تحليل العلاقة بين طهران والرياض
لا يخفى التأثير الذي تتركه كل من إيران والسعودية بمستويات مختلفة على دول اليمن، العراق، سوريا، الإمارات، الكويت، البحرين، لبنان والأردن. إضافة إلى ذلك، فإن أداء المنظمات الدولية والأقليمية كمجلس التعاون الخليجي، الجامعة العربية، منظمة الأوبك، منظمة التعاون الاسلامي ومنظمة الأمم المتحدة يخضع لتأثير العلاقات الثنائية بين طهران والرياض.
عد صعود حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 حزيران، رحبت المملكة العربية السعودية بهذا الحدث مبدية استعدادها للتعاون بين البلدين.
بداية أرسل الملك السعودي برقية لروحاني يهنئه فيها على نجاحه الانتخابي، مرحّباً بمساعي روحاني من أجل تحسين العلاقات بين طهران والرياض.
روحاني أيضا وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية وفي أول مؤتمر صحفي له، أشار بشكل خاص إلى أهمية العلاقة مع الرياض، مذكراً بفخر بأنه كان من وقع على أول ميثاق تعاون أمني بين البلدين. الأمر الذي دعى السعودية إلى الرد على هذه البادرة والاعلان بشكل صريح عن استعداد السعودية للتعاون مع موقف روحاني.
ولدراسة موضوع العلاقات الإيرانية السعودية ينبغي النظر إليها من عدة جوانب.
الأول: ما السبب في كون العلاقات السعودية الإيرانية مهمة لهذه الدرجة؟
تعتبر كل من إيران والمملكلة العربية السعودية قطبي المنطقة. فالبلدين يحظيان بإمكانات اقتصادية وسياسية في كبيرة. كما تعتبر كل من السعودية وإيران مركز قيادة المذهبين السني والشيعي، وتلعب كل من الدولتان دوراً في هذا المجال. وتنطوي دول المنطقة تحت مظلة أحد هاتين الدولتين وتتأثر مواقفها الاستراتيجية بالمواقف والظروف التي تلعبها هاتين الدولتين. لذلك فإن العلاقة الثنائية بين إيران والسعودية، لا تأثر فحسب على العلاقة والمصالح الوطنية لكلا الدولتين بل تؤثر إيضاً إيجاباً أو سلباً على أوضاع بقية دولة المنطقة.
على سبيل المثال لا يخفى التأثير الذي تتركه في الوقت الراهن كل من إيران والسعودية بمستويات مختلفة على دول اليمن، العراق، سوريا، الإمارات، الكويت، البحرين، لبنان والأردن. إضافة إلى ذلك، فإن أداء المنظمات الدولية والأقليمية كمجلس التعاون الخليجي، الجامعة العربية، منظمة الأوبك، منظمة التعاون الاسلامي ومنظمة الأمم المتحدة تخضع لتأثير العلاقات الثنائية لطهران والرياض.
ثانياً: تاريخ العلاقات الإيرانية السعودية في ظل حكومة أحمدي نجاد وما قبلها.
بعد نهاية الحرب العراقية المفروضة على إيران، بدأت العلاقات بين طهران والرياض تدخل طور التحسن في عهد الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، وتم العمل لتأسيس علاقات جيدة بين الطرفين، حيث حل الأمير عبدالله الذي كان يشغل منصب ولي العهد السعودي و الذي يشغل منصب الملك حالياً، ضيفاً على مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي في طهران وذلك بعد عدة أشهر من وصول الرئيس الاصلاحي السيد محمد خاتمي في العام 1997 إلى سدة الحكم وارساء حكومة نهج التواصل، وقد كانت هذه الزيارة الوحيدة التي قام بها ولي عهد سعودي إلى إيران خلال الـ 34 سنة الماضية. هذا الحضور التي ترافق مع الزيارة الوحيدة لأمير الكويت إلى إيران وكذلك الزيارة الأولى لبعض مسؤولي الدول العربية بمن فيهم وزير الخارجية المصري.
وقد استطاع خاتمي خلال فترته الرئاسية رفع العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوى لها وذلك من خلال توظيف الامكانات الداخلية (كمشروع المجتمع المدني والتنمية السياسية والعلاقات الجيدة التي جمعت كل من هاشمي رفسنجاني وعبدالله بن عبدالعزيز) والخارجية (كمشروع صراع الحضارات والنهج التوافقي). ولم يسهم التوافق والتعاون بين البلدين في تحسين العلاقات بين الطرفين فحسب بل تعداها إلى التأثير الإيجابي في القضايا الإقليمية بل وحتى حل بعض القضايا الدولية كاستقرار أسعار النفط.
