للعصر، أما الثلثين الآخرين من دبابات M60-A3 وAMX-30، فقد أصبحت قديمة وغير قابلة للتطوير، لذلك تسعى المملكة ومنذ سنوات لاستبدالها بدبابات حديثة أخرى - لكن غير أميركية - لأنها تحرص على تعدد مصادر التسلح حفاظاً على استقلاليتها تجاه أي دولة مزودة بالسلاح، عند حصول أي خلل أو تغييرات في العلاقات السياسية التي تجمعها بالمملكة، ومثال على ذلك الإضطراب في العلاقات مع الولايات المتحدة نتيجة إنفتاحها المتزايد على إيران.
من الخيارات المطروحة، الدبابة Leopard-2 بنسختها الأحدث A7 المزودة بأنظمة حديثة لخوض حرب المدن ومواجهة أحدث الأسلحة المضادة للدبابات، وهي من صنع Krauss-Maffei Wegman الألمانية، وتعتبر ال Leopard-2 من أحدث الدبابات في العالم واكثرها شهرة وإنتشارا. فبالإضافة إلى دخولها الخدمة في الجيش الألماني، فقد ابتاعتها معظم دول أوروبا - وحتى تلك التي تصنع دبابات كالسويد وأسبانيا وبولندا وسويسرا - ذلك بالإضافة إلى دول اسيوية وأميركية. وقد سعت السعودية للحصول على 800 دبابة لتحل محل ال-M60 و-AMX-30 لكن هذه الصفقة تعرضت لضغوطات سياسية من الأحزاب والتكتلات الألمانية، ما أدى إلى عدم البت بها حتى الأن.
أيضاً من الخيارات المطروحة الدبابة الروسية T-90S ، إذ حاولت المملكة إبرام إتفاق مع موسكو بقيمة 15 مليار دولار، يضم لائحة طويلة من المعدات والمروحيات بالإضافةً إلى 150 دبابة T-90S ، في محاولة لتحديث الترسانة السعودية، وأيضاً – كما يسود الإعتقاد - للتقرب من موسكو وحثها على التخلي عن دعم النظام السوري الحالي، لكن حتى الأن لم تصل المفاوضات إلى أية نتيجة تذكر.
إن مجمل أحداث المنطقة، بدءًا من الحرب السورية ووصولاً إلى حرب اليمن، وشعور الدول العربية بالهجمة المدعومة من قبل إيران لإضعافها وبسط السيطرة الإيرانية وصولا إلى البحر المتوسط عبر لبنان، وإلى البحر الأحمر وباب المندب عبر اليمن، قد أدى إلى زيادة التنسيق والتعاون بين دول الخليج وبقية الدول الاسلامية، وعلى راسها تركيا. ذلك مع العلم أن تركيا دولة مصنعة لكثير من الأسلحة، وقد صدرت الكثير منها إلى دول الخليج على رأسها الامارات العربية المتحدة، وهي الأن في المراحل النهائية من تطوير دبابة "التاي" الجديدة من الجيل الثالث. وألتاي هو الاسم الرسمي للدبابه المستقبلية المصنوعة محليا في تركيا، وهو اسم قائد فيلق فرسان في التراث التركي. ويعتبر برنامج الدبابة ألتاي هو الأول لتطوير دبابه قتال رئيسيه في تركيا منذ العام 1943. في عام 2007 تم اعطاء عقد التصميم وبناء أول 4 نماذج من هذه الدبابة للشركه المحلية التركية OTOKAR ، أول نموذج عرض في العام 2011 ومن المتوقع ان تدخل هذه الدبابة الخدمة في الجيش التركي في العام 2015-2016 وطلبات الجيش التركي الحالية لهذه الدبابة تصل إلى حوالي 250 دبابة.
وتحمل هذه الدبابة تصميما تقليديا، وقد اقتبست بعض التكنلوجيا الكوريه الجنوبية الموجودة في الدبابةK2 PANTHER ، لكن على العموم لها تصميم مختلف عن الدبابة الكورية، التي – بالمناسبة – قد تكون احدى الخيارات المطروحة!
ومن المتوقع ان تحمل دبابة القتال الرئيسية ألتاي مدفعا من نوع L55 املس السبطانة عيار 120 ملم، من صنع شركة Rheinmetall والذخيرة ستكون مخزنه في البرج.
الدبابة تحمل أيضا رشاش محوري عيار 7.62 ملم، بالاضافة إلى رشاش آخر عيار 12.7 ملم مثبت على سطح الدبابة.
الدبابة ألتاي مزوده بنظام من الأحدث للسيطر’ على إطلاق النيران من نوع Volkan ونظام إداره معركه مصنوع من قبل شركة ASELSAN التركية، وقد تم تزويده للنموذج المحدث التركي من الدبابة LEOPARD 1.
