نسمع بين الحين والآخر أخبار التنافر والتجاذب بين المجتمع الدولي وإيران حول برنامجها النووي الذي تقول أنه لأغراض سلمية، بينما تقول أمريكا ودول أخرى أنه يهدف لتصنيع أسلحة نووية. فمن أجل هذا السلاح النووي تحاصر أمريكا والعالم إيران، ومن أجله احتلت أمريكا العراق ومن أجله أيضاً حوصرت كوريا الشمالية ومن أجله تحدث العديد من المشاكل في مختلف أنحاء العالم بين الحين والآخر. فلماذا كل هذه الضجة حول السلاح النووي؟
لنتعرف في هذا الموضوع على القنبلة النووية باختصار وببساطة:
نعرف جميعاً القنابل العادية، فهي عبارة عن مواد تتفاعل مع بعضها كيميائياً بطريقة معينة لتسبب انفجاراً يؤدي إلى دمارٍ يصيب منطقة محددة ليؤذي ويقتل الأشخاص الذين يعيشون فيها، وليدمر كذلك أي مباني أومنشآت تقع في منطقة تأثير الانفجار حسب نوع وحجم القنبلة. ولكن الحال يختلف كثيراً في حالة القنابل النووية. لماذا؟
ما هو الفارق بين القنبلة النووية والقنبلة العادية؟
سنجيب عن هذا السؤال بمعلومة: تخيلوا أن قنبلة نووية عيار واحد ميجا طن كافية لمحو أكبر مدينة في عصرنا الحالي من على وجه الأرض؟!!
سنتحدث عن معنى عيار القنبلة بعد قليل ولكن لنتحدث الآن عن سبب هذا الدمار المرعب:
على الرغم من أن طاقة وقوة القنبلة العادية تكمن في قوة انفجارها، إلا أن الوضع يختلف كثيراً في حالة القنبلة النووية لأن قوة الانفجار لا تشكل سوى 50% فقط من طاقة القنبلة وتأثيرها، بينما يتوزع باقي تأثيرها في صورة حرارة هائلة وموجات إشعاعية قاتلة ونبضة كهرومغناطيسية هائلة.
سنمر على كل نقطة سريعاً، ولنبدأ بالـ50% الأولى من تأثير القنبلة النووية، وهي:
الانفجار:
حين تنفجر القنبلة النووية تتسبب في تكوين موجة ضغط هائلة تدمر كل ما يقف في طريقها. وتنتقل هذه الموجة بسرعة كبيرة تفوق سرعة الصوت في منطقة الانفجار وتقل سرعتها كل ما ابتعدنا عن منطقة الانفجار.
السؤال هو: ماذا تفعل موجة الضغط تلك؟
لو أخذنا مثالاً بقنبلة صغيرة عيارها 20 كيلوطن (أي قوة انفجارها تساوي انفجار 20,000 كيلوجرام من مادة الـTNT التي تستخدم في القنابل العادية!!) لنشاهد ماذا سيفعل الانفجار الناجم عن هذه القنبلة الصغيرة على الإنسان:
- على مسافة واحد كيلومتر ستتشكل منطقة ضغط هائل في كل الاتجاهات حول نقطة الانفجار، سيؤدي إلى تسليط ضغط شديد على جميع أنسجة جسم الانسان مسببة تمزقات شديدة تؤدي إلى فصل عضلاته وجسمه عن عظمه، وكذلك تتعرض الأعضاء التي تحتوي على غازات كالرئة و الأمعاء والأذن الوسطى إلى ضغط شديد يؤدي إلى انفجارها.
- على بعد 1.5 كيلومتر سيحدث ارتباك عام في جميع أجهزة الجسم مع نزيف شديد من الأنف والأذن وكسور شديدة وآلام في الأطراف.
- على مسافة 2 كم من الانفجار سيحدث ارتباك في كل الجهاز العضوي وفَقْد للوعي مصحوب بصداع شديد وفقد للقدرة على السمع مع نزيف من الأنف والأذن وآلام وكسور في المفاصل مع احتمال عدم القدرة على الكلام وبصاق ممزوج بالدم.
هذا هو تأثير قنبلة صغيرة عيار 20 ألف طن، فما بالكم بقنبلة عيار 50 مليون طن؟
إذا ظننتم أني أمزح بهذا الرقم، شاهدوا هذا الفيديو لتجربة حقيقية من العام 1961 لقنبلة Tsar الروسية التي يصل عيارها لـ57 مليون طن!!!:
تشعرون الآن بحجم قنبلتنا الصغيرة التي شاهدنا تأثيرها مقارنة بالقنابل الموجودة حالياً؟
بقي أن أضيف هنا معلومة سريعة لما سبق:
- بلغت قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناجازاكي ما بين 13 و18 كيلو طن فقط. صغيرة أليس كذلك؟
تسببت قوة انفجار هذه القنبلة في قتل حوالي 140,000 إنسان لحظة انفجارها!!!!
تخيلوا الآن أن ما شاهدتموه من هذا التأثير الهائل وهذا الدمار الرهيب ليس سوى 50% فقط من تأثير القنبلة؟!!!
