مقال عن العلاقه الاستراتجيه الجديده بين السعوديه وامريكا
بقلم الاقصادي عبد الرحمن العومي
الإستراتيجية الاقتصادية الجديدة للعلاقات السعودية الأمريكية
الأحد 14 رمضان 1437هـ - 19 يونيو 2016م
عبد الرحمن العومي
تكتسب زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الى أمريكا أهمية خاصة لكونها تأتي في إطار بناء علاقة إستراتيجية جديدة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. وقبل أن أتحدث عن أهمية الزيارة سنلقي نظرة على العلاقات التاريخية بين المملكة وأمريكا.
ترجع العلاقة بين الدولتين الى عام 1933م حين منح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حق الامتياز للتنقيب عن النفط شرق المملكة العربية السعودية الى شركة ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا حيث أثمر هذا الامتياز عن اكتشاف أول بئر بترول كان ذلك بعد عامين من الاتفاق اي عام 1935م ولكن هذا التعاون كان خجولا في بداياته.
وفي عام 1944م ظهرت على السطح شركة الزيت العربية الأمريكية والتي تسمى ارامكو التي استلمت ملف النفط في المملكة العربية السعودية. وازدادت أهمية النفط الذي أصبح فيما بعد عصب الحياة ومفتاح السلم والحرب بين الدول الكبرى.
وقد تم عقد اول قمة سعودية أمريكية بين جلالة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة الحربية (كوينسي) في هذا اللقاء التاريخي رسم الزعيمان إطار العلاقة الأمريكية السعودية للعقود القادمة والتي كان محورها الأساسي هو النفط، ومنذ ذلك الحين ساهمت السعودية بتأمين النفط لحليفها الجديد وبالمقابل ساهمت أمريكا في نهضة المملكة العربية السعودية في جميع المجالات المدنية والعسكرية.
وتطورت العلاقات التجارية بين المملكة والولايات المتحدة حتى أصبحت أمريكا واحدة من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للمملكة. حيث يفيد التقرير السنوي عن إحصاءات التجارة الخارجية أن أمريكا تعتبر الدولة الثالثة بعد الصين واليابان التي تصدر لها المملكة. حيث بلغت قيمة صادرات المملكة الى الولايات المتحدة 80525 مليون ريال كما استوردت المملكة من الولايات المتحدة ما قيمته 89678 مليون ريال، وتأتي بالمرتبة الثانية بعد الصين. هذه الأرقام توضح مدى أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الا أن هذه العلاقة بقيت مرتبطة في مفهوم أن المملكة هي دولة مصدرة للنفط فقط.
قد يكون هذا الكلام صحيحا في الماضي ولكن بعد أن قررت المملكة اتخاذ خطوات عملية للتحرر من الاعتماد على النفط وتحول الاقتصاد السعودي الى اقتصاد صناعي وخدمي.
ولرسم رؤية 2030م كان لابد أن يتوجه الأمير محمد بن سلمان الى أمريكا لعقد تحالف جديد مع أكبر دولة صناعية.
وعلى خلاف العادة فسيشمل برنامج ولي ولي العهد في زيارته للولايات المتحدة زيارة وادي السليكون والذي يعتبر أكبر تجمع للصناعات التكنولوجية وفي أجندة الزيارة سيبحث المسئولون السعوديون عن فرص استثمارية مشتركة بين هذه الشركات العملاقة والمملكة العربية السعودية، اما باستثمار في رأسمال هذه الشركات والحصول على جزء من أسهمها وذلك عن طريق صندوق الاستثمارات العامة، أو جذب ودعوة تلك الشركات للدخول الى السوق السعودي الذي سيوفر المناخ المناسب لعمل تلك الشركات على أرض المملكة، مما سيعود بالفائدة على الاقتصاد السعودي وذلك بنقل جزء من هذه التكنولوجيا المتقدمة لتصنع على أرض السعودية وتشغيل الأيدي العاملة السعودية في هذه الشركات وذلك سيكسب الايدي العاملة السعودية الخبرة اللازمة لتأسيس صناعات تكنولوجية حديثة.
إن ذهاب صاحب الرؤية 2030م بنفسه للترويج للفكرة حول العالم وخصوصا العالم المتقدم يجعلنا متفائلين أن هذه الرؤية ستصبح إن شاء الله من كونها أفكارا وحبرا على ورق الى أن تكون حقيقة ملموسة نعيشها ونستفيد منها وهذا المرجو من الزيارة.