إن إختيار المملكة لهذه الدبابة سيكون له فائدة كبيرة لكلا الطرفين، السعودي والتركي. فتركيا ستحصل على عميل لديه قدرات مالية كبيرة قادرة على تنشيط الحركة الصناعية العسكرية التركية بشكل كبير - ما يساعد عل المزيد من التطوير والتحديث في التكنولوجيا العسكرية التركية - وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات العسكرية التركية، وبخاصةً دول الخليج التي قد تتبعها بقية الدول العربية. ذلك في حال أثبتت الدبابة التاي انها جديرة بالثقة وقادرة على القيام بالمهمات الموكلة إليها.
أما المملكة العربية السعودية، فستحصل على مصنًع للأسلحة قادر على تلبية حاجاتها العسكرية بأسعار تقل كثيراً عن مثيلاتها في الدول الكبرى المصنعة، ودون أية تنازلات أو شروط مسبقة قد تحد من الحركة السياسية والعسكرية السعودية في المنطقة، إضافةً إلى التعاون في مجال التصنيع العسكري وتبادل الخبرات ما يعزز إمكانية تطوير التصنيع العسكري السعودي - كأن تقوم تركيا بتصنيع التاي في السعودية - مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الجغرافية والبيئية للمملكة، وبالتالي تطويرها لتلائم الطبيعة الصحراوية والظروف المناخية القاسية، وهكذا تكون التاي المنتج الملائم القادر على إستبدال الدبابات M60 و AMX30 القديمة، ما يزيد من قوة سلاح المدرعات السعودي بشكل يمكن المملكة من تعزيز أمنها الذاتي، وقدرتها على التدخل العسكري حيث تدعو الحاجة، كما من الممكن ان يحصل في حال تطورت الأوضاع في اليمن .
سامر القسيس
تسعى المملكة العربية السعودية بشكل دائم الى تطوير قدراتها الدفاعية المختلفة، وخصوصاً في المرحلة الآنية التي تحفل بالعديد من التطورات المتسارعة. وفي اطار استعداداتها للإحتمالات كافة، وخصوصاً اذا ما استجد ما قد يستدعي تحركاً برياُ، تولي المملكة اهتماماً متزايداً لسلاح المدرعات. في ما يتعلق بالدبابات، تمتلك السعودية أسطولاً تتكون بنيته الرئيسية من ثلاث دبابات:
- الدبابة الفرنسية AMX-30، التي ابتاعت منها حوالي 250 دبابة في بدايات السبعينات، وكانت وقتذاك من أهم الدبابات في العالم واكثرها تطوراً، وقد استعملتها للمرة الأولى في "عاصفة الصحراء" عام 1991، ثم قامت ببيع عدد منها الى تونس، وبقي في الخدمة حوالي 145 دبابة. وقد شوهدت في الفترة الماضية أعداداً منها على حاملات دبابات، متوجهة إلى الحدود اليمنية لتشارك في التصدي للحوثيين .
- الدبابة الأميركية M60-A3 ، اشترت منها المملكة 450 دبابة في أواسط الثمانينات، واستعملتها لأول مرة كذلك في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، وهي ما زالت في الخدمة.
- الدبابة الأميركية M1-A2، وهي من الجيل الثالث، دبابة حديثة تعمل في صفوف الجيش الأميركي، و"نجمة" عاصفة الصحراء 1991 (M1-A1) و حرب العراق 2003، دخلت الخدمة في الجيش السعودي في منتصف التسعينات، وتمتلك السعودية حوالي 400 دبابة منها.
تسعى المملكة إلى تطوير دبابات M1-A2 إلى النسخة الأحدث M1-A2 SEP والتي أضيفت إليها تعديلات عديدة طالت معظم مكوناتها، لتصبح أكثر تطورا وقوة، وهكذا تكون ثلث دبابات المملكة حديثة ومواكبة للعصر، أما الثلثين الآخرين من دبابات M60-A3 وAMX-30، فقد أصبحت قديمة وغير قابلة للتطوير، لذلك تسعى المملكة ومنذ سنوات لاستبدالها بدبابات حديثة أخرى - لكن غير أميركية - لأنها تحرص على تعدد مصادر التسلح حفاظاً على استقلاليتها تجاه أي دولة مزودة بالسلاح، عند حصول أي خلل أو تغييرات في العلاقات السياسية التي تجمعها بالمملكة، ومثال على ذلك الإضطراب في العلاقات مع الولايات المتحدة نتيجة إنفتاحها المتزايد على إيران.
من الخيارات المطروحة، الدبابة Leopard-2 بنسختها الأحدث A7 المزودة بأنظمة حديثة لخوض حرب المدن ومواجهة أحدث الأسلحة المضادة للدبابات، وهي من صنع Krauss-Maffei Wegman الألمانية، وتعتبر ال Leopard-2 من أحدث الدبابات في العالم واكثرها شهرة وإنتشارا. فبالإضافة إلى دخولها الخدمة في الجيش الألماني، فقد ابتاعتها معظم دول أوروبا - وحتى تلك التي تصنع دبابات كالسويد وأسبانيا وبولندا وسويسرا - ذلك بالإضافة إلى دول اسيوية وأميركية. وقد سعت السعودية للحصول على 800 دبابة لتحل محل ال-M60 و-AMX-30 لكن هذه الصفقة تعرضت لضغوطات سياسية من الأحزاب والتكتلات الألمانية، ما أدى إلى عدم البت بها حتى الأن.