أين يذهب باقي الـ50%؟
يذهب الباقي في صورة إشعاعات حرارية (35%) وتلوث إشعاعي (15%):
الإشعاعات الحرارية:
يتسبب هذا الانفجار الهائل في تكوين كرة نارية هائلة تصل درجة الحرارة داخلها لـ300,000 درجة مئوية! وتكون كرة اللهب تلك أكثر توهجاً من قرص الشمس في جو مشمس.
تنتقل هذه الحرارة المرعبة في صورة أشعة حرارية تصيب كل من يتعرض لها بحروق مختلفة حسب بعده عن القنبلة، ولنأخذ قنبلتنا الصغيرة (20 كيلوطن) كمثال:
- على مسافة 1.5 كيلومتر تتسبب هذه الأشعة في حروق من الدرجة الرابعة (أسوأ درجات الحروق) وتسبب وفاة كثير من المصابين.
- على مسافة 2.5 كيلومتر تتسبب في حروق من الدرجة الثالثة، وينتج عن هذه الحروق ظهور قرح وتسبب تلف في البشرة والخلايا تحت الجلد.
- على مسافة 3.5 كيلومتر تتسبب في حروق من الدرجة الثالثة، أي تفقع الجلد.
- وأخيراً على مسافة 4.5 كيلومتر حروق من الدرجة الأولى مسببةً احمرار وانتفاخ بالجلد.
ولا تنسوا أيضاً أننا نتحدث عن قنبلة صغيرة نسبياً!!
الإشعاعات النووية:
يتسبب الانفجار النووي بجانب كل ما سبق في إطلاق سيل من أشعة جاما الغير مرئية والنيوترونات خلال الأجزاء الأولى من أول ثانية بعد الانفجار. ويتسبب تعرض الانسان لهذه الأشعة في حدوث تسمم إشعاعي قد يؤدي إلى الوفاة حسب الجرعة التي يتعرض لها الشخص.
تحتاج هذه النقطة إلى موضوع وحدها لنتحدث عن تأثير التلوث الإشعاعي المستمر التي تتسبب فيه القنبلة النووي، والذي لا يتوقف تأثيره في منطقة انفجارها فقط بل ينتقل مع الرياح والسحاب إلى مناطق أبعد، ولكننا نكتفي بهذه الإشارة السريعة.
وبتأثير الإشعاعات النووية نختتم هذه الإطلالة السريعة التي أردنا من خلالها أن نقترب أكثر من القنبلة النووية لنعرف أي حماقة ارتكبها الإنسان بحق نفسه!!
أترككم الآن مع مجموعة أخرى من الصور، ونبدأ بقنبلة ناجازاكي التي تسببت (مع قنبلة هيروشيما) في قتل أكثر من ربع مليون إنسان:
لنتعرف في هذا الموضوع على القنبلة النووية باختصار وببساطة:
نعرف جميعاً القنابل العادية، فهي عبارة عن مواد تتفاعل مع بعضها كيميائياً بطريقة معينة لتسبب انفجاراً يؤدي إلى دمارٍ يصيب منطقة محددة ليؤذي ويقتل الأشخاص الذين يعيشون فيها، وليدمر كذلك أي مباني أومنشآت تقع في منطقة تأثير الانفجار حسب نوع وحجم القنبلة. ولكن الحال يختلف كثيراً في حالة القنابل النووية. لماذا؟
ما هو الفارق بين القنبلة النووية والقنبلة العادية؟
سنجيب عن هذا السؤال بمعلومة: تخيلوا أن قنبلة نووية عيار واحد ميجا طن كافية لمحو أكبر مدينة في عصرنا الحالي من على وجه الأرض؟!!
سنتحدث عن معنى عيار القنبلة بعد قليل ولكن لنتحدث الآن عن سبب هذا الدمار المرعب:
على الرغم من أن طاقة وقوة القنبلة العادية تكمن في قوة انفجارها، إلا أن الوضع يختلف كثيراً في حالة القنبلة النووية لأن قوة الانفجار لا تشكل سوى 50% فقط من طاقة القنبلة وتأثيرها، بينما يتوزع باقي تأثيرها في صورة حرارة هائلة وموجات إشعاعية قاتلة ونبضة كهرومغناطيسية هائلة.
سنمر على كل نقطة سريعاً، ولنبدأ بالـ50% الأولى من تأثير القنبلة النووية، وهي:
الانفجار:
حين تنفجر القنبلة النووية تتسبب في تكوين موجة ضغط هائلة تدمر كل ما يقف في طريقها. وتنتقل هذه الموجة بسرعة كبيرة تفوق سرعة الصوت في منطقة الانفجار وتقل سرعتها كل ما ابتعدنا عن منطقة الانفجار.
