في ظل تزايد خسائرهم من الدبابات
العراقييـــن يستهلكــون المزيــد مــن الذخــائر متعــددة الأغــراض M830A1
العراقييـــن يستهلكــون المزيــد مــن الذخــائر متعــددة الأغــراض M830A1
بعض مواقع التواصل الاجتماعي عرضت صور لأفراد عراقيين وهم ينقلون ذخيرة أمريكية خاصة بدباباتهم من نوع M1A1 ومدفعها من عيار 120 ملم . العراق يمتلك عدد 140 دبابة من النوع سابق الذكر ، تعرض نصفها تقريبا أو أكثر بقليل للتدمير أو الإعطاب خلال سنة واحدة فقط من الاستخدام ، معظمها نتيجة التوظيف الخاطىء والاستخدام السيء خلال المعارك الجارية في منطقة الأنبار (تم نقل البعض منها لمعسكر المثنى لأغراض الصيانة والتأهيل) ، خصوصاً عندما أوكل أمر أستخدام هذه الدبابات المتطورة لأفراد غير مؤهلين من أتباع الحشد الشعبي المليشياوي . المعارك داخل المدن والأحراش فرضت على العراقيين التعامل مع ظروف قتالية خاصة وبالنتيجة تطلب الأمر توفر ذخيرة متعددة الأغراض لمواجهة كمائن وهجمات مقاتلوا الدولة الإسلامية ، ويبدو أن العراقيون وجدوا ضالتهم أخيراً في الذخيرة الأمريكية M830A1 .. بشكل عام ، دبابات المعركة الرئيسة تستخدم أنماط أخرى من القذائف لأهداف محددة . فبالإضافة للنموذجين الأكثر انتشاراً APFSDS وHEAT ، هناك نوع من ذخائر الطاقة الكيميائية يطلق عليه "شديد الانفجار" High Explosive . وهي قذائف تستخدم عادة لمهاجمة الأهداف غير المحمية أو المحمية بشكل محدود ، كالعربات خفيفة التدريع بالإضافة لتجمعات المشاة وحشوده عن طريق تأثير التشظية Fragments effect . الأهداف التي يتم مهاجمتها بهذا النوع من الذخائر ، قد تتعرض للأضرار والعطب إما بفعل تأثير الشظايا أو بتأثير العصف أو كلاهما . فمن وجهة نظر مثالية خالصة فإن من المفيد أن تكون الدبابة قادرة استخدام وإطلاق نوع واحد من الذخيرة ، لكن لسوء الحظ ، استخدام نوع واحد لا يمكن أن يلبي الطموحات في مواجهة أهداف متنوعة ومختلفة . على سبيل المثال قذائف مثل APDS وAPFSDS فعالة لمواجهة الدبابات والأهداف المقساة بشدة ، ولكنها حقيقتاً لا تصلح لمواجهة المشاة المتخندقين أو حتى المتواجدين في العراء ، وبالنتيجة لا بد من وجود ذخيرة متممة لعمل مقذوفات الطاقة الحركية .
التوجه الغربي في هذا المجال قصد في معظمه تطوير قذائف متعددة الاستخدام والأغراض multipurpose بدل التركيز على نمط واحد من الذخائر . فبالإضافة لقدرتها تجاه الأهداف خفيفة التصفيح ، فإن لها قدرات جيدة جداً تجاه الأهداف الناعمة والمكشوفة ، بما في ذلك المشاة واستحكاماتهم . واحدة من أحدث هذه القذائف متعددة الأغراض هي الأمريكية M830A1 ، التي طورت منذ العام 1992 ولا تزال هذه القذيفة في مرحلة الإنتاج . لقد جاءت هذه القذيفة لتحل محل سابقتها M830 التي طورت في العام 1984 وتوقف إنتاجها حالياً (هي بالأصل نسخة من الألمانية DM12A1 مع استبدال صمام التحفيز والمادة المتفجرة) وهي مجهزة بخرطوشة قابلة للاحتراق بالكامل باستثناء العقب الفولاذي . اشتملت القذيفة M830A1 التي يمكن إطلاقها من المدافع ملساء الجوف عيار 120 ملم على العديد من المميزات الفريدة ، ربما كان أبرزها سرعة إطلاقها العالية التي بلغت 1.410 م/ث ، مقابل 1.140 م/ث للقذيفة الأسبق M830 . الميزة الأخرى اشتمال الرأس الحربي للقذيفة على صمام متعدد الخيارات ، تقاربي/تصادمي ، الذي يوفر للقذيفة القدرة على الاشتباك مع أهداف مختلفة ، مثل العربات خفيفة التدريع والمخابئ والدشم bunkers الخرسانية (يمكن عند هذه الجزئية إحداث ثقب بقطر 24 بوصة في الجدار الخرساني) ، بالإضافة لمهاجمة المروحيات منخفضة الطيران والأهداف المحمولة جواً airborne ، حيث يتم تسليح الرأس الحربي بعد الإطلاق على مسافة 20-30 م من فوهة السلاح . فعند الرغبة في الاشتباك مع هدف جوي ، يتم نقل مفتاح القذيفة للنمط "A" (اختصار air أو جوي) وتحويلها لسلاح فعال تجاه المروحيات الهجومية بسبب صمامها التقاربي proximity fuse ، الذي يوفر إمكانية تحقيق حالة القتل دون الحاجة لارتطام مباشر مع جسم المروحية .
تعليق