رد: باكستان تترقب زيارة ولي ولي العهد غدا
بالنسبة لتفعيل مشروع خط الغاز بين ايران وباكستان والوضع الاقتصادي فهو رهين بالقرار الأمريكي المترقب والمرتبط بالبرنامج النووي الايراني وأفغانستان !
الولايات المتحدة قد وعدت دولة الباكستان بحوافز مغرية مقابل تجميد المشروع مؤقتا وحتى تنفيذ رفع الحصار عن طهران تحديدا وفيما يلي أدناه اقتباس من تقرير بعنوان باكستان وإيران: مصالح متشابكة وعلاقات متعثرة - مركز الجزيرة للدراسات
بالنسبة لتفعيل مشروع خط الغاز بين ايران وباكستان والوضع الاقتصادي فهو رهين بالقرار الأمريكي المترقب والمرتبط بالبرنامج النووي الايراني وأفغانستان !
الولايات المتحدة قد وعدت دولة الباكستان بحوافز مغرية مقابل تجميد المشروع مؤقتا وحتى تنفيذ رفع الحصار عن طهران تحديدا وفيما يلي أدناه اقتباس من تقرير بعنوان باكستان وإيران: مصالح متشابكة وعلاقات متعثرة - مركز الجزيرة للدراسات
مصالح متشابكة
تتشابك المصالح السياسية والاقتصادية بين البلدين، بدرجة شجعت البلدين على تجاوز التوتر الحدودي(13) بتوقيع اتفاق في أكتوبر/تشرين الأول 2014، ويرى محللون باكستانيون أن هذا التوتُّر يجب ألا يؤثِّر على العلاقة، ويؤكِّدون أن إمكانيات حلِّه متوفرة، فـ"العلاقات مع إيران إيجابية في الغالب"(14)، وقد أدَّى المحيط الجغرافي والجوار دورًا كبيرًا في نسج علاقات قوية بين البلدين وإيجاد مجموعة من المنافع المشتركة؛ التي تأتي ممتزجة بمشتركات ثقافية يحرص عليها الطرفان(15).الاقتصاد: الواقع والمتوقع
وعلى الرغم من الحديث عن العلاقات السياسية الطيبة فإن حجم التبادل التجاري بين إيران وباكستان يقلُّ عن المليار دولار، وتقول بعض الأرقام: إنه يصل إلى 500 مليون دولار فقط، ويميل الميزان التجاري فيه إلى صالح إيران بصورة كبيرة. وتبدو هذه الأرقام مفاجئة؛ خاصة مع وجود الكثير من الاتفاقيات التجارية، وخلال الأشهر الماضية جرى التوقيع على خمس مذكرات تفاهم بين الهيئة الاقتصادية العليا الإيرانية ونظيرتها الباكستانية، وجرى تقديم مقترح لرفع حجم التجارة بين إيران وباكستان بنسبة 20% سنويًّا، ووضع هذا الهدف ضمن الخطة الاستراتيجية الخمسية لتطوير التجارة بين إيران وباكستان، وهناك عدد كبير من اللجان التي تُشرف على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؛ ولكن يُؤخذ عليها أن الكثير منها غير فاعل(16).خط أنابيب الغاز
رحَّبت باكستان بمشروع أنبوب الغاز، ووجدت أنه مشروع يخدم حاجتها من الطاقة؛ وقد وضع حجر الأساس لأنبوب نقل الغاز من حقل "بارس" في جنوب غرب إيران إلى منطقة "نواب شاه" بالقرب من كراتشي على الساحل الجنوبي الشرقي لباكستان مارًّا بأراضي ولايتي السند وبلوشستان الباكستانيتين؛ وسُمِّيَ "مشروع السلام"، وذلك بطول يبلغ 2000 كيلو متر، وتقدَّر كلفته الإجمالية بـ7,5 مليارات دولار، وقد تمَّ إنجاز مدِّ الأنبوب في الجانب الإيراني بطول 1220 كيلو مترًا؛ بينما يبلغ طول أنبوب الغاز في الأراضي الباكستانية 780 كيلو مترًا(17).