اعتبر الكاتب، زهير قصيباتي، أن الخلل الذي تعاني منه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط، وعدم مراعاة حسابات الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج لصالح إيران، أسفر عن مواجهة سياسية مع السعودية تركت بصمتها على المشهد السياسي فى المنطقة.
وأوضح الكاتب فى مقاله، أميركا والاندفاعة السعودية، المنشور فى صحيفة الحياة اللندنية، أن من المفارقة أن أوباما ترك العرب «ليقلعوا أشواكهم بأيديهم»، قبل الاتفاق النووي مع إيران وبعده، ثم لا يتردد في البحث عن تمويل خليجي للعجز المالي العراقي! لتعويم المحاصصة بين المتهمين بتكريس الهيمنة الإيرانية على قرار بغداد! وحين ودّع أوباما قادة دول الخليج بعد قمة كامب ديفيد (14-5- 2015)، كانت نصيحته "حاوروا إيران وافتحوا صفحة جديدة معها". وكرر بالطبع التزام واشنطن بأمن الخليج، بينما استمرت إيران طول عام تتدخل فئ شئون دول المنطقة لاسيما فى اليمن وسوريا وتهاجم دول الخليج.
وأضاف: والأكيد أن الارتباك الأميركي- الإيراني بدأ بالتدخُّل الخليجي لحماية استقرار البحرين، وتكرَّس مع قيادة السعودية التحالف العربي لمنع سقوط اليمن في الفلك الإيراني.
ويرى قصيباتي أنه وفق هذه الأوضاع برزت هوة ضخمة بين الواقعية السعودية التي تجسّدها خصوصاً زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز مصر وتركيا، وبين محاولة إدارة أوباما استدراك أخطائها، في نهاية عهده.
وأشار إلى ان الوجه الآخر للمأزق مع الشراكة الأميركية الذي كرّسه حذر أوباما وقوته الناعمة، أنه لم يتفهم المخاوف الأمنية والعسكرية الخليجية من النهج الإيراني الذي يراه أهل المنطقة مدمِّراً، ولا يقل خطورة عن كل ما ارتكبه داعش، والمعضلة أن سنوات طويلة من العقوبات الدولية على إيران، لم تبدّل نزوعها إلى الضغط على الجيران وترهيبهم، بذريعة حرصها على أمن الخليج وإبعاد القوى الأجنبية عنه.