
بعد أن وصلت الجيوش الإسلامية إلى منطقة الأردن وسوريا جنوب دمشق بنحو 50 كلم، لم يحدث أي نوع من القتال، وتجمع جيش رومي قوامه 3 آلاف مقاتل من غزة، بقيادة سرجيوس، أراد أن يلتف حول المسلمين من الخلف حتى يفاجئهم، ويقطع المدد القادم من المدينة المنورة جنوبًا، فاتجه إلى منطقة العربة جنوب البحر الميت، وكانت عيون المسلمين منتشرة في المكان، فاستطاعت أن تنقل ما حدث إلى أبي عبيدة بن الجراح



ولهذا الاختيار حكمته وأهدافه التي نحاول أن نبينها كما يلي:1- تواجدت الجيوش الإسلامية الثلاثة في شرق الشام حتى الآن (بين بصرى وعلياء جنوب دمشق) فلم يبق إلا جنوب الشام، الذي إن حوصر فإن الروم سيكونون بذلك محاصرين تمامًا، لأن البحر الأبيض المتوسط في الغرب، ولم يكن هناك حروب بحرية آنذاك!2- تأمين الجيش الإسلامي الموجود في شرق الشام، كان إحدى غايات الصديق من هذا الجيش، لأنه منذ أيام حدثت موقعتا العربة وداثنة، والتف جيش جرجيوس خلف الجيش الإسلامي، ولولا بعد نظر العيون الإسلامية المنتشرة في المكان لفوجئ جيش المسلمين بذلك الأمر، ولكن الله سلم، وبهذا الجيش يؤمَّنُّ الجيش الإسلامي الموجود في الشرق، ويقطع الطريق على الرومان من الالتفات خلفه مرة أخرى.3- يوجد في منطقة أيلة مسلمون من بعض البطون من قضاعة، وبعض القبائل الأخرى كجثام وهم لم يخرجوا للجهاد قبل ذلك، لا ضد الفرس ولا ضد الروم، فيمر بهم جيش عمرو بن العاص، لكي يحمسهم على الخروج للجهاد في سبيل الله، حتى يخرج منها من استطاع، ويعمل ذلك على زيادة الصف المسلم.4- كان لتغيير مسار الجيش الرابع أثر بالغ حتى لا يتمكن الروم من متابعة مسار الجيوش الإسلامية، ولا يرصدون خط سير المسلمين، (فإذا كانوا قد علموا بالجيوش الثلاثة، وأنها مرت من تبوك، فلا يعرفون أمر هذا الجيش لأنه مر من طريق مختلف تمامًا، وغير مأهول) على الرغم من أن هذا الطريق أشد وعورة وخطورة من الطريق الآخر المعروف المعتاد.موقعة مرج الصفـر ووضع المسلمين بعدها:
في الرابع من محرم عام 13هـ، تصل الأخبار إلى المسلمين أن عددًا من الروم قد خرج من دمشق متجهًا لجيش أبي عبيدة لقتاله، وعرف المسلمون أنهم مجموعة قليلة، وليسوا جيشًا كبيرًا، فأخرج لهم أبو عبيدة فرقة من جيشه، بقيادة خالد بن سعيد







- في الشام: انتصر المسلمون في العربة وداثنة، وهما موقعتان صغيرتان، وخسروا في مرج الصفر، جيش أبو عبيدة (7 آلاف مقاتل)، جيش شرحبيل (7 آلاف مقاتل), جيش يزيد (7 آلاف مقاتل )، جيش عمرو بن العاص (3 آلاف مقاتل), أي أن جيش المسلمين بالشام 24 ألف مقاتل, خرجوا في رجب 12هـ، وهم الآن محرم 13هـ، أي أنهم قد أمضوا (5 أشهر) داخل الشام..- في فـارس: عين أبو بكر جيشين لفتح العراق من الجنوب بقيادة خالد بن الوليد، ومن الشمال مرورًا بدومة الجندل بقيادة عياض بن غنم، وقد مر عليهما عام في قتال الفرس، التقى فيها خالد مع الفرس في موقعة كاظمة (المعروفة بذات السلاسل) وانتصر عليهم، ثم فتح الحيرة (9 مواقع في شهرين حتى فتح الحيرة)، وبينما استعصت دَوْمَة الجندل على عياض بن غنم، تقدم خالد أيضًا وفتح الأنبار، وعين التمر، وانتصر (18 ألف ضد 100 ألف من فارس)، ثم أُمِرَ أن يذهب لنجدة عياض بن غنم في دومة الجندل, فذهب إليه بـ9 آلاف، وانتصر على الفرس هناك بعد يومين من وصوله، وفتح دومة الجندل, كان ذلك في 24 رجب 12هـ..حقق جيش خالد بن الوليد انتصاراتٍ متتالية في فارس، حتى دانت له السيطرة غرب الفرات دون قتال، وغدا مالكًا لكل أرض العراق حتى نهر دجلة، كل ذلك في أقل من سنة, إنجازٌ لا يتخيله عقل مما جعل الصديق



نفد الرجال عند الصديق




وصل الوفد إلى أبي بكر، وكان عمر بن الخطاب









بعد أن وافق الصديق














منقووووول
تعليق