لا نكشف ستراً ولا نذيع سرًّا، عندما نصف الإعلام المصري غير الرسمي بأنه مناوئ بشدة لكل ما هو إسلامي، في سياق موتور عام وشامل، ظاهره العداء لجماعة "الإخوان المسلمون" وباطنه علمنة شرسة ترفض أي دور للإسلام في الشأن العام، بما في ذلك حزب النور "السلفي" المؤيد لانقلاب 3 يوليو والذي خسر كثيراً من حضوره الشعبي نتيجة ذلك الموقف، وما تلاه من تنازلات فادحة.
هذا الإعلام ذو الطابع الحربي الفج، سعى إلى إحراج رأس الدبلوماسية السعودية الوزير عادل الجبير، خلال المقابلة التي أجرتها معه المذيعة لميس الحديدي المعروفة بخطابها الاستفزازي والإقصائي.
فقد حاولت المذكورة استصدار تصريح من الجبير، يمكن-في الحد الأدنى- أن يتم توظيفه في معركة الوجود التي يصر هؤلاء على خوضها، متجاهلين التبعات والآثار الكارثية لنهجهم على النسيج الاجتماعي المصري، وهي آثار يُرجَّح أن تكون أضخم وأقسى من مثيلتها وسابقتها التي حدثت في العهد الناصري.
كان إلحاح الحديدي على الوزير غير مهني، إذ تقتضي أبجديات العمل الإعلامي أن يحرص المذيع على إطلاع الرأي العام على آراء ضيفه- أو مواقف دولته إذا كان مسؤولاً كبيراً فيها كما هي حالة وزير الخارجية السعودي هنا- فذلك أمرٌ يهم قطاعات واسعة من الناس، وأما رأي المذيع فلا يعني أحداً، لكنه يفسد الحوار، ويقضي على الموضوعية الواجبة.
كانت المذيعة تكرر رأيها في غلاف سؤال ممجوج، لكن الوزير الجبير بخبرته في مواجهة الإعلام الغربي المتوازن أو المناوئ سلفاً، أحبط مساعي المذيعة التي أكلها الغضب المكتوم إلى أن يئست، لأن الوزير السعودي عرض موقف بلاده المبدئي، الذي يدين أي فرض للرأي بالعنف والإرهاب، بصرف النظر عن اسم الجهة التي تمارسه.
فالرياض لا تشاطر النظام المصري آراءه في الإخوان ولا في غيرهم، وإذا كانت لها ملاحظات عليهم أو على غيرهم، فإنها آراء مبنية على رؤيتها لما يجري في المحيط الإقليمي سابقاً وحاضراً.
والسعودية تميل تقليدياً إلى التروي في ردود أفعالها، ولا تسعى إلى توسيع دائرة خصومها بغير سبب، فكيف وهي تبني تحالفاً إستراتيجياً إسلامياً، لمواجهة العواصف الإقليمية والدولية، التي تزايدت حدتها مؤخراً وباتت تهدد الأمة في العمق؟
وفي خطٍّ موازٍ وذي صلة بموضوع تجريم الإخوان، تذاكت لميس الحديدي لاستخراج معلومة غير معلنة من ضيفها-إن كان لتلك المعلومة المفترضة وجود-، فقد شغلها الكلام الكثير الذي يقال عن وساطة سعودية بين دولة قطر ومصر بقيادة السيسي، إلا أن الوزير الجبير أصابها كذلك باليأس من أن تحصل على بغيتها. فالرجل تحدث بلباقة الدبلوماسي المخضرم، وأجاب إجابات لا يمكن البناء عليها للتشدق بـ"سبق" إعلامي!
قال الجبير ما خلاصته: إن المملكة مستعدة للعمل على تنقية الأجواء بين القاهرة والدوحة، وتقريب وجهات النظر بينهما، إذا طُلِبَ منها ذلك!! ولم يحدد بالطبع هل المقصود: أن يطلب الطرفان ذلك معاً كما يُفترض منطقياً، وهل طلب أحدهما وتمنع الآخر؟
إنه كلام مبدئي كذلك وليس فيه بوحٌ بأي معلومة إذا افترضنا أن ما يشاع عن الوساطة السعودية حقيقي، لكن الحكمة توجب إحاطته بتكتم شديد حرصاً على إنجاح تلك المساعي الطيبة.
وأضاف الوزير ملاحظة زادت من ارتباك المذيعة بأن العلاقات بين مصر وقطر حالياً تسير في اتجاه إيجابي، وأنها قد لا تستدعي التدخل من أي طرف.
لا شك في أن السعودية تحرص على ترميم الجسور وتضييق الهوة بين القاهرة وكل من قطر وتركيا، لأنها تخوض مواجهة شاملة مع عدو بغيض أحرز كثيراً من التوغل في الجسد العربي المثخن بالجراح، مستغلاً غياب الموقف العربي الموحد.
وازداد الحرص السعودي على ترميم البيت العربي حجماً ونوعاً منذ إطلاق عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن من مخالب الصفويين الجدد، ثم تضاعف مجدداً بعد استفحال الاستفزازات الإيرانية للمملكة وافتضاح عدة مؤامرات خطط لها وعمل على تنفيذها وكيل خامنئي في لبنان: حسن نصر الله، وتتركز جميعها على محاولة زعزعة الأمن والاستقرار بدول مجلس التعاون، فضلاً عن ولوغه في دماء الأشقاء السوريين، وتفاقم هيمنته على مؤسسات الدولة اللبنانية.
