يؤكد الكاتب "روجل أليفر" في مقال بصحيفة هاأرتس، ان الكيان الصهيوني لم يعد يرغب في العلمانيين والليبراليين، وانه لن يعد لهم وجود داخل إسرائيل في المستقبل وإنما سيكون الوجود الأكبر للصهاينة الحريديم"المتدينين والمتطرفين" وستبقى دائما في حرب ولن يستطيع العيش فيها إلا المتطرفين الذين يحملون السلاح.
وإلى نص المقال..إن القبعة الإسرائيلية المنسوجة لها الأفضلية للبقاء داخل إسرائيل، وذلك خلال تطور المجتمع الإسرائيلي الصهيوني الديني الملائم للواقع الذي سنحيا فيه إلى الأبد على سيوفنا وهذا أمر لا مفر منه،حيث ازدياد عدد الحريديم القوميين وتراجع أعداد العلمانيين.
ولأن الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي قد حُسم وحيث تقع أحداث كثيرة داخل المجتمع العربي ولأننا محاطون بجهات إسلامية متطرفة، وبسبب أحداث مختلفة في المجتمع الإسرائيلي تتعاظم لدينا قوة الصهاينة المتدينين الذين دائما ما يسعون لبناء الهيكل الثالث في الحرم، وهم مستعدون لاستخدام سيوفهم كلما تطلب الأمر ذلك، وهذا في مواجهة انتفاضة تلو انتفاضة، وجولة حرب في غزة وراء جولة أخرى، وحرب تليها حرب في لبنان.وعلينا أن نعترف إذا بحقيقة أنه من الأسهل العيش على حد السيف, وطالما أننا مسلحون بمواقف الصهيونية الدينية.
فعندما نؤمن بالله ونؤمن أن مغزى الحياة أن تكون يهوديا داخل ارض إسرائيل التي وعد اليهود بها وهم مقتنعون أن المسيح سيأتي هنا في يوم ما فستحول القبعة المنسوجة الواقع الإسرائيلي إلى عقلاني ومطلوب بل وتتم مباركته.
أما بالنسبة للعلماني، فإسرائيل وجود معادي. من الصعب قبول القومية الثنائية التي ترتبط بالابرتهايد وبالاحتلال، في حين أن الصهيوني الديني لا يعترف بوجوده أبدا، بالنسبة له فان إسرائيل ليست دولة ملائمة لاحتياجاته.
وفي نظرة عميقة وتشخيص واقعي متعقل فسيكون عليه مغادرة البلاد وتشجيع أبنائه على تكوين مستقبلهم في مكان آخر.
إن العلماني يتجول الآن في إسرائيل كشخص عارٍ يسير في الجليد ليس له شعر، يرتجف من البرودة ويجد صعوبة في الحصول على الطعام والسكن، وإن نهايته في إسرائيل هي الاندثار، فرويدا رويدا سيهاجر من هنا أو يغير قناعته ويصبح صهيونيا وقتها سيقوم بتغطية نفسه بالشعر المطلوب من اجل البقاء هنا.
وفي نظرة لديناميكية الفرز الطبيعي فان مجتمع إسرائيل سيختار الصهاينة المتدينين حيث يوجد لديهم سبب للعيش هنا، كذلك العلماني الذي تربى في إسرائيل له سبب للعيش، لكن ولاءه ضعيف، فلغته هي العبرية وهنا تاريخه وهو يحب إسرائيل ويعتبرها بيته، لكن هنا في إسرائيل 2015 البيت وحده لا يكفي.
ففي كل الحالات فإن ذلك سببا جيدا وليس كافيا من اجل الموت هنا، أو الموافقة على منع الحقوق عن شعب آخر، أو العيش في ظل المشكلة الاقتصادية، أو الحياة دائما في خوف.
فالعلماني الذي يريد البقاء والحياة يفضل الهجرة، فمن السهل عليه أن يترك هنا وأن يكون مواطنا في العالم وأن يؤسس بيتا في مكان آخر، ولذلك فإن المزيد من العلمانيين يتركون الأرض هنا أو ينوون أن يتركوا، أما الصهاينة المتدينون فيزيدون هنا ويبقون.
وحينما يدرك العلماني أننا سنحيا دائما على نصل على سيوفنا، يفكر في دول تلاءم احتياجاته، فهو يحب إسرائيل لكنها لا تبرر له هذا الحب، وبالنسبة للصهيوني المتدين العيش هنا أمر ضروري، وفي عملية الانتقاء الطبيعي يتم تفريغ إسرائيل من العلمانيين، وبالمفاهيم الموجودة في الشرق الأوسط فإننا سنكون بقايا الإنسان القديم.