نشر منظومة "أس – 400" للصواريخ المضادة للجو بالقرب من الشاطئ السوري سيغير بشكل جذري موازين القوى الجغراسياسية ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في منطقة البحر المتوسط كلها.
أعلن ذلك المحلل السياسي ورئيس قسم النظريات السياسية في معهد العلاقات الدولية كيريل كوكتيش الذي أجرت صحيفة "كوميرسانت " الروسية يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني مقابلة صحفية معه.
وقال المحلل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على اقتراح وزارة الدفاع الروسية نقل منظومات الصواريخ المضادة للجو "إس – 400" إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا. وأضاف قائلا: أظن أن هذا القرار ليس إجراءً وقائيا يحمي من هجوم جوي وصاروخي فحسب بل هو بالدرجة الأولى استعراض للقوة وتأكيد على أن سوريا تعد منذ الآن منطقة حظر جوي أقلّه بالنسبة إلى تركيا".
وقال إن على أية طائرة تحلق بعد إشعاعها من قبل رادار أن تدرك أنها مستهدفة. وكانت تركيا قد أرسلت إلينا الثلاثاء الماضي إشارة بإسقاطها القاذفة الروسية . والآن نحن الذين سنرسل إليها إشارات وإشارات. ومضى المحلل قائلا إن روسيا تطبق الآن حقها في الدفاع عن الذات، إضافة إلى أنها تتصرف بطلب من الحكومة السورية. ويفهم الجميع أن منظومة "إس – 400" تغير تماما موازين القوى الجغراسياسية في المنطقة . وبوسع صاحبها السيطرة عملياً على أجواء المتوسط.
وقال المحلل إن الناتو سيبتعد منذ الآن تدريجيا عن أردوغان ليحمّله المسؤولية عن تصعيد الأوضاع في المنطقة. وإذا كان من حق الناتو أن يعلن قبل يوم الثلاثاء أن نشر "إس – 400" هو إجراء زائد عن اللزوم، فإن روسيا من حقها الآن تأكيد قرارها كواقع ورد منطقي لا مفر منه. وبقية اللاعبين سيضطرون إلى قبوله كواقع لا مفر منه.
يذكر أن منظومة "إس – 400" تخصص لمكافحة جميع الأهداف الجوية، بما فيها الطائرات والمروحيات والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية على مدى يبلغ 400 كيلومتر وعلى ارتفاع حتى 27 كيلومترا.
المصدر: "كوميرسانت"
تعليق