الكورنيت يفتك من جديد بدبابات الأبرامز العراقية !!
فيديو حديث لتنظيم الدولة الإسلامية يعرض الهجوم بصواريخ كورنيت Kornet على دبابات تتبع الجيش العراقي من طراز أبرامز M1A1 وتدميرها بشكل مريع . ففي الهجوم الأول الصاروخ أصاب الدبابة على ما يبدو ضمن القوس الأمامي الأشد تحصينا كما هو مفترض ، وأستطاع رأسه الحربي الذي يبلغ قطره 152 ملم إختراق دروع الحماية السميكة والنفاذ لحد تفجير مخزون الوقود في مؤخرة البرج !!! ومن المفيد هنا التوضيح أن الدبابة الأمريكية أبرامز تحوي مخزون ذخائر يبلغ إجماليه عدد 40 قذيفة لصالح مدفعها الرئيس من عيار 120 ملم . من هذه الذخيرة عدد 34 قذيفة توضع في مخزن خاص في عنق البرج مع أبواب فولاذية تنفجر للخارج عند تعرضها للهجوم ، بالإضافة على حاجز درعي armour bulkhead انزلاقي داخلي يفصل هذا المخزن عن حجرة القتال (باب مخزن الذخيرة يبدأ بالانغلاق تلقائياً بعد ثانيتين من رفع المحمل ركبته عن مفتاح التنشيط الجانبي وانتزاعه القذيفة من رفها) بحيث يضمن أن طاقة الانفجار سوف توجه للأعلى بدل التوجه لمقصورة الطاقم ، وبالتالي إتاحة فرصة أفضل للطاقم للنجاة !! أما بقية الذخيرة ، فهي مخزنة في رف جاهز محمي protected rack داخل الهيكل ... في المقابل ، فإن إحدى مزايا تصميم وتخطيط الصاروخ كورنيت تتمثل في تثبيت محرك الدفع الرئيس في موضع يتوسط الصاروخ ، وتحديداً بين المقدمة التي تحوي الشحنة الابتدائية (مخصصة لاستهلاك وتدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر) ، وبين الشحنة المشكلة الرئيسة main charge التي وضعت في الثلث الأخير من تركيب جسم الصاروخ . هذا التصميم الغريب قصد منه أولاً تخفيف الضرر الهيكلي على الشحنة الرئيسة نتيجة تطاير الأجزاء بفعل سحق وانفجار مقدمة الصاروخ بسطح الهدف ، وكذلك لزيادة مسافة المباعدة stand-off distance وبالتالي زيادة عمق الاختراق . حيث جرى ترك قناة مرور أو تجويف مركزي على هيئة حلقة خلال المقطع المتضمن لوقود المحرك الصلب وذلك بقصد السماح لتشكل ومرور نفاث الشحنة المشكلة وعدم إعاقته ، وفي ترتيب مماثل لذلك المستخدم في الصاروخ المضاد للدروع Metis-M(مسافة المباعدة هي الفضاء الفاصل بين حافة قاعدة البطانة المخروطية للشحنة وبين سطح الهدف . هذا الامتداد ضروري جداً للسماح بتشكيل نفاث الشحنة المشكلة) . التركيب الخاص للشحنة المشكلة shaped charge في الرأس الحربي للصاروخ كورنيت يتبنى بطانة مخروطية من النحاس الأحمر تتبعها شحنة شديدة الانفجار على الأرجح من متفجرات "أكفول" OKFOL يبلغ وزنها 4.6 كلغم ، والتي تضم في تركيبها 95% من متفجرات HMX و5% من شمع البرافين (هذا النوع من المتفجرات شائع الاستخدام في الذخيرة الروسية المضادة للدروع) . في الجزء أو المقطع الأخير للشحنة المتفجرة يتوافر مشكل موجة wave shaper الذي يضمن أن موجات الاهتزاز المتفرقة الناتجة عن الانفجار ، ستتحرك في طريقها للمخروط كموجات مستوية أو متقاربة ، مما يؤدي لانهيار محسن وأكثر كفاءة للمبطن ، وبالتالي هو يساهم في تحسين اختراق طبقات التدريع . صمام القاعدة للشحنة المشكلة هو من النوع PIBD ، أو الاستهلال الرأسي والتفجير القاعدي . بمعنى أن عملية الحث والتحفيز لشحنة الرأس الحربي ستبدأ من المقدمة الطرفية للصاروخ ، في حين أن عملية التفجير ستكون من القاعدة وتحديداً عند الاصطدام . الشحنة الابتدائية الأصغر حجماً في مقدمة الصاروخ معدة لتدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر وبالتالي تهيئة الطريق لنفاث الشحنة الرئيسة للنفاذ إلى طبقة التدريع الرئيسة . هذه الشحنة تحمل ترتيباً مشابه تقريباً للشحنة الرئيسة مع افتقادها لمشكل موجة الانفجار .. الرأس الحربي لنسخة الصاروخ 9M133-1 قادر كما تذكر المصادر الرسمية على اختراق نحو 1000-1.200 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس . أما في حال اعتراض دروع تفاعلية متفجرة فإن قابلية الاختراق تنخفض لنحو 980 ملم . رأس الصاروخ الحربي يستطيع أيضاً اختراق ما لا يقل عن 3-3.5 م من تراكيب الخرسانة المسلحة . لقد أظهرت الاختبارات أن مستوى عالي من الضغط المتطور ينجز في كلتا الاتجاهات المحورية والشعاعية axial/radial directions عند موضع ارتطام الرأس الحربي بالهدف الخرساني ، مما يؤدي إلى سحق وتكسير الطبقة السطحية في مؤخرة الحاجز ، وبالتالي توليد شظايا وأجزاء كثيفة .
تعليق