وقد تمكن البلدين من خلال التعاون المشترك من إدارة ملفات المنطقة كما أسهم الانسجام المشترك في التأثير على منظمة الدول المصدرة للنفظ (اوبك) ومنظمة التعاون الاسلامي، وحتى في حل بعض الخلافات الحدودية بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث المتنازع عليها، حيث سارت الأمور في صالح إيران.
وعندما بدأت الفترة الرئاسية للرئيس أحمدي نجاد في العام 2005، ورث أحمدي نجاد من سلفه السيد محمد خاتمي علاقات متميزة جداً مع المملكة العربية السعودية. وقد حظي خلال زيارته الأولى إلى السعودية باستقبال حار من قبل ولي العهد في تلك الفترة الملك عبدالله الذي استقبله على سلم الطائرة مصافحاً إياه بحرارة. إلا أن التطورات اللاحقة دلت على أن أحمدي نجاد لم يقدر حسن العلاقة وعمل على اتباع نهج المواجهة.
وقد اتبع أحمد نجاد طوال فترته الرئاسية التي استمرت 8 سنوات في علاقاته مع المملكة العربية السعودية، نهجين متزامنين ومتناقضين في الوقت نفسه. فقد كان يظن بأن الزيارات الأحادية الجانب التي كان يقوم بها إلى السعودية تكفي للحفاظ على العلاقات في أعلى مستوياتها، مع المملكة السعودية بغض النظر عن أداء ومواقف المسؤولين الإيرانيين في الداخل، لكن هذا الأمر لم يحدث.
فلم يرد أحمدي نجاد أية دعوة لزيارة المملكة السعودية وقد سجل رقم قياسي في عدد المرات التي زار فيها هذه المملكة والتي بلغت خمس زيارات، في حين أن الطرف المقابل لم يقم سوى بزيارة واحدة إلى طهران وذلك على مستوى وزير الخارجية.
كما لم يجتمع وزيري خارجية البلدين سوى لقاء رسمي واحد خلال الأربع سنوات الماضية.
هذا وقد شهدت العلاقات بين إيران والمملكة السعودية في زمن رئاسة أحمدي نجاد الكثير من التشنجات. وقد أسهمت التطورات الإقليمية كالهجوم الاسرائيلي على غزة في العام 2008، موجات العنف التي اكتسحت العراق، الحرب الداخلية في اليمن ومن ثم الثورة التي قامت فيها، العدوان الاسرائيلي على لبنان، الثورة المصرية، الثورة البحرينية والحرب الداخلية السورية، في زيادة حدة التشنجات بين الطرفين، ووصل الأمر إلى مواجهة صريحة وواضحة لكن غير معلنة بين الطرفين.
ثالثاً: الوضع الحالي للعلاقات القائمة بين إيران والسعودية وأهم المشكلات
إذا لم تتحسن العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية فإن التوترات القائمة حالياً في البحرين، اليمن، سوريا والعراق لن تنتهي، كما أن العلاقات مع الأردن، مصر ، والسلطة الفلسطينية لن تتحسن، ولن تشهد العلاقة بين إيران والمغرب أي تتطور.
في الوقت الحالي يختلف البلدان على ملفات عديدة: في اليمن تقف السعودية إلى جانب الدولة اليمنية وفي المقابل تدعم إيران الانفصاليين في الجنوب والمعارضة المسلحة في الشمال.
في البحرين، تحظى الدولة البحرينية التي تقوم بقمع الاحتجاجات الشعبية بدعم المملكة السعودية في مقابل ذلك تدعم إيران الحركة الاحتجاجية ضد الدولة هناك.
في التطورات الداخلية السعودية، تقدم إيران الدعم الاعلامي للمعارضة الشيعية في المنطقة الشرقية في السعودية التي تتعرض لقمع السلطات السعودية.
في الكويت، تدعم إيران الدولة الكويتية في حين تدعم السعودية المعارضة.
في سوريا، تدعم إيران الدولة المركزية، في حين تقدم السعودية الدعم إلى المعارضة المسلحة.
في لبنان، تقف إيران مع حركة 8 آذار (بقيادة حزب الله) فيما تدعم السعودية تيار 14 آذار بقيادة (سعد الحريري).
هذا وتدعم السعودية موقف الأمم المتحدة ومجموعة الـ 5+1 فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وفي مجال العلاقات الثنائية بين البلدين تتهم كل من إيران والسعودية بعضهما البعض في التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض. كما تطالب السعودية بالنظر في ملف اتهام أحد المواطنين الإيرانيين في اغتيال السفير السعودي في واشنطن.
