27/12/2015
عدا عن كونها جزء من سياسة تركيا الرامية الى الانفتاح على العالم العربي والتقارب معه، وكونها مؤشرا قويا على الاهتمام التركي الزائد بالسعودية باعتبارها بلدا محوريا مؤثرا في العالم العربي والشرق أوسطي، فإن زيارة أردوغان للملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء 29\12\2015، تحمل في طياتها رسائل وملفات جوهرية عدة، يحاول هذا التقرير تفكيكها وتسليط الضوء عليها من خلال محاورة ذوي الإطلاع في تركيا.
بداية فإن الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وتستمر ليومين، لم تكن الأولى فقد سبق أن زار الرئيس أردوغان، المملكة السعودية في مارس/آذار الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي، وهذه سابقة، حيث لم توجه لأردوغان أي دعوة لزيارة المملكة منذ ما قبل مجيء الملك سلمان بسنين طويلة.
بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التركية قال إن “ الرئيس أردوغان سيتناول في مباحثاته مع الملك سلمان، العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الإقليمية”.
وفي توقعه لهذه الملفات التي أوردها البيان قال رئيس فرع (القناة 7) التلفزيونية التركية في أنقرة “محمد أجيت” في مقابلة مع موقع TRT العربية إن هناك 3 ملفات أساسية ستتركز عليها الزيارة وهي الملفات السورية والمصرية والروسية.
وأوضح أجيت أنه رغم وجود اختلاف في الرأي في بعض القضايا بين السعودية وتركيا إلا أن العلاقات شهدت منذ تولي الملك الجديد لمنصبه تحسنا كبيرا، وأن تركيا والسعودية تتشاطران نفس وجهات النظر فيما يتعلق بالأزمة السورية، فكلاهما يدعو لإزاحة الأسد عن السلطة، والتمكين للمعارضة المعتدلة، ولذلك فإنه يتوقع أن تتخذ قرارات مهمة في هذه الزيارة بشأن المسألة السورية.
وفيما يتعلق بالملف المصري قال أجيت “إن السعودية تحاول تقريب وجهات النظر بين نظام السيسي وتركيا، وتسعى من أجل تحسين العلاقة بين البلدين، إلا أن موقف تركيا ثابت ولا يتغير تجاه الإنقلاب، ولا سيما في ظل الخروقات والانتهاكات الكبيرة التي يمارسها النظام في مصر، ولذلك فإن تركيا غير مهتمة بتحسين العلاقة مع نظام السيسي. كما يقول أجيت.
ولفت المحلل التركي إلى قضية بالغة الأهمية، وهي أن الزيارة ترسم ملامح حلف جديد بين السعودية وتركيا لمواجهة روسيا، ولا سيما بعد أن تدهورت العلاقة مع روسيا عقب إسقاط سلاح الجو التركي لمقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية.
وأضاف أجيت “بعد توتر العلاقات مع روسيا التي تستورد منها تركيا أكثر من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي، فإن هناك توجها جديا لدى أنقرة لتنويع مصادر الطاقة لديها وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، ولذلك توجت قبل شهر لدولة قطر ووقعت معها العديد من الاتفاقيات لشراء الغاز وغيره لتغطية أي نقص محتمل، وفعلت ذات الأمر مع أذربيجان التي زارها أردوغان قبل أسبوع لذات الغرض، وكذلك زيارات قادة إقليم شمال العراق الأخيرة لأنقرة، ولهذا فإن زيارة السعودية ستناقش موضوع تزويد تركيا بالطاقة أيضا، وكذلك تؤسس لتحالف تركي سعودي جديد”.
أما المحلل السياسي التركي “سمير صالحة” فقد استبعد أن تكون الزيارة محصورة في حدود توفير مصادر جديدة للطاقة أو أن تقتصر على العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أنها تحمل ملفات وقضايا المنطقة بأكملها.
وقال “صالحة” أن من أهم الملفات التي ترمي إليها الزيارة هو تشكيل حلف تركي-خليجي في مواجهة ذاك الحلف الروسي الإيراني الذي بدأت تتضح ملامحه وبدأ يضغط بشكل جدي على دول الخليج من جهة وعلى تركيا من جهة أخرى.
وأكد المحلل “صالحة” أن اللقاء بين الملك السعودي والرئيس أردوغان سيكون لقاء استراتيجيا مهما من أجل إنجاز مشروع الحرب على داعش، ولا سيما أن اللقاء يأتي بعد أسابيع قليلة على مشاركة الملك سلمان الفاعلة في قمة العشرين، وكذلك يأتي بعد التحالف الإسلامي الذي تشكل قبل أيام وكان لتركيا دور فاعل في تشكيله لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله، وهذا ما يوضح لنا أهمية توقيت الزيارة.
ومن بين الملفات المهمة التي ستتناولها الزيارة حسب “صالحة” هي قضية المنطقة الآمنة في شمال سوريا التي تسعى تركيا منذ سنوات لتطبيقها، ولا سيما في ظل التدخل الروسي السافر في منطقة شمال سوريا الذي أحدث فوضى كبيرة، والسعي لخلق كيان كردي على حدود تركيا، وهو الأمر الذي لا يمكن لتركيا أن تقبل به.
واستبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته للسعودية بتصريح أجراه مع إحدى الفضائيات أكد فيه أنَّ العلاقات التركية السعودية تشهد تحسنا متسارعا لم يسبق أن شهدت له مثيلا، مشددا على أهمية الزيارة التي سيقوم بها نهاية الشهر الحالي إلى المملكة، ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأشار إلى أنَّ العلاقات بين البلدين تطورت على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي، وأن البلدين يشتركان في وجهات النظر في كثير من القضايا العسكرية وعلى رأسها اليمن.
وقد انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي في السعودية والبلاد العربية هاشتاغ حقق نسب تفاعل عالية خلال فترة وجيزة وهو هاشتاغ #شعب_سلمان_يرحب_بأردوغان ، يعبر عن الترحيب السعودية والعربي الكبير بزيارة الرئيس التركي.
وقد انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي في السعودية والبلاد العربية هاشتاغ حقق نسب تفاعل عالية خلال فترة وجيزة وهو هاشتاغ #شعب_سلمان_يرحب_بأردوغان ، يعبر عن الترحيب السعودية والعربي الكبير بزيارة الرئيس التركي.
إسلام حلايقة- TRT العربية
تعليق