أيضاً من الخيارات المطروحة الدبابة الروسية T-90S ، إذ حاولت المملكة إبرام إتفاق مع موسكو بقيمة 15 مليار دولار، يضم لائحة طويلة من المعدات والمروحيات بالإضافةً إلى 150 دبابة T-90S ، في محاولة لتحديث الترسانة السعودية، وأيضاً – كما يسود الإعتقاد - للتقرب من موسكو وحثها على التخلي عن دعم النظام السوري الحالي، لكن حتى الأن لم تصل المفاوضات إلى أية نتيجة تذكر.
إن مجمل أحداث المنطقة، بدءًا من الحرب السورية ووصولاً إلى حرب اليمن، وشعور الدول العربية بالهجمة المدعومة من قبل إيران لإضعافها وبسط السيطرة الإيرانية وصولا إلى البحر المتوسط عبر لبنان، وإلى البحر الأحمر وباب المندب عبر اليمن، قد أدى إلى زيادة التنسيق والتعاون بين دول الخليج وبقية الدول الاسلامية، وعلى راسها تركيا. ذلك مع العلم أن تركيا دولة مصنعة لكثير من الأسلحة، وقد صدرت الكثير منها إلى دول الخليج على رأسها الامارات العربية المتحدة، وهي الأن في المراحل النهائية من تطوير دبابة "التاي" الجديدة من الجيل الثالث. وألتاي هو الاسم الرسمي للدبابه المستقبلية المصنوعة محليا في تركيا، وهو اسم قائد فيلق فرسان في التراث التركي. ويعتبر برنامج الدبابة ألتاي هو الأول لتطوير دبابه قتال رئيسيه في تركيا منذ العام 1943. في عام 2007 تم اعطاء عقد التصميم وبناء أول 4 نماذج من هذه الدبابة للشركه المحلية التركية OTOKAR ، أول نموذج عرض في العام 2011 ومن المتوقع ان تدخل هذه الدبابة الخدمة في الجيش التركي في العام 2015-2016 وطلبات الجيش التركي الحالية لهذه الدبابة تصل إلى حوالي 250 دبابة.
وتحمل هذه الدبابة تصميما تقليديا، وقد اقتبست بعض التكنلوجيا الكوريه الجنوبية الموجودة في الدبابةK2 PANTHER ، لكن على العموم لها تصميم مختلف عن الدبابة الكورية، التي – بالمناسبة – قد تكون احدى الخيارات المطروحة!
ومن المتوقع ان تحمل دبابة القتال الرئيسية ألتاي مدفعا من نوع L55 املس السبطانة عيار 120 ملم، من صنع شركة Rheinmetall والذخيرة ستكون مخزنه في البرج.
الدبابة تحمل أيضا رشاش محوري عيار 7.62 ملم، بالاضافة إلى رشاش آخر عيار 12.7 ملم مثبت على سطح الدبابة.
الدبابة ألتاي مزوده بنظام من الأحدث للسيطر’ على إطلاق النيران من نوع Volkan ونظام إداره معركه مصنوع من قبل شركة ASELSAN التركية، وقد تم تزويده للنموذج المحدث التركي من الدبابة LEOPARD 1.
إن إختيار المملكة لهذه الدبابة سيكون له فائدة كبيرة لكلا الطرفين، السعودي والتركي. فتركيا ستحصل على عميل لديه قدرات مالية كبيرة قادرة على تنشيط الحركة الصناعية العسكرية التركية بشكل كبير - ما يساعد عل المزيد من التطوير والتحديث في التكنولوجيا العسكرية التركية - وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات العسكرية التركية، وبخاصةً دول الخليج التي قد تتبعها بقية الدول العربية. ذلك في حال أثبتت الدبابة التاي انها جديرة بالثقة وقادرة على القيام بالمهمات الموكلة إليها.
أما المملكة العربية السعودية، فستحصل على مصنًع للأسلحة قادر على تلبية حاجاتها العسكرية بأسعار تقل كثيراً عن مثيلاتها في الدول الكبرى المصنعة، ودون أية تنازلات أو شروط مسبقة قد تحد من الحركة السياسية والعسكرية السعودية في المنطقة، إضافةً إلى التعاون في مجال التصنيع العسكري وتبادل الخبرات ما يعزز إمكانية تطوير التصنيع العسكري السعودي - كأن تقوم تركيا بتصنيع التاي في السعودية - مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الجغرافية والبيئية للمملكة، وبالتالي تطويرها لتلائم الطبيعة الصحراوية والظروف المناخية القاسية، وهكذا تكون التاي المنتج الملائم القادر على إستبدال الدبابات M60 و AMX30 القديمة، ما يزيد من قوة سلاح المدرعات السعودي بشكل يمكن المملكة من تعزيز أمنها الذاتي، وقدرتها على التدخل العسكري حيث تدعو الحاجة، كما من الممكن ان يحصل في حال تطورت الأوضاع في اليمن .
سامر القسيس
تعليق