في البداية لم تكن المؤامرة واضحة للعيان وظن البعض حقا أن هناك خلافا بين الغرب وعلى رأسه أمريكا من جهة, وروسيا من جهة أخرى,بشأن الموقف من الوضع السوري ولكن مع استمرار الأزمة تكشفت الكثير من الأمور والخفايا التي توضح كيف تسير السياسة الدولية التي تتحكم فيها الدول الكبرى وتستخدم المؤسسات الأممية لتفويت ما تريد تحت لافتة براقة تسمى "المجتمع الدولي"..
منذ أن انتهت الحرب الباردة بين الجانبين تنوعت العلاقة بينهما ما بين شد وجذب خصوصا منذ وصل الرئيس فلاديمير بوتين للرئاسة حيث حاول أن يعيد بلاده مرة أخرى كقوة مهيمنة تسعى لتقاسم المغانم في منطقته وخارجها كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفيتي وبدأت المناوشات بين الجانبين في عدة قضايا كان آخرها ما جرى في أوكرانيا حيث رأى بوتين أن الآوان قد آن من أجل الحصول على بعض المغانم وعدم ترك الغرب يلتهم الكعكة بمفرده خصوصا وأن الموارد الداخلية لم تعد كافية لتحقيق الرفاهية للشعب الروسي ووضعه على مستوى الشعوب الغربية مما يشكل عبئا على السلطة التي تريد البقاء في مكانها لأطول مدة, مع التراجع الواضح في النفوذ والهيمنة..
إن بوتين يعلم جيدا أن أدوات القمع التقليدية لم تعد كافية لإحكام قبضته على السلطة لفترة طويلة وبالتالي هو يحتاج لإغراء الشعب ببعض الشعارات والمكاسب التي تعيد بعضا من "أمجاد" الإمبراطورية الزائلة...هنا كان التحرك الذي بدا مفاجئا للبعض في سوريا؛ فبعد أن دافع النظام الروسي لوقت طويل عن نظام الأسد في المحافل الدولية ورفض التدخل ضده وعطّل الكثير من القرارات الأممية لكبح جماحه ضد المدنيين وفقا لقوانين "الفيتو" الكارثية, قرر التدخل العسكري الفج بحجة محاربة تنظيم داعش ولكن الحقيقة أن روسيا أرادت الحفاظ على أحد أهم قواعدها في منطقة ثرية يصول الغرب فيها ويجول منذ أكثر من عقدين دون منافس حقيقي..الغرب كان أمامه في هذا الوضع أحد خيارين إما أن يواجه ويصطدم بروسيا بقوة أو يتفق معها على توزيع النفوذ ضمن صفقة ترضي الطرفين...
ورغم التصريحات العنترية التي خرجت من الغرب في بداية التدخل الروسي إلا أن كل هذا الصخب انتهى رويدا رويدا وتغيرت اللهجة الحادة إلى تصريحات تتكلم عن "التنسيق والحل السياسي والفترة الانتقالية والتعاون" للخروج من النفق الحالي دون إيضاح المعاني الحقيقية لهذه الكلمات وهي عادة غربية عندما تريد تمييع الأمور والدخول في صفقات مشبوهة...
بعد ان وافقت معظم الفصائل السورية المعارضة على الدخول في مفاوضات مع نظام الأسد برعاية أممية خرج الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين لطرح العديد من الشروط والإملاءات وكأنهم في موقف المنتصر! بينما ازدادت اللهجة الغربية خفوتا وتراجعا وهو ما جعل رياض حجاب منسق المعارضة السورية أن يصرح بأن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا لاسترضاء روسيا, وحذر من أن المعارضة ستواجه خيارا صعبا بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر. وأضاف حجاب, إن الخلافات لا تزال قائمة مع حكومة الأسد والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال المحادثات.وقال إن هناك تراجعا واضحا للغاية من جانب الولايات المتحدة مشيرا إلى قرار الأمم المتحدة في ديسمبر الذي قال إن الولايات المتحدة ضغطت من أجله برغم ثغرات كثيرة. وردا على سؤال بشأن السياسة الأمريكية بوجه عام تجاه سوريا قال حجاب إنه لا يعتقد أن التاريخ سيغفر لأوباما...
