الإستخــدام العملياتــي للصــاروخ الأمريكــي الموجــه
AGM-65 Maverick
خلال فترة زمنية ليست بالقليلة ، درس المصممين استخدام وسائل مختلفة لزيادة مدى سقوط القنابل الذكية . أحد الوسائل المجربة تمثل بالاستعانة بالأجنحة الكبيرة التي تصبح وسيلة لانزلاق القنبلة . في حين أن أفكار أكثر تقدماً ركزت على نصب محركات دفع صاروخية تزيد مدى هذه الأسلحة بشكل ملحوظ . لقد أظهرت حرب الخليج للمعنيين أن استخدام هذا النوع من الصواريخ الموجهة guided missiles في الطائرات الهجومية ، يتيح فرصة إصابة الأهداف مباشرة دون الاضطرار والمجازفة بالتحليق فوق الأهداف المعادية أو قربها . ويكون كثير من الصواريخ الموجهة مخصصاً لتنفيذ مهمات محددة ، مثل تدمير الدبابات أو السفن أو الرادارات أو المنشئات الحيوية .. في الحقيقة يعد الصاروخ الأمريكي "مافريك" AGM-65 Maverick أحد أكثر أنظمة صواريخ جو-أرض نجاحاً ، ويدخل ضمن تسليح العديد من الطائرات الهجومية الأمريكية ، بما في ذلك A-10A وF-16 وAV-8B وF-4G ، كما أنه في الخدمة الفعلية لدى 19 دولة أخرى . استخدم هذا السلاح في معارك فيتنام والشرق الأوسط ، وحققت القوة الجوية الأمريكية نسبة نجاح تصل إلى 71% في فيتنام . وفي استخدامه الأول تم إطلاق 18 صاروخ ، أصاب 13 منها أهدافه بدقة . في حين حققت القوة الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973 نسبة 87% كما تدعي (أطلقت 50 صاروخ من طائرات F-4 ضد أهداف سورية ومصرية وحققت 47 إصابة من مجمل 400 صاروخ من هذا النوع من الطراز A تم استقبالها من الولايات المتحدة مع بداية الحرب) وكانت معظم الإصابات ضد أهداف أرضية ثابتة .AGM-65 Maverick
أستخدم الصاروخ لاحقاً في حرب لبنان العام 1982 واستطاع كما يؤكد الإسرائيليين تحقيق 20 إصابة من أصل 20 إطلاقه !! كما استخدم هذا الصاروخ في الحرب العراقية الإيرانية ، وتحديداً في منتصف العام 1985 عندما استخدمته الطائرات الإيرانية في مهاجمة سفن الشحن في الخليج العربي ، وكذلك عندما أطلقت الطائرات الإيرانية في بداية الحرب 12 صاروخ من هذا النوع على رتل دبابات عراقي ، ويدعي الإيرانيين أن الصواريخ أصابت أهدافها . كما قامت طائرات إيرانية من طراز F-4 وF-5 بإطلاق الكثير من هذه الصواريخ على أهداف بحرية عراقية ، بما في ذلك زوارق الصواريخ أوسا Osa ، وزوارق الطوربيد العراقية نوع P-6 . كثافة الاستخدام للصاروخ مافريك تحققت فعلياً خلال عمليات عاصفة الصحراء Desert Storm العام 1991 ، وتمكنت الطائرات الأمريكية من نوع F-16 وA-10 بواسطته من توجيه ضربات دقيقة مع نسبة إصابة بلغت 85% بالنسبة للنماذج الموجهة تلفزيونياً وبالأشعة تحت الحمراء . وبالنسبة للنماذج الموجهة ليزرياً بلغت هذه 66% (أهدافها الرئيسة في الغالب كانت الدبابات العراقية) ، وذلك من مجموع 5.296 صاروخ مافريك تم إطلاقها خلال مراحل الحرب المختلفة . كما أستخدم الصاروخ من قبل الطائرات الأمريكية والهولندية خلال أزمة كوسوفو العام 1999 ضد أهداف صربية . أما في عملية حرية العراق Iraqi Freedom العام 2003 ، فقد تم إطلاق نحو 796 صاروخ من هذا النوع ، معظمها كان من النسخة D الموجهة بالأشعة تحت الحمراء .
تعليق