* نقلا عن "اليوم"
بقلم الاقصادي عبد الرحمن العومي
الإستراتيجية الاقتصادية الجديدة للعلاقات السعودية الأمريكية
الأحد 14 رمضان 1437هـ - 19 يونيو 2016م
عبد الرحمن العومي
تكتسب زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الى أمريكا أهمية خاصة لكونها تأتي في إطار بناء علاقة إستراتيجية جديدة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. وقبل أن أتحدث عن أهمية الزيارة سنلقي نظرة على العلاقات التاريخية بين المملكة وأمريكا.
ترجع العلاقة بين الدولتين الى عام 1933م حين منح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حق الامتياز للتنقيب عن النفط شرق المملكة العربية السعودية الى شركة ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا حيث أثمر هذا الامتياز عن اكتشاف أول بئر بترول كان ذلك بعد عامين من الاتفاق اي عام 1935م ولكن هذا التعاون كان خجولا في بداياته.
وفي عام 1944م ظهرت على السطح شركة الزيت العربية الأمريكية والتي تسمى ارامكو التي استلمت ملف النفط في المملكة العربية السعودية. وازدادت أهمية النفط الذي أصبح فيما بعد عصب الحياة ومفتاح السلم والحرب بين الدول الكبرى.
وقد تم عقد اول قمة سعودية أمريكية بين جلالة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة الحربية (كوينسي) في هذا اللقاء التاريخي رسم الزعيمان إطار العلاقة الأمريكية السعودية للعقود القادمة والتي كان محورها الأساسي هو النفط، ومنذ ذلك الحين ساهمت السعودية بتأمين النفط لحليفها الجديد وبالمقابل ساهمت أمريكا في نهضة المملكة العربية السعودية في جميع المجالات المدنية والعسكرية.
وتطورت العلاقات التجارية بين المملكة والولايات المتحدة حتى أصبحت أمريكا واحدة من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للمملكة. حيث يفيد التقرير السنوي عن إحصاءات التجارة الخارجية أن أمريكا تعتبر الدولة الثالثة بعد الصين واليابان التي تصدر لها المملكة. حيث بلغت قيمة صادرات المملكة الى الولايات المتحدة 80525 مليون ريال كما استوردت المملكة من الولايات المتحدة ما قيمته 89678 مليون ريال، وتأتي بالمرتبة الثانية بعد الصين. هذه الأرقام توضح مدى أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الا أن هذه العلاقة بقيت مرتبطة في مفهوم أن المملكة هي دولة مصدرة للنفط فقط.
قد يكون هذا الكلام صحيحا في الماضي ولكن بعد أن قررت المملكة اتخاذ خطوات عملية للتحرر من الاعتماد على النفط وتحول الاقتصاد السعودي الى اقتصاد صناعي وخدمي.
ولرسم رؤية 2030م كان لابد أن يتوجه الأمير محمد بن سلمان الى أمريكا لعقد تحالف جديد مع أكبر دولة صناعية.
وعلى خلاف العادة فسيشمل برنامج ولي ولي العهد في زيارته للولايات المتحدة زيارة وادي السليكون والذي يعتبر أكبر تجمع للصناعات التكنولوجية وفي أجندة الزيارة سيبحث المسئولون السعوديون عن فرص استثمارية مشتركة بين هذه الشركات العملاقة والمملكة العربية السعودية، اما باستثمار في رأسمال هذه الشركات والحصول على جزء من أسهمها وذلك عن طريق صندوق الاستثمارات العامة، أو جذب ودعوة تلك الشركات للدخول الى السوق السعودي الذي سيوفر المناخ المناسب لعمل تلك الشركات على أرض المملكة، مما سيعود بالفائدة على الاقتصاد السعودي وذلك بنقل جزء من هذه التكنولوجيا المتقدمة لتصنع على أرض السعودية وتشغيل الأيدي العاملة السعودية في هذه الشركات وذلك سيكسب الايدي العاملة السعودية الخبرة اللازمة لتأسيس صناعات تكنولوجية حديثة.
إن ذهاب صاحب الرؤية 2030م بنفسه للترويج للفكرة حول العالم وخصوصا العالم المتقدم يجعلنا متفائلين أن هذه الرؤية ستصبح إن شاء الله من كونها أفكارا وحبرا على ورق الى أن تكون حقيقة ملموسة نعيشها ونستفيد منها وهذا المرجو من الزيارة.
* نقلا عن "اليوم"
تعليق