وهي تصريحات خطيرة تؤكد أن الغرب تحالف مع روسيا ونظام الأسد ضد الشعب السوري وأن مأساة مضايا ستتكرر في مناطق عديدة لإجبار الثوار على الانصياع للإملاءات الخارجية وبالتالي أصبحت المحادثات القادمة "تحصيل حاصل" ولم يعد أمام الثوار سوى الميدان.
منذ أن انتهت الحرب الباردة بين الجانبين تنوعت العلاقة بينهما ما بين شد وجذب خصوصا منذ وصل الرئيس فلاديمير بوتين للرئاسة حيث حاول أن يعيد بلاده مرة أخرى كقوة مهيمنة تسعى لتقاسم المغانم في منطقته وخارجها كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفيتي وبدأت المناوشات بين الجانبين في عدة قضايا كان آخرها ما جرى في أوكرانيا حيث رأى بوتين أن الآوان قد آن من أجل الحصول على بعض المغانم وعدم ترك الغرب يلتهم الكعكة بمفرده خصوصا وأن الموارد الداخلية لم تعد كافية لتحقيق الرفاهية للشعب الروسي ووضعه على مستوى الشعوب الغربية مما يشكل عبئا على السلطة التي تريد البقاء في مكانها لأطول مدة, مع التراجع الواضح في النفوذ والهيمنة..
إن بوتين يعلم جيدا أن أدوات القمع التقليدية لم تعد كافية لإحكام قبضته على السلطة لفترة طويلة وبالتالي هو يحتاج لإغراء الشعب ببعض الشعارات والمكاسب التي تعيد بعضا من "أمجاد" الإمبراطورية الزائلة...هنا كان التحرك الذي بدا مفاجئا للبعض في سوريا؛ فبعد أن دافع النظام الروسي لوقت طويل عن نظام الأسد في المحافل الدولية ورفض التدخل ضده وعطّل الكثير من القرارات الأممية لكبح جماحه ضد المدنيين وفقا لقوانين "الفيتو" الكارثية, قرر التدخل العسكري الفج بحجة محاربة تنظيم داعش ولكن الحقيقة أن روسيا أرادت الحفاظ على أحد أهم قواعدها في منطقة ثرية يصول الغرب فيها ويجول منذ أكثر من عقدين دون منافس حقيقي..الغرب كان أمامه في هذا الوضع أحد خيارين إما أن يواجه ويصطدم بروسيا بقوة أو يتفق معها على توزيع النفوذ ضمن صفقة ترضي الطرفين...
ورغم التصريحات العنترية التي خرجت من الغرب في بداية التدخل الروسي إلا أن كل هذا الصخب انتهى رويدا رويدا وتغيرت اللهجة الحادة إلى تصريحات تتكلم عن "التنسيق والحل السياسي والفترة الانتقالية والتعاون" للخروج من النفق الحالي دون إيضاح المعاني الحقيقية لهذه الكلمات وهي عادة غربية عندما تريد تمييع الأمور والدخول في صفقات مشبوهة...
بعد ان وافقت معظم الفصائل السورية المعارضة على الدخول في مفاوضات مع نظام الأسد برعاية أممية خرج الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين لطرح العديد من الشروط والإملاءات وكأنهم في موقف المنتصر! بينما ازدادت اللهجة الغربية خفوتا وتراجعا وهو ما جعل رياض حجاب منسق المعارضة السورية أن يصرح بأن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا لاسترضاء روسيا, وحذر من أن المعارضة ستواجه خيارا صعبا بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر. وأضاف حجاب, إن الخلافات لا تزال قائمة مع حكومة الأسد والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال المحادثات.وقال إن هناك تراجعا واضحا للغاية من جانب الولايات المتحدة مشيرا إلى قرار الأمم المتحدة في ديسمبر الذي قال إن الولايات المتحدة ضغطت من أجله برغم ثغرات كثيرة. وردا على سؤال بشأن السياسة الأمريكية بوجه عام تجاه سوريا قال حجاب إنه لا يعتقد أن التاريخ سيغفر لأوباما...
وهي تصريحات خطيرة تؤكد أن الغرب تحالف مع روسيا ونظام الأسد ضد الشعب السوري وأن مأساة مضايا ستتكرر في مناطق عديدة لإجبار الثوار على الانصياع للإملاءات الخارجية وبالتالي أصبحت المحادثات القادمة "تحصيل حاصل" ولم يعد أمام الثوار سوى الميدان.