ارتبط الأمن الإسلامي ببعضه البعض، وهذا ليس بسبب ظروف آنية ضاغطة وإنما بسبب واقع و علاقات جيوسياسية واجتماعية واقتصادية وقبلها دينية مترابطة، لا يمكن فصم عُراها عن بعضها البعض، وما جرى من فصم وليد سنوات، وهذه السنوات فشلت في هزيمة قرون من التلاحم والتكاتف والترابط، ولذا تحليل ما يجري بالشام أو العراق أو غيرهما بمعزل عما يجري في مناطق أخرى، ومحاولة البحث عن حلول لهما بمنأى عن مناطق أخرى لن يجدي نفعاً ولن يحل المشكلة، ما دام أعداؤنا وخصومنا يقاتلوننا جماعياً ويرموننا عن قوس واحدة..
مناسبة الحديث هو دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأجهزة المخابرات في رابطة دول الاتحاد السوفياتي السابق التي لم تخرج من عباءته واقعاً وفعلاً حتى الآن، وربطه لما يجري في أفغانستان والمنطقة العربية بأمنه وأمن تلك الدول الكرتونية، ولا بد من التأكيد هنا على أن هذا اللقاء وهذا التحذير البوتيني يحمل في طياته مدلولين المدلول الأول تحذيري عما قد تُسفر عنه المقدمات الحالية في الشام والعراق وأفغانستان، وانعكاساتها على المجتمعين، والمدلول الآخر دعائي يهدف إلى حشد الدعم والتأييد له في عدوانه على الشام وربما غير الشام..
لكن ما دامت كاترينا الثانية حسمت خيارها قبل أكثر من ثلاثة قرون، واضعة بذلك قاعدة مهمة لمن بعدها في التعاطي مع الشام حين قالت إن أمن روسيا من أمن الشام، فإن الواقع والحقيقة اليوم يقول إن أمن الشام من أمن أفغانستان، فالتصعيد العسكري الميداني الطالباني في الشمال الأفغاني لافتاً، لا سيما بعد سيطرتهم على ولاية قندوز في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي بالإضافة إلى تهديدهم لمناطق الشمال الأفغاني الواقعة على تخوم الحديقة الخلفية للاتحاد السوفياتي سابقاً، وبالتالي فإن هذا التصعيد ودعمه مهم جداً لنصرة الشام وأفغانستان..
أهميته تكمن في أنه سيُرغم روسيا وإيران على الالتفات إلى حديقتهما الخلفية ما دام رأس المال أهم من كسب الأرباح في الشام والعراق، وعلى مدار التاريخ كانت أفغانستان شوكة في ظهر أو حلق روسيا وإيران، الأمر الذي سيدفع روسيا وإيران إلى سحب قواتهما من سورية، أو التركيز سياسياً وعسكرياً واقتصاديا واجتماعياً على أفغانستان، كما أن ذلك سيفجر مواجهة باكستانية مع كل من إيران وروسيا اللتين تحاولان ترطيب الأجواء معها على حساب علاقاتها مع العالم العربي والخليج والسعودية تحديداً..
فلجوء روسيا وإيران إلى دعم القوى المعادية لطالبان باكستان المدعومة من قبل الأخيرة سيعيد أجواء التوتر إلى ما كانت عليه في فترة ما بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان، وبالتالي سيدفع باكستان إلى الحضن الخليجي والسعودي أكثر، مما سيُبعدها عن الحضن الإيراني والروسي، فباكستان لا تقوى على المساومة على أمنها القومي والوطني في هزيمة طالبان أو إضعافها، لصالح قوى معادية لها محسوبة على المحور الهندي ـ الروسي ـ الإيراني..
مناسبة الحديث هو دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأجهزة المخابرات في رابطة دول الاتحاد السوفياتي السابق التي لم تخرج من عباءته واقعاً وفعلاً حتى الآن، وربطه لما يجري في أفغانستان والمنطقة العربية بأمنه وأمن تلك الدول الكرتونية، ولا بد من التأكيد هنا على أن هذا اللقاء وهذا التحذير البوتيني يحمل في طياته مدلولين المدلول الأول تحذيري عما قد تُسفر عنه المقدمات الحالية في الشام والعراق وأفغانستان، وانعكاساتها على المجتمعين، والمدلول الآخر دعائي يهدف إلى حشد الدعم والتأييد له في عدوانه على الشام وربما غير الشام..
لكن ما دامت كاترينا الثانية حسمت خيارها قبل أكثر من ثلاثة قرون، واضعة بذلك قاعدة مهمة لمن بعدها في التعاطي مع الشام حين قالت إن أمن روسيا من أمن الشام، فإن الواقع والحقيقة اليوم يقول إن أمن الشام من أمن أفغانستان، فالتصعيد العسكري الميداني الطالباني في الشمال الأفغاني لافتاً، لا سيما بعد سيطرتهم على ولاية قندوز في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي بالإضافة إلى تهديدهم لمناطق الشمال الأفغاني الواقعة على تخوم الحديقة الخلفية للاتحاد السوفياتي سابقاً، وبالتالي فإن هذا التصعيد ودعمه مهم جداً لنصرة الشام وأفغانستان..
أهميته تكمن في أنه سيُرغم روسيا وإيران على الالتفات إلى حديقتهما الخلفية ما دام رأس المال أهم من كسب الأرباح في الشام والعراق، وعلى مدار التاريخ كانت أفغانستان شوكة في ظهر أو حلق روسيا وإيران، الأمر الذي سيدفع روسيا وإيران إلى سحب قواتهما من سورية، أو التركيز سياسياً وعسكرياً واقتصاديا واجتماعياً على أفغانستان، كما أن ذلك سيفجر مواجهة باكستانية مع كل من إيران وروسيا اللتين تحاولان ترطيب الأجواء معها على حساب علاقاتها مع العالم العربي والخليج والسعودية تحديداً..
فلجوء روسيا وإيران إلى دعم القوى المعادية لطالبان باكستان المدعومة من قبل الأخيرة سيعيد أجواء التوتر إلى ما كانت عليه في فترة ما بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان، وبالتالي سيدفع باكستان إلى الحضن الخليجي والسعودي أكثر، مما سيُبعدها عن الحضن الإيراني والروسي، فباكستان لا تقوى على المساومة على أمنها القومي والوطني في هزيمة طالبان أو إضعافها، لصالح قوى معادية لها محسوبة على المحور الهندي ـ الروسي ـ الإيراني..