وكان من المقرَّر الانتهاء من المشروع -الذي كان يُخطَّط له الوصول إلى الهند- خلال عامين، وبموجب الاتفاق -الذي تمَّ توقيعه بين البلدين في يونيو/حزيران 2010- توفِّر إيران نحو 21,5 مليون متر مكعب من الغاز يوميًّا لباكستان لمدَّة 25 عامًا بداية من ديسمبر/كانون الأول 2014، التي ستُمَكِّن باكستان من توليد نحو 3000-4000 ميجاوات من الكهرباء؛ لكن هذا المشروع يُواجه عقبات كبيرة، لعلَّ في مقدمتها المعارضة الأميركية، فضلاً عن حساسية الحالة الأمنية في إقليم بلوشستان، وتراجع الهند عن المشاركة فيه.عادت طهران تلحُّ على إسلام آباد لاتخاذ خطوات فاعلة لتنفيذ المشروع(18)، وتلتقي المواقف الباكستانية مع الرأي الإيراني في أهمية المشروع وضرورة تنفيذه؛ ولكن تنفيذه يبدو بحاجة إلى قرار سياسي من صانع القرار الباكستاني؛ خاصة أن الولايات المتحدة الأميركية لم تُقَدِّم ما تحدَّثت عنه من حوافز لتشجيع باكستان على التخلِّي عن هذا المشروع(19). ويرى محللون أن هذه العقدة ستُحَلُّ إذا ما تحسَّنت العلاقات الإيرانية-الأميركية، وإذا ما تمَّ التوصُّل إلى اتفاق بشأن ملف إيران النووي يضمن خلخلة العقوبات المفروضة على إيران؛ التي شكَّلت على مدى العقود الماضية عقبة كبيرة أمام العلاقات الاقتصادية بين البلدين(20).ويبدو هذا القرار ضروريًّا لتتخلَّى طهران عن تغريم باكستان مبلغًا يصل إلى 200 مليون دولار شهريًّا بسبب التأخير في إنجاز المشروع خلال المهلة القانونية؛ التي تنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول 2014،واتفق الطرفان الإيراني والباكستاني على تغيير مهلة إكمال المشروع لغاية يناير/كانون الثاني عام 2015، وضمنت إيران منح حصتها الاستثمارية لإكمال المشروع، وأكملت مدَّ معظم أنبوب الغاز بطول 900 كيلو متر إلى الحدود مع باكستان؛ إلا أن إسلام آباد لم تنجز المطلوب لإكمال المشروع(21).يُجمع المحللون والمختصون بالعلاقة بين باكستان وإيران(22) على وجود مزايا عديدة تصبُّ في صالح تعزيز العلاقة؛ وأهمها:- لا توجد مشكلة حدودية بين البلدين، وعلى الرغم من التوتُّر الذي حدث على الحدود مؤخَّرًا فإن الطرفين يُبديان حرصًا عاليًا على تجنُّب أيِّ تصعيد حدودي، وإن كان هذا الحرص يصطدم من فترة لأخرى بالوضع الأمني المتردِّي على الحدود الباكستانية-الإيرانية، وما يرافق ذلك من تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.
وتُبدي باكستان استعدادًا لتبادل المعلومات مع إيران، وعقد اجتماعات منظمة لإقرار الأمن على الحدود؛ وتُجري اتصالات مع المنظمات الدولية لحلِّ مشكلة مدِّ أنبوب الغاز، وضرورة التعاون لإزالة العراقيل في ضوء المشتركات بين إيران وباكستان(23). - تمتلك العلاقات التجارية والاقتصادية أرضية مهمَّة للازدهار والنجاح، وفي مقدمة ذلك ربط البلدين بسكة حديد، وحالت طبيعة الاقتصاد الإيراني وتدهوره بفعل العقوبات الدولية دون إقامة علاقات اقتصادية قوية.
- تُعَدُّ باكستان سوقًا مهمَّة لاستهلاك غاز إيران؛ التي تمتلك ثاني أكبر مخزون من الغاز في العالم، وبالنسبة إلى المشاريع الإيرانية فإن باكستان هي الممر البري الوحيد لتصدير الغاز الإيراني إلى الهند(24).
تعليق