رابعاً: حاصل تحسين العلاقات مع السعودية
يصل حسن روحاني إلى منصب الرئاسة الإيرانية في الوقت الذي تواجه فيه إيران تحديات عديدة وهامة في مجال السياسة الخارجية.
فمن أجل ترميم المشاكل والمسائل الإقليمية والدولية، يحتاج روحاني إلى توطيد علاقات مناسبة مع المملكة العربية السعودية. في المقابل فإن الرياض تجد نفسها في موقع ضعف إقليمي ذلك لأنها ترى حلفائها ما عدا في البحرين واليمن في وضع غير مناسب، ولهذا فإنهم سوف يرحبون بالتعامل مع إيران.
فإيران والسعودية جاران قويان في المنطقة وفي الوقت نفسه يتمتع كل منهما بإمكانات مؤثرة في مواجهة بعضهما البعض. فإذا ما تم توظيف هذه الإمكانات في مجال التعاون المشترك ومن أجل مصالح مشتركة، فلا بد أن حكومات وشعوب المنطقة سوف تحظى بوضع أفضل. تستطيع إيران من خلال التوافق مع المملكة السعودية ليس فقط تحسين علاقاتها مع دول المنطقة بل سيكون من شأن هذا التوافق عرقلة سير العقوبات المفروضة على إيران والتخفيف من حدة التوترات في بعض دول المنطقة.
كما أن المنافسات والمواجهات بين دول المنطقة في الوقت الحالي تسير باتجاه الصراع المذهبي. وفي هكذا وضع يمكن لإيران والسعودية بوصفهما قطبي المذهب السني والشيعي لعب دور هام في إيقاف هذا التيار الغير محمود.
فالصداقة بين إيران والسعودية، ستكون مفيدة للبلدين أكثر بكثير من التنازع فيما بينها.
ختاما أود الإشارة إلى أن الموضوع منقول وقمت بنقله هنا لما رأيت من فكر ومنظور مختلف عن ما يفكر به الغالبية هل أنت مع هذه الفكره لتحسين العلاقة ولربما تصل إلى درجة التحالف أم لا وما هي الأسباب ؟
المصدر
لا يخفى التأثير الذي تتركه كل من إيران والسعودية بمستويات مختلفة على دول اليمن، العراق، سوريا، الإمارات، الكويت، البحرين، لبنان والأردن. إضافة إلى ذلك، فإن أداء المنظمات الدولية والأقليمية كمجلس التعاون الخليجي، الجامعة العربية، منظمة الأوبك، منظمة التعاون الاسلامي ومنظمة الأمم المتحدة يخضع لتأثير العلاقات الثنائية بين طهران والرياض.
عد صعود حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 حزيران، رحبت المملكة العربية السعودية بهذا الحدث مبدية استعدادها للتعاون بين البلدين.
بداية أرسل الملك السعودي برقية لروحاني يهنئه فيها على نجاحه الانتخابي، مرحّباً بمساعي روحاني من أجل تحسين العلاقات بين طهران والرياض.
روحاني أيضا وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية وفي أول مؤتمر صحفي له، أشار بشكل خاص إلى أهمية العلاقة مع الرياض، مذكراً بفخر بأنه كان من وقع على أول ميثاق تعاون أمني بين البلدين. الأمر الذي دعى السعودية إلى الرد على هذه البادرة والاعلان بشكل صريح عن استعداد السعودية للتعاون مع موقف روحاني.
ولدراسة موضوع العلاقات الإيرانية السعودية ينبغي النظر إليها من عدة جوانب.
الأول: ما السبب في كون العلاقات السعودية الإيرانية مهمة لهذه الدرجة؟
تعتبر كل من إيران والمملكلة العربية السعودية قطبي المنطقة. فالبلدين يحظيان بإمكانات اقتصادية وسياسية في كبيرة. كما تعتبر كل من السعودية وإيران مركز قيادة المذهبين السني والشيعي، وتلعب كل من الدولتان دوراً في هذا المجال. وتنطوي دول المنطقة تحت مظلة أحد هاتين الدولتين وتتأثر مواقفها الاستراتيجية بالمواقف والظروف التي تلعبها هاتين الدولتين. لذلك فإن العلاقة الثنائية بين إيران والسعودية، لا تأثر فحسب على العلاقة والمصالح الوطنية لكلا الدولتين بل تؤثر إيضاً إيجاباً أو سلباً على أوضاع بقية دولة المنطقة.
