"الإعلام الفضائي الشيعي بين الاختراق والمواجهة السنية"
دراسة جديدة للباحث الهيثم زعفان نشرت ضمن التقرير الاستراتيجي السنوي لمجلة البيان للعام 1437 هـ
برزت أهمية موضوع الدراسة الراهنة في الوقوف على هذا الخطر الإعلامي الشيعي المحدق بالأمة الإسلامية، ومعالمه وآلياته المستخدمة، وما يقابله من جهود قائمة لمدافعته والمتمثلة في هذه الدراسة في الفضائيات المحسوبة على أهل السنة وبرامجها وأعمالها الإعلامية. لتصل في النهاية لمحاولة ملامسة استراتيجية إعلامية لمواجهة ذلك الاختراق الشيعي للمجتمعات السنية.
كشفت الدراسة عن أن هناك 73 قناة شيعية أمكن رصدهم على أجهزة الاستقبال في العالم العربي؛ منهم 46 قناة عراقية؛ وجميعهم يبثون أطروحاتهم وفق أبعاد عقدية فاسدة تخدم بصورة مباشرة وغير مباشرة أهداف المشروع الشيعي التوسعي.
كما كشفت الدراسة عن أن عدد القنوات السنية التي تم رصدها وتعمل بطريقة مباشرة على مدافعة المشروع الشيعي هي 6 قنوات؛ في حين أن عدد القنوات السنية المرصودة والتي يمكن اعتبارها عقدية، وتنشط في نشر العلم الشرعي الصحيح والدعوة الإسلامية، وتثبيت العقيدة الإسلامية السنية قد بلغ 16 قناة، تخدم بطريقة غير مباشرة في اتجاه مدافعة المشروع الشيعي، وتحصين الأمة قبالة الأطروحات العقدية الفاسدة بصفة عامة.
وقد تناولت الدراسة أهداف الفضائيات الشيعية بحسب تحليل محتواها، لتعرج الدراسة بعد ذلك على آليات الفضائيات الشيعية في تحقيق أهدافها التشيعية؛ وضربت الدراسة أمثلة بــ (الدراما الشيعية- الموسيقى التصويرية والنقل الحي للفعاليات والاحتفاليات الشيعية- الإعلام الشيعي وميدان الطفولة- آلية الأفلام الوثائقية- التغطية الإخبارية المضادة واتساع دائرة شبكة المراسلين).
لتنتقل الدراسة بعد ذلك لتتناول الفضائيات السنية في مواجهة الإعلام الشيعي قراءة في الانتشار والمحتوى والمضمون. حيث قامت الدراسة بتحديد مفهوم الفضائيات السنية، ومن ثم أهدافها، وناقشت قضية انتشارية القنوات السنية المدافعة للمشروع الشيعي على المستويين الكمي والتفاعلي. لتناول بعد ذلك آليات الفضائيات السنية المدافعة للمد الشيعي والتي منها (البرامج الحوارية- المناظرات- برامج قراءة الواقع الداخلي الإيراني وإبراز تناقضاته- البرامج والأفلام الوثائقية- برامج التواصل المباشر مع الجماهير- الحملات الإعلامية الدورية في القنوات السنية).
لتشير الدراسة في ختام هذا المحور إلى عوامل الضعف الفنية البارزة داخل القنوات السنية قبالة القنوات الشيعية وضربت على ذلك بمثالين هما الدراما، وشبكة المراسلين والنقل الحي).
لتنتقل الدراسة بعد ذلك لمحاولة وضع معالم لاستراتيجية إعلامية سنية، وذلك في ضوء مقترح هيكلي لمؤسسة دولية منوط بها المدافعة الإعلامية للمشروع الشيعي التوسعي، أطلق عليها في الدراسة الراهنة اسم (المؤسسة الدولية لمدافعة الإعلام الشيعي) حيث تسعى المؤسسة المقترحة لأن تكون نواة لمشروع إعلامي سني، يمكنه مدافعة المشروع الإعلامي الشيعي، وتحقيق نقاط كسب دعوية في أوساط الشيعة حول العالم تخل بالولاء الشيعي لعلمائهم؛ وتبطل مخططات أكابرهم. وقد حدد الباحث الأبعاد الاستراتيجية للمؤسسة المقترحة في عدة مسارات هي:
(التدريب والتأهيل-التمويل- الإنتاج الإعلامي-التحكم في الرسالة الإعلامية- الدعوة في أوساط الشيعة). وفي ضوء تلك المسارات قدم الباحث العديد من المعالجات منها (أهداف المؤسسة- تمويلها- الكوادر البشرية اللازمة- معهد التدريب والتأهيل الإعلامي- وحدة الرصد والمتابعة- وحدة الدراسات والتوثيق وتكوين قواعد البيانات- وحدة الإنتاج الإعلامي- غرفة الأخبار المركزية وشبكة المراسلين الدولية- وحدة الملاحقات القضائية- وحدة رصد ومتابعة وتقييم الفضائيات السنية- وحدة التسويق والاتصال المجتمعي).
وفي ختام الدراسة أكد الباحث على أنه حتى وإن بدا من الدراسة ضخامة الجهود الشيعية المبذولة في استغلال الفضاء الإعلامي، وتوفيرهم لكافة الإمكانيات المادية والفنية لتحقيق أهدافهم؛ فإنه يبقى أن فساد الطرح يبشر بحسرة الإنفاق.
وأنه لو تمكن أهل السنة من التغلب على إشكالية الضعف النسبي المتمثل في العنصر المادي والفني والتضييق السياسي المصاحب للمشروع الإعلامي السني لنجح الإعلام الإسلامي السني في مدافعة الأطروحات العقدية الفاسدة سواء كانت شيعية أو نصرانية أو حتى بوذية؛ بل وسيمتد الأمر بإذن الله إلى تحقيق الدعوة إلى الله، ونشر الإسلام في مواطن أصحاب العقائد الفاسدة أنفسهم.