صحيفة فرنسية: 10 مليارات يورو صفقات سعودية من السلاح الفرنسي
كشفت صحيفة لاتريبون الفرنسية، أن السعودية تنوي توقيع عقود وصفقات سلاح هي الأكبر من نوعها مع فرنسا، خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس في 25 أبريل/ نيسان القادم، والتي ستتجاوز قيمتها الإجمالية بنحو 10 ملياراتيورو.
وذكرت الصحيفة أن "مجموعة من العقود بين السعودية وفرنسا اقتربت من الحسم، وأبرزها صفقة تشمل نحو 35 زورقاً لخفر السواحل، مجهزة بأنظمة تاكتيكوس القتالية من إنتاج الإنشاءات الميكانيكية في نورماندي، وتسليح شركة تاليس بقيمة 600 مليونيورو".
ومن العقود التي قطعت المفاوضات حولها أشواطاً متقدمة، بحسب الصحيفة "صفقة طائرتي تزويد في الجو من طراز إيه 300-200 إم آر تي تي، من إنتاج شركة إيرباص، والتي لم تتضح قيمتهاالمالية، وهي الصفقة التي من المنتظر أن تعزز أسطول تزويد الطائرات الذي يضم حالياً 6 طائرات عاملة، تسلمت الرياض آخرها في يونيو/ حزيران الماضي، وهي التي تسعى إلى رفع العدد قريباً أو على المدى المتوسط إلى 12 طائرة".
وكشفت الصحيفة أن السعودية وفرنسا، ستنظران في العقد العسكري الضخم المعروف باسم "دوناس" الذي تتجاوز قيمته 2.5 ملياريورو، والذي كان يقوم في جزئه الأكبر على توريد السعودية معدات عسكرية متطورة لفائدة لبنان.
ولكن بعد التطورات التي شهدتها الأوضاع الداخلية اللبنانية وقرار الرياض بإيقاف المعونة العسكرية لها، من المنتظر أن تكون وجهة دوناس الرياض عوضاً عن بيروت، بعد تأكيد اللجنة السعودية الفرنسية، استمرار العقد، بعد الاتفاق على ما يناهز 80% من التجهيزات التي تُشكل الصفقة وقرار تسليمها إلى الجيش السعودي بدل الجيش اللبناني.
أما عن العقود الجديدة والمشاريع التي يُنتظر الانتهاء منها قبل الزيارة، فتضم مجموعة كبرى من الأجهزة والأسلحة المتنوعة والمتقدمة، التي يتفاوض حولها الطرفان حالياً في إطار الإعداد للزيارة الرسمية لوزير الدفاع السعودي.
- صواريخ مارك 3
وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن المفاوضات تجري اليوم حول نظام الدفاع المضاد للطائرات قصير المدى مارك 3، من إنتاج شركة "تاليس"، الذي أثبت قدراته التدميرية الكبرى، باعتباره أحد الأنظمة الخفيفة المحمولة النادرة في العالم، والذي يلقى اهتماماً سعودياً جديداً ومتنامياً، خاصةً بعد التجارب العسكرية الأخيرة، مثل الحرب اليمنية التي يعتمد فيها الحوثيون المتمردون على القذائف من طراز الهاون، التي تستهدف التجمعات العسكرية والمدنية.
ونقلت الصحيفة أن عقد "مارك 3"، الذي سيكون في حدود 4 ملياراتيورو، سيكون إضافة نوعية لأنظمة الدفاع الجوي في السعودية التي تعتمد أساساً على الجيل الأول من أنظمة الدفاع المماثلة ومن تصنيع تاليس، أو نظام الصواريخ شاهين.
- فرصة لرافال
ومن جهة أخرى قالت لاتريبون إن الزيارة المنتظرة للأمير محمد بن سلمان، ربما تكون الفرصة المثالية لصناعة الطيران الحربي الفرنسي، لدخول السوق السعودية، التي تعتمد تقليدياً على الطائرات الأمريكية، والبريطانية بدرجة أقل.
وتابعت: "لكن التطورات التكنولوجية التي تمثلها الطائرات الفرنسية رافال، وظهور رغبة سعودية جديدة في تنويع مصادر السلاح، ربما تُعطي رافال التي أثبتت كفاءتها العالية في الجيوش التي تعتمد عليها، ستشكل حسب لاتريبون، حجة إضافيةً ربما تساعد أصحاب القرار في السعودية على التفكير في خيار المقاتلة الفرنسية الأكثر تطوراً، ما يعني صفقة كبرى بالإنتظار".
وأكدت الصحيفة أن الأطراف المعنية بإعداد الزيارة، تعمل حالياً على ملفات أخرى مثل الزوارق البحرية المتطورة من طراز كورفت، ودبابات لوكليرك، والمدرعات، إلى جانب مروحيات كوغار القتالية.
وفي هذا السياق قالت لاتريبون، إن فرنسا والسعودية تتفاوضان على صفقة بـ 5 زوارق كورفت من طراز غوويند التي تزن 2500 طن، بنحو 1.5 ملياريورو، لتجديد الأسطول البحري الشرقي السعودي بالكامل.
- دبابات لوكليرك
من جهة ثانية، ذكرت الصحيفة الفرنسية أن الرياض أبدت اهتماماً كبيراً بدبابات لوكليرك، التي تميزت بأدائها المذهل في صفوف القوات الإماراتية المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن ضمن التحالف العربي، وربما تنتهي المفاوضات إلى حلّ وسط بين الطرفين، ليس بسبب المبلغ المالي، ولكن بسبب العدد الذي ربما يتجاوز القدرات الفرنسية على تصنيع العدد المطلوب في الآجال المحددة، حسب مصادر قريبة من المفاوضات.
وعلى مستوى التجهيزات العسكرية البرية، قالت الصحيفة إن المفاوضات والمحادثات تدور حالياً حول بعض التعديلات والإضافات التي تريد السعودية إدخالها على صفقة السلاح اللبنانية السابقة، بما يتماشى وخصائص القوات السعودية، مثل المدرعات إم كاي 3 وشيربا، والتي ستكون نفي حدود 250 مدرعة، إلى جانب 7 مروحيات من طراز كوغار، إلى جانب 24 مدفعاً ثقيلاً ذاتيالدفع من طراز كايزر.
وبعد التجهيزات البرية، قالت الصحيفة إن الطرفين أطلقا مفاوضات أخرى منفصلة، للحصول على 4 أقمار صناعية للاتصالات العسكرية والرصد، في إطار صفقة مشتركة بين تاليس وإيرباص.
تعليق