على سبيل المثال لا يخفى التأثير الذي تتركه في الوقت الراهن كل من إيران والسعودية بمستويات مختلفة على دول اليمن، العراق، سوريا، الإمارات، الكويت، البحرين، لبنان والأردن. إضافة إلى ذلك، فإن أداء المنظمات الدولية والأقليمية كمجلس التعاون الخليجي، الجامعة العربية، منظمة الأوبك، منظمة التعاون الاسلامي ومنظمة الأمم المتحدة تخضع لتأثير العلاقات الثنائية لطهران والرياض.
ثانياً: تاريخ العلاقات الإيرانية السعودية في ظل حكومة أحمدي نجاد وما قبلها.
بعد نهاية الحرب العراقية المفروضة على إيران، بدأت العلاقات بين طهران والرياض تدخل طور التحسن في عهد الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، وتم العمل لتأسيس علاقات جيدة بين الطرفين، حيث حل الأمير عبدالله الذي كان يشغل منصب ولي العهد السعودي و الذي يشغل منصب الملك حالياً، ضيفاً على مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي في طهران وذلك بعد عدة أشهر من وصول الرئيس الاصلاحي السيد محمد خاتمي في العام 1997 إلى سدة الحكم وارساء حكومة نهج التواصل، وقد كانت هذه الزيارة الوحيدة التي قام بها ولي عهد سعودي إلى إيران خلال الـ 34 سنة الماضية. هذا الحضور التي ترافق مع الزيارة الوحيدة لأمير الكويت إلى إيران وكذلك الزيارة الأولى لبعض مسؤولي الدول العربية بمن فيهم وزير الخارجية المصري.
وقد استطاع خاتمي خلال فترته الرئاسية رفع العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوى لها وذلك من خلال توظيف الامكانات الداخلية (كمشروع المجتمع المدني والتنمية السياسية والعلاقات الجيدة التي جمعت كل من هاشمي رفسنجاني وعبدالله بن عبدالعزيز) والخارجية (كمشروع صراع الحضارات والنهج التوافقي). ولم يسهم التوافق والتعاون بين البلدين في تحسين العلاقات بين الطرفين فحسب بل تعداها إلى التأثير الإيجابي في القضايا الإقليمية بل وحتى حل بعض القضايا الدولية كاستقرار أسعار النفط.
وقد تمكن البلدين من خلال التعاون المشترك من إدارة ملفات المنطقة كما أسهم الانسجام المشترك في التأثير على منظمة الدول المصدرة للنفظ (اوبك) ومنظمة التعاون الاسلامي، وحتى في حل بعض الخلافات الحدودية بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث المتنازع عليها، حيث سارت الأمور في صالح إيران.
وعندما بدأت الفترة الرئاسية للرئيس أحمدي نجاد في العام 2005، ورث أحمدي نجاد من سلفه السيد محمد خاتمي علاقات متميزة جداً مع المملكة العربية السعودية. وقد حظي خلال زيارته الأولى إلى السعودية باستقبال حار من قبل ولي العهد في تلك الفترة الملك عبدالله الذي استقبله على سلم الطائرة مصافحاً إياه بحرارة. إلا أن التطورات اللاحقة دلت على أن أحمدي نجاد لم يقدر حسن العلاقة وعمل على اتباع نهج المواجهة.
وقد اتبع أحمد نجاد طوال فترته الرئاسية التي استمرت 8 سنوات في علاقاته مع المملكة العربية السعودية، نهجين متزامنين ومتناقضين في الوقت نفسه. فقد كان يظن بأن الزيارات الأحادية الجانب التي كان يقوم بها إلى السعودية تكفي للحفاظ على العلاقات في أعلى مستوياتها، مع المملكة السعودية بغض النظر عن أداء ومواقف المسؤولين الإيرانيين في الداخل، لكن هذا الأمر لم يحدث.
فلم يرد أحمدي نجاد أية دعوة لزيارة المملكة السعودية وقد سجل رقم قياسي في عدد المرات التي زار فيها هذه المملكة والتي بلغت خمس زيارات، في حين أن الطرف المقابل لم يقم سوى بزيارة واحدة إلى طهران وذلك على مستوى وزير الخارجية.
كما لم يجتمع وزيري خارجية البلدين سوى لقاء رسمي واحد خلال الأربع سنوات الماضية.
