قال الكاتب بوريس زيلبرمان، الذي يشغل منصب نائب مدير العلاقات في الكونغرس الأمريكي، في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: إن "بوتين بتدخله العسكري في سوريا نسي أمراً مهماً وخطيراً، إن حدث فسيغير قواعد اللعبة، وسيدخل موسكو في مستنقع لن تخرج منه إلا مهزومة". وتابع في مقاله الذي نشرته صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية "لقد تجاهل بوتين ما حصل للاتحاد السوفيتي في أفغانستان، الذي حدث بشكل أساسي حين قررت السعودية بالتعاون مع أمريكا دعم المجاهدين في أفغانستان بالعدة والعدد، ولا يخفى على أحد الآن غضب جميع الفصائل السنية المقاتلة في سوريا من المحاولات الروسية لدعم الأسد؛ سواء كانوا من الجهاديين أو المعتدلين، كما لا يخفي أن هناك دعوات سعودية لإنهاء الغارات الجوية الروسية".
وأضاف: "قد تبدو الأمور على السطح بأن هناك علاقة صداقة بين المملكة العربية السعودية وروسيا، في يوليو (تموز) أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستستثمر ما يصل إلى 10 مليارات دولار في المشاريع الروسية الزراعية والأدوية والخدمات اللوجستية، وقطاعات العقارات والتجزئة الحقيقية، كما وقع الطرفان هذا الصيف اتفاق تعاون للطاقة النووية، يرافقه تقارير عن صفقات الأسلحة القادمة المحتملة".
لكن في الوقت نفسه، ووفقاً للكاتب، فإن "الحرب الاقتصادية السعودية ضد روسيا جارية، رغم أن إيران هي الهدف الأساسي، إلا أن الروس يشعرون بالعبء الأكبر".
وأوضح "فبعد أن أصبح من الواضح بشكل متزايد أن روسيا وإيران ملتزمان بدعم نظام الأسد في سوريا، رفض السعوديون الحد من زيادة المعروض من النفط في الأسواق العالمية، الأمر الذي أضر بالاقتصاد الروسي والإيراني بشكل واضح، حيث استندت ميزانياتهما على 80-90 دولاراً للبرميل، في حين وصل سعر النفط حالياً إلى 45 دولاراً".
وبحسب الكاتب فإنه "إن قررت السعودية دعم المجاهدين وتزويدهم بالأسلحة المتطورة، فإن القتال في سوريا سيسير على خطا الجهاد الأفغاني، لكنه سيجعل من العالم مكاناً أكثر خطورة، خاصة أن بعض الدعاة السعوديين وصفوا الصراع مع روسيا بأنه صراع ديني، بعد أن وصفت الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا، التدخل الروسي العسكري في سوريا بأنه معركة مقدسة".
وعرج الكاتب على قول رجل الدين السعودي عبد الله المحيسني الموجود في سوريا حالياً بأن "سوريا ستكون مقبرة للروس، وأنها ستكون أفغانستان أخرى لموسكو"، إضافة إلى البيان الذي أصدره 52 عالماً من علماء السعودية، باعتباره يعبر عن ردة فعل جمعية ضد روسيا، وفقاً للصحيفة.
تعليق