السؤال هو: ماذا تفعل موجة الضغط تلك؟
لو أخذنا مثالاً بقنبلة صغيرة عيارها 20 كيلوطن (أي قوة انفجارها تساوي انفجار 20,000 كيلوجرام من مادة الـTNT التي تستخدم في القنابل العادية!!) لنشاهد ماذا سيفعل الانفجار الناجم عن هذه القنبلة الصغيرة على الإنسان:
- على مسافة واحد كيلومتر ستتشكل منطقة ضغط هائل في كل الاتجاهات حول نقطة الانفجار، سيؤدي إلى تسليط ضغط شديد على جميع أنسجة جسم الانسان مسببة تمزقات شديدة تؤدي إلى فصل عضلاته وجسمه عن عظمه، وكذلك تتعرض الأعضاء التي تحتوي على غازات كالرئة و الأمعاء والأذن الوسطى إلى ضغط شديد يؤدي إلى انفجارها.
- على بعد 1.5 كيلومتر سيحدث ارتباك عام في جميع أجهزة الجسم مع نزيف شديد من الأنف والأذن وكسور شديدة وآلام في الأطراف.
- على مسافة 2 كم من الانفجار سيحدث ارتباك في كل الجهاز العضوي وفَقْد للوعي مصحوب بصداع شديد وفقد للقدرة على السمع مع نزيف من الأنف والأذن وآلام وكسور في المفاصل مع احتمال عدم القدرة على الكلام وبصاق ممزوج بالدم.
هذا هو تأثير قنبلة صغيرة عيار 20 ألف طن، فما بالكم بقنبلة عيار 50 مليون طن؟
إذا ظننتم أني أمزح بهذا الرقم، شاهدوا هذا الفيديو لتجربة حقيقية من العام 1961 لقنبلة Tsar الروسية التي يصل عيارها لـ57 مليون طن!!!:
تشعرون الآن بحجم قنبلتنا الصغيرة التي شاهدنا تأثيرها مقارنة بالقنابل الموجودة حالياً؟
بقي أن أضيف هنا معلومة سريعة لما سبق:
- بلغت قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناجازاكي ما بين 13 و18 كيلو طن فقط. صغيرة أليس كذلك؟
تسببت قوة انفجار هذه القنبلة في قتل حوالي 140,000 إنسان لحظة انفجارها!!!!
تخيلوا الآن أن ما شاهدتموه من هذا التأثير الهائل وهذا الدمار الرهيب ليس سوى 50% فقط من تأثير القنبلة؟!!!
أين يذهب باقي الـ50%؟
يذهب الباقي في صورة إشعاعات حرارية (35%) وتلوث إشعاعي (15%):
الإشعاعات الحرارية:
يتسبب هذا الانفجار الهائل في تكوين كرة نارية هائلة تصل درجة الحرارة داخلها لـ300,000 درجة مئوية! وتكون كرة اللهب تلك أكثر توهجاً من قرص الشمس في جو مشمس.
تنتقل هذه الحرارة المرعبة في صورة أشعة حرارية تصيب كل من يتعرض لها بحروق مختلفة حسب بعده عن القنبلة، ولنأخذ قنبلتنا الصغيرة (20 كيلوطن) كمثال:
- على مسافة 1.5 كيلومتر تتسبب هذه الأشعة في حروق من الدرجة الرابعة (أسوأ درجات الحروق) وتسبب وفاة كثير من المصابين.
- على مسافة 2.5 كيلومتر تتسبب في حروق من الدرجة الثالثة، وينتج عن هذه الحروق ظهور قرح وتسبب تلف في البشرة والخلايا تحت الجلد.
- على مسافة 3.5 كيلومتر تتسبب في حروق من الدرجة الثالثة، أي تفقع الجلد.
- وأخيراً على مسافة 4.5 كيلومتر حروق من الدرجة الأولى مسببةً احمرار وانتفاخ بالجلد.
ولا تنسوا أيضاً أننا نتحدث عن قنبلة صغيرة نسبياً!!
الإشعاعات النووية:
يتسبب الانفجار النووي بجانب كل ما سبق في إطلاق سيل من أشعة جاما الغير مرئية والنيوترونات خلال الأجزاء الأولى من أول ثانية بعد الانفجار. ويتسبب تعرض الانسان لهذه الأشعة في حدوث تسمم إشعاعي قد يؤدي إلى الوفاة حسب الجرعة التي يتعرض لها الشخص.
تحتاج هذه النقطة إلى موضوع وحدها لنتحدث عن تأثير التلوث الإشعاعي المستمر التي تتسبب فيه القنبلة النووي، والذي لا يتوقف تأثيره في منطقة انفجارها فقط بل ينتقل مع الرياح والسحاب إلى مناطق أبعد، ولكننا نكتفي بهذه الإشارة السريعة.
وبتأثير الإشعاعات النووية نختتم هذه الإطلالة السريعة التي أردنا من خلالها أن نقترب أكثر من القنبلة النووية لنعرف أي حماقة ارتكبها الإنسان بحق نفسه!!
أترككم الآن مع مجموعة أخرى من الصور، ونبدأ بقنبلة ناجازاكي التي تسببت (مع قنبلة هيروشيما) في قتل أكثر من ربع مليون إنسان:
تعليق