هذا وقد شهدت العلاقات بين إيران والمملكة السعودية في زمن رئاسة أحمدي نجاد الكثير من التشنجات. وقد أسهمت التطورات الإقليمية كالهجوم الاسرائيلي على غزة في العام 2008، موجات العنف التي اكتسحت العراق، الحرب الداخلية في اليمن ومن ثم الثورة التي قامت فيها، العدوان الاسرائيلي على لبنان، الثورة المصرية، الثورة البحرينية والحرب الداخلية السورية، في زيادة حدة التشنجات بين الطرفين، ووصل الأمر إلى مواجهة صريحة وواضحة لكن غير معلنة بين الطرفين.
ثالثاً: الوضع الحالي للعلاقات القائمة بين إيران والسعودية وأهم المشكلات
إذا لم تتحسن العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية فإن التوترات القائمة حالياً في البحرين، اليمن، سوريا والعراق لن تنتهي، كما أن العلاقات مع الأردن، مصر ، والسلطة الفلسطينية لن تتحسن، ولن تشهد العلاقة بين إيران والمغرب أي تتطور.
في الوقت الحالي يختلف البلدان على ملفات عديدة: في اليمن تقف السعودية إلى جانب الدولة اليمنية وفي المقابل تدعم إيران الانفصاليين في الجنوب والمعارضة المسلحة في الشمال.
في البحرين، تحظى الدولة البحرينية التي تقوم بقمع الاحتجاجات الشعبية بدعم المملكة السعودية في مقابل ذلك تدعم إيران الحركة الاحتجاجية ضد الدولة هناك.
في التطورات الداخلية السعودية، تقدم إيران الدعم الاعلامي للمعارضة الشيعية في المنطقة الشرقية في السعودية التي تتعرض لقمع السلطات السعودية.
في الكويت، تدعم إيران الدولة الكويتية في حين تدعم السعودية المعارضة.
في سوريا، تدعم إيران الدولة المركزية، في حين تقدم السعودية الدعم إلى المعارضة المسلحة.
في لبنان، تقف إيران مع حركة 8 آذار (بقيادة حزب الله) فيما تدعم السعودية تيار 14 آذار بقيادة (سعد الحريري).
هذا وتدعم السعودية موقف الأمم المتحدة ومجموعة الـ 5+1 فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وفي مجال العلاقات الثنائية بين البلدين تتهم كل من إيران والسعودية بعضهما البعض في التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض. كما تطالب السعودية بالنظر في ملف اتهام أحد المواطنين الإيرانيين في اغتيال السفير السعودي في واشنطن.
رابعاً: حاصل تحسين العلاقات مع السعودية
يصل حسن روحاني إلى منصب الرئاسة الإيرانية في الوقت الذي تواجه فيه إيران تحديات عديدة وهامة في مجال السياسة الخارجية.
فمن أجل ترميم المشاكل والمسائل الإقليمية والدولية، يحتاج روحاني إلى توطيد علاقات مناسبة مع المملكة العربية السعودية. في المقابل فإن الرياض تجد نفسها في موقع ضعف إقليمي ذلك لأنها ترى حلفائها ما عدا في البحرين واليمن في وضع غير مناسب، ولهذا فإنهم سوف يرحبون بالتعامل مع إيران.
فإيران والسعودية جاران قويان في المنطقة وفي الوقت نفسه يتمتع كل منهما بإمكانات مؤثرة في مواجهة بعضهما البعض. فإذا ما تم توظيف هذه الإمكانات في مجال التعاون المشترك ومن أجل مصالح مشتركة، فلا بد أن حكومات وشعوب المنطقة سوف تحظى بوضع أفضل. تستطيع إيران من خلال التوافق مع المملكة السعودية ليس فقط تحسين علاقاتها مع دول المنطقة بل سيكون من شأن هذا التوافق عرقلة سير العقوبات المفروضة على إيران والتخفيف من حدة التوترات في بعض دول المنطقة.
كما أن المنافسات والمواجهات بين دول المنطقة في الوقت الحالي تسير باتجاه الصراع المذهبي. وفي هكذا وضع يمكن لإيران والسعودية بوصفهما قطبي المذهب السني والشيعي لعب دور هام في إيقاف هذا التيار الغير محمود.
فالصداقة بين إيران والسعودية، ستكون مفيدة للبلدين أكثر بكثير من التنازع فيما بينها.
ختاما أود الإشارة إلى أن الموضوع منقول وقمت بنقله هنا لما رأيت من فكر ومنظور مختلف عن ما يفكر به الغالبية هل أنت مع هذه الفكره لتحسين العلاقة ولربما تصل إلى درجة التحالف أم لا وما هي الأسباب ؟
المصدر
تعليق