قد تبدو المعلومة التي يحملها عنوان التقرير قديمة وليس فيها شيء جديد , فالوجه الطائفي لحكومة العبادي حقيقة ثابتة لا تحتاج إلى مزيد أدلة وبراهين , ولعل ما يجري لأهل السنة في العراق منذ تسليم الأمريكان بلاد الرافدين للرافضة وملالي طهران ينطق بالإقصاء بأفصح اللغات , ويكشف عن وجه طائفي رافضي بغيض بامتياز .
وإذا كانت حكومة المالكي البائدة قد وطدت أركان الطائفية الرافضية من خلال منهج إقصاء المكون السني عن جميع مفاصل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش , ناهيك عن استهداف هذا المكون اعتقالا وتهجيرا وإعداما وتصفية .......فإن حكومة العبادي كانت أشد طائفية وتبعية لمشروع طهران , حيث تم في عهده دمج ما يسمى "الحشد الشيعي" - الذي يضم أشد المليشيات الرافضية تطرفا - بالجيش والمؤسسة الأمنية العراقية بشكل رسمي , بل و تم رصد مبلغ يقدر بــ60 مليون دولار امريكي لهذه المليشيات ضمن ميزانية الحكومة العراقية لعام 2015م .
كانت الذريعة التي على أساسها تم إدماج تلك المليشيات بالجيش والقوى الأمنية العراقية محاربة ما يسمى "داعش" , الذي ما زالت ممارساته في المنطقة عموما – وليس في العراق فحسب – تخدم المشروع الصفوي و مخطط الشرق الأوسط الجديد الغربي , لتصبح جميع جرائم وانتهاكات هذه المليشيات ضد المكون السني في البلاد تحت شعار وعنوان " محاربة الإرهاب" !!
وعلى الرغم من توثيق كثير من منظمات حقوق الإنسان الدولية لجرائم وانتهاكات هذه المليشيات , وفي مقدمتها منظمة العفو الدولية التي اتهمت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية بقتل عشرات المدنيين السنة "بإعدامات عشوائية"، ناهيك عن وصف ممارساتهم بكونها تصل لمستوى "جرائم الحرب" ....إلا أن ذلك لم يدفع حكومة العبادي إلا لمزيد من غض الطرف عن جرائم تلك المليشيات , وتغطية ما ترتكبه من انتهاكات بحالة الحرب التي تعيشها البلاد , وإلصاق جرائمهم الكبرى المرتكبة بحق المدنيين من أهل السنة ببعض المليشيات التي تنتحل صفة الحشد على حد زعمهم , أو باعتبار تلك الجرائم تصرفات فردية لا تعبر عن توجه وأيديولوجيات الحشد .....
وفي الوقت الذي كان ينبغي أن يكون هناك موقف واضح من حكومة العبادي من الجريمة المدوية التي ارتكبتها تلك المليشيات مؤخرا في مدينة المقدادية , حيث تم عزل البلدة عن العالم الخارجي تماما لأيام معدودات , واستباحت تلك المليشيات دماء وأموال وأعراض أهل السنة هناك ...لم نسمع من تلك الحكومة الرافضية أي تصريح يتناسب مع هول الجريمة وفظاعتها , ليزيد ذلك الموقف من شدة وقاحة الوجه الطائفي البغيض لحكومة العبادي الذي يزداد تكشفا يوما بعد يوم .
وفي الوقت الذي حاولت فيه حكومة العبادي وبعض المراجع الرافضية في العراق التنصل من المسؤولية والعلم المسبق بل وبالتنسيق والتخطيط لجريمة الحشد الشيعي في المقدادية , للتخفيف من شدة طائفية وجه الحكومة الرافضي , يأتي خبر استماتة حكومة العبادي في الدفاع عن الحشد بعد تصريحات السفير السعودي في بغداد التي تناولت سبب رفض السُنة والكرد دخول الحشد الشعبي إلى مناطقهم لتؤكد المؤكد بطائفية حكومة العبادي .
لم يزد السفير السعودي في العراق "ثامر السبهان" في حديثه مع قناة "السومرية" التليفزيونية أول أمس السبت عن الكشف عن سبب رفض المكون السني وحتى الكردي دخول ما يسمى "الحشد الشيعي" إلى مناطقهم , مؤكدا أن السبب هو عدم قبول هذه الأطراف من جانب المجتمع , متسائلا عما إذا كان ما حدث بالمقدادية مؤخرا يهدف إلى تغيير ديموغرافي في المحافظة المجاورة لإيران ..... ليتسبب تصريحه بموجة هستريا من حكومة العبادي وأزلام طهران في العراق , الأمر الذي يؤكد ويرسخ الوجه الطائفي لهذه الحكومة المشؤومة .
أولى ردود الأفعال الهستيرية كانت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال الذي أعلن عن استدعاء السفير السعودي لدى بغداد لإبلاغه احتجاج العراق الرسمي على تصريحاته الإعلامية , زاعما أن تصريحات السفير السعودي تمثل "تدخلاً في الشأن الداخلي العراقي، وخروجا عن لياقات التمثيل الدبلوماسي على حد تعبيره" !!
و قد انبرى المتحدث باسم الخارجية العراقية دفاعا عن تلك المليشيات , سائقا الأقنعة التي ألبستها طهران لهذه المليشيات للتغطية على وجهها الطائفي البغيض , حيث زعم أنها تقاتل الإرهاب وتدافع عن سيادة البلد , وتعمل تحت مظلة الدولة وبقيادة القائد العام للقوات المسلحة , بل وتمتلك تمثيلا برلمانيا يجعلها جزءا من النظام السياسي حسب زعمه !!
وحتى يتبدى الوجه الحقيقي الطائفي لهذه الحكومة العميلة أكثر فأكثر انضم رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى جوقة المدافعين عن هذه المليشيات , حيث دعا السفراء الأجانب لدى بغداد إلى احترام وحدة الشعب العراقي !!
إن هذا التصعيد ورد الفعل الهستيري غير المبرر من قبل حكومة العبادي على مجرد تصريح وتحليل سفير المملكة السعودية في العراق , و المبني على وقائع وأحداث يؤكد الوجه الطائفي الرافضي البغيض لحكومة العبادي , كما يشير إلى أن الحشد هو جزء من النظام الصفوي الرافضي في العراق لتصفية أهل السنة كما أكد ذلك فضيلة الأستاذ الدكتور ناصر العمر خلال درسه الأسبوعي بجامع الراجحي في الرياض .