هذا الإعلام ذو الطابع الحربي الفج، سعى إلى إحراج رأس الدبلوماسية السعودية الوزير عادل الجبير، خلال المقابلة التي أجرتها معه المذيعة لميس الحديدي المعروفة بخطابها الاستفزازي والإقصائي.
فقد حاولت المذكورة استصدار تصريح من الجبير، يمكن-في الحد الأدنى- أن يتم توظيفه في معركة الوجود التي يصر هؤلاء على خوضها، متجاهلين التبعات والآثار الكارثية لنهجهم على النسيج الاجتماعي المصري، وهي آثار يُرجَّح أن تكون أضخم وأقسى من مثيلتها وسابقتها التي حدثت في العهد الناصري.
كان إلحاح الحديدي على الوزير غير مهني، إذ تقتضي أبجديات العمل الإعلامي أن يحرص المذيع على إطلاع الرأي العام على آراء ضيفه- أو مواقف دولته إذا كان مسؤولاً كبيراً فيها كما هي حالة وزير الخارجية السعودي هنا- فذلك أمرٌ يهم قطاعات واسعة من الناس، وأما رأي المذيع فلا يعني أحداً، لكنه يفسد الحوار، ويقضي على الموضوعية الواجبة.
كانت المذيعة تكرر رأيها في غلاف سؤال ممجوج، لكن الوزير الجبير بخبرته في مواجهة الإعلام الغربي المتوازن أو المناوئ سلفاً، أحبط مساعي المذيعة التي أكلها الغضب المكتوم إلى أن يئست، لأن الوزير السعودي عرض موقف بلاده المبدئي، الذي يدين أي فرض للرأي بالعنف والإرهاب، بصرف النظر عن اسم الجهة التي تمارسه.
فالرياض لا تشاطر النظام المصري آراءه في الإخوان ولا في غيرهم، وإذا كانت لها ملاحظات عليهم أو على غيرهم، فإنها آراء مبنية على رؤيتها لما يجري في المحيط الإقليمي سابقاً وحاضراً.
والسعودية تميل تقليدياً إلى التروي في ردود أفعالها، ولا تسعى إلى توسيع دائرة خصومها بغير سبب، فكيف وهي تبني تحالفاً إستراتيجياً إسلامياً، لمواجهة العواصف الإقليمية والدولية، التي تزايدت حدتها مؤخراً وباتت تهدد الأمة في العمق؟
وفي خطٍّ موازٍ وذي صلة بموضوع تجريم الإخوان، تذاكت لميس الحديدي لاستخراج معلومة غير معلنة من ضيفها-إن كان لتلك المعلومة المفترضة وجود-، فقد شغلها الكلام الكثير الذي يقال عن وساطة سعودية بين دولة قطر ومصر بقيادة السيسي، إلا أن الوزير الجبير أصابها كذلك باليأس من أن تحصل على بغيتها. فالرجل تحدث بلباقة الدبلوماسي المخضرم، وأجاب إجابات لا يمكن البناء عليها للتشدق بـ"سبق" إعلامي!
قال الجبير ما خلاصته: إن المملكة مستعدة للعمل على تنقية الأجواء بين القاهرة والدوحة، وتقريب وجهات النظر بينهما، إذا طُلِبَ منها ذلك!! ولم يحدد بالطبع هل المقصود: أن يطلب الطرفان ذلك معاً كما يُفترض منطقياً، وهل طلب أحدهما وتمنع الآخر؟
إنه كلام مبدئي كذلك وليس فيه بوحٌ بأي معلومة إذا افترضنا أن ما يشاع عن الوساطة السعودية حقيقي، لكن الحكمة توجب إحاطته بتكتم شديد حرصاً على إنجاح تلك المساعي الطيبة.
وأضاف الوزير ملاحظة زادت من ارتباك المذيعة بأن العلاقات بين مصر وقطر حالياً تسير في اتجاه إيجابي، وأنها قد لا تستدعي التدخل من أي طرف.
لا شك في أن السعودية تحرص على ترميم الجسور وتضييق الهوة بين القاهرة وكل من قطر وتركيا، لأنها تخوض مواجهة شاملة مع عدو بغيض أحرز كثيراً من التوغل في الجسد العربي المثخن بالجراح، مستغلاً غياب الموقف العربي الموحد.
وازداد الحرص السعودي على ترميم البيت العربي حجماً ونوعاً منذ إطلاق عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن من مخالب الصفويين الجدد، ثم تضاعف مجدداً بعد استفحال الاستفزازات الإيرانية للمملكة وافتضاح عدة مؤامرات خطط لها وعمل على تنفيذها وكيل خامنئي في لبنان: حسن نصر الله، وتتركز جميعها على محاولة زعزعة الأمن والاستقرار بدول مجلس التعاون، فضلاً عن ولوغه في دماء الأشقاء السوريين، وتفاقم هيمنته على مؤسسات الدولة اللبنانية.
تعليق