ذكرت نينا خروشوفا أستاذة الشؤون الدولية، والعميدة المساعدة للشؤون الأكاديمية بجامعة نيو سكول أن اللقاء التاريخي بين البابا فرانشيسكو والبطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل (كيريلوس) في كوبا مناسبة يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحويلها إلى أداة لخدمة مصالحه.
وأضافت أن السماح بانعقاد هذا الاجتماع -الذي لا شك في أن بوتين يباركه- يسعى الرئيس الروسي إلى الحصول على المصداقية الدينية والشعبية السياسية، ويتيح له اللقاء أيضا إزعاج الغرب الذي يمقته بسبب العقوبات التي يفرضها على روسيا نتيجة الصراع في أوكرانيا وانتقاداته لتدخله في سوريا وكان اختيار كوبا مكانا للاجتماع من الحسابات الذكية، ففي ضوء العقوبات المفروضة على روسيا كانت أوروبا احتمالا مستبعدا، بيد أن كوبا -حيث كان الاتحاد السوفياتي يقدم المساعدات المالية الأساسية في مقابل ولاء فيدل كاسترو الخانع- تمثل تذكرة قوية بمطالبة روسيا بالمزيد من الثقل العالمي.
وتابعت : لم يندد قادة الجزيرة الكوبية قط بالمسيحية كما فعل السوفيات، وعلى مدى السنوات العشرين الماضية كانت الجزيرة موقعا لثلاث زيارات بابوية: يوحنا بولس الثاني عام 1998، وبنديكتوس الـ16 عام 2012، وفرانشيسكو عام 2015 وقد وجه راؤول كاسترو -شقيق فيدل وخليفته- الدعوة بالفعل إلى البطريرك لزيارة كوبا لكي يرى بنفسه مدى التوافق بين الشيوعية والمسيحية.
ورأت أنه في نظر بوتين، ما كان الاجتماع ليأتي في وقت أفضل، فمع انخفاض أسعار النفط، والانحدار الهائل في قيمة الروبل، والعقوبات المستمرة، والصور المتزايدة الدموية القادمة من سوريا يبحث بوتين يائسا عن أخبار إيجابية، وهل هناك صورة أفضل من البابا يقف جنبا إلى جنب مع الحليف الروحي والسياسي الوثيق؟
وأردفت : لا شك في أن شفاء واحد من أقدم الانقسامات المسيحية يعد هدفا نبيلا، ولكن عندما يلتقي فرانشيسكو ببطريرك بوتين فمن الحكمة أن يتذكر القول الإنجليزي المأثور القديم "من يجالس الشيطان على العشاء ينبغي له أن يستخدم ملعقة طويلة".