مسؤول أمريكي سابق يربط بين اعتقال (المغسل) والهجوم الإيراني على ولي العهد السعودي بعد (تدافع منى)
ضحايا التدافع بمنى
ترجمة: سامر إسماعيلنشر معهد "بروكينجز" الأمريكي مقالًا لـ"بروس ريدل" المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه"، والمستشار السابق بمجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض لأربع رؤساء أمريكيين، ربط فيه بين اعتقال (أحمد المغسل) العقل المدبر لتفجيرات "الخبر"، وبين الهجوم القوي من إيران على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ومهندس اعتقال "المغسل"، وذلك بعد حادثة "تدافع منى" التي راح ضحيتها المئات معظمهم من الإيرانيين.
وأشار "ريدل" إلى اللوم الذي توجهه إيران للسعودية بسبب حادثة منى، ومطالبتها بفتح تحقيق مستقل، وتهديدها باستخدام القوة ضد المملكة.وأضاف أن إيران تفهم جيدًا أن شرعية المملكة تستند إلى كونها خادمة الحرمين الشريفين، وتشويه صورة المملكة فيما يتعلق بإدارتها للحج يقوض شرعيتها في أنحاء العالم الإسلامي.
وتحدث عن أن الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية هو المسؤول عن سلامة الحج، كما أن المملكة أنفقت المليارات لجعل موسم الحج آمنًا لمليوني حاج يأتون للسعودية كل عام.
وذكر أن ولي العهد حشد 100 ألف من عناصر الأمن من أجل الحفاظ وفرض الأمن قبل حادثة التدافع، مضيفًا أن رجال الدين في السعودية ومفتي المملكة سارعوا بتبرئته من أي مسؤولية في الحادثة، لكن إيران رفضت ذلك، ومع ذلك فإن تلك التصريحات تحمي ولي العهد من الانتقادات الداخلية.وأشار إلى أن ولي العهد أصبح بالفعل هدفًا للعداء الإيراني، عندما قامت قوات أمنه بهندسة عملية اعتقال "أحمد المغسل" العقل المدبر لتفجيرات "الخبر" في يونيو 1996م بالمملكة، والتي قتل فيها 19 عسكريًا أمريكيًا.
وأضاف أن "المغسل" كان قائدًا عسكريًا مدعومًا من إيران لما يعرف بحزب الله في الحجاز، وعاش في إيران منذ الهجوم، واستمر كعميل كبير لإيران فيما يتعلق بالعمليات التخريبية لطهران في شبه الجزيرة العربية حتى اعتقاله.وتحدث عن أن عملاء لولي العهد تمكنوا من اعتقال "المغسل" في لبنان في أغسطس الماضي، عندما هبط في بيروت على متن طائرة قادمة من إيران، حيث كان يخطط لحضور حفل زفاف لابنه هناك، لكنه بدلًا من ذلك اعتقل وتوجه إلى الرياض، حيث يخضع حاليًا للتحقيق معه.ونقل عن مصادر سعودية أن "المغسل" يعد مصدرًا غنيًا بالمعلومات فيما يتعلق بالأنشطة الاستخبارية الإيرانية، واعتقاله يمثل انقلابًا كبيرًا لصالح ولي العهد وخسارة كبيرة لطهران.وأشار إلى أن السعودية تعمل بشكل وثيق مع البحرين، التي اكتشفت مصنعًا سريًا لصنع القنابل على أرضها، واتهمت الاستخبارات الإيرانية بأن لها علاقة بهذا المصنع، الذي يحوي طنًا ونصف من المتفجرات، فضلًا عن أسلحة آلية.وتوقع "ريدل" أن تظل حادثة منى جرحًا مفتوحًا لأشهر مقبلة، في وقت تقف فيه المملكة وإيران ضد بعضهما البعض في سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن.
تعليق