إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هو المتطرف المتشدد في بنغلادش ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو المتطرف المتشدد في بنغلادش ؟!




    سؤال ينبغي أن تكون أساس الإجابة عليه هو الواقع المشاهد وثوابت العقل والمنطق التي تؤكد أن الذي يمارس العنف ويعتدي على حقوق الآخرين وحياتهم دون أن يكونوا قد ارتكبوا جريمة مثبتة أو...... هو المتطرف والمتشدد , وأن الطرف الآخر من المعادلة هو الضحية بالتأكيد , وإن صدر عن هذا الطرف بعض ردود الأفعال نتيجة تراكم البغي والظلم والقهر عليه .


    إلا أن هذه المنطق البدهي البسيط في تمييز المتطرف من الضحية لا يبدو أنه بسيط وبدهي بما يكفي في عقول وأذهان العلمانية أو الليبرالية العالمية , فالقوم لديهم مصطلحات أخرى بما يتعلق بهذه المسائل تختلف بشكل واضح عما أجمع عليه عقلاء بني آدم من البدهيات والمسلمات .....


    فمن يمارس العنف ويبطش بالآخرين دون جريرة أو ذنب – اللهم إلا مطالبته بحقوقه المشروعة – هو في نظر العلمانية محاربا للإرهاب ما دام الفاعل من أتباعها المهيمنين على السلطة , وما دام الضحية من المسلمين من أهل السنة على وجه الخصوص , بينما يُتهم المسؤول السني بالإرهاب والتطرف والعنف إن أصدر حكما عادلا ومستحقا على شخص غير مسلم حاول العبث بأمن البلاد والعباد , لا لشيء سوى لأن الضحية هنا يهودي أو نصراني أو بوذي أو رافضي , والمسؤول مسلم سني !!!


    بهذه الازدواجية البغيضة , وبهذا التناقض الصارخ مع أبسط بدهيات العقل والمنطق تتعامل العلمانية العالمية مع قضية المسلمين من أهل السنة في بنغلادش , فعلى الرغم من تمادي حكومة الشيخة حسينة واجد في اضطهاد رموز الجماعة الإسلامية في البلاد , من خلال ابتداع محكمة ما يسمى "جرائم الحرب" , و نصب المشانق وتنفيذ أحكام الإعدام بحق أبرز قادتها تباعا , بعد محاكمات صورية تفتقر لأبسط قواعد العدالة والإنصاف ...... إلا أن أيا من الدول الغربية العلمانية التي تدعي حماية حقوق الإنسان وترفع شعار العدالة والمساواة لم تندد أو حتى تعلق على ذلك .


    لم يتوقف البغي والظلم العلماني للتيار الإسلامي في بنغلادش عند حد ممارسة العنف ضده ومحاولة تصفيته سياسيا وجسديا فحسب , بل تسعى العلمانية العالمية عبر ماكينتها الإعلامية الضخمة أن تقلب الحقائق رأسا على عقب , وذلك من خلال إظهار الضحية الواقع عليه البغي والظلم "إرهابيا" ومتطرفا ومتشددا , ويكفي من أجل هذه الغاية تصوير مشهد واحد من مشاهد بعض ردات الفعل , ليسلط عليه الضوء الإعلامي فتصبح ردات الفعل فعلا , وفعل الحكومة الإجرامي ضدهم وضد أمثالهم ردة فعل .


    ولم تكن وسائل إعلام حكومة بنغلادش وأسيادها في الغرب هي الوحيدة التي تقوم بهذه المهمة الخبيثة , بل تشارك بذلك بعض وسائل الإعلام العربية وللأسف الشديد , ما يعني أن مواجهة هذا التشويه المتعمد للإسلام والمسلمين لا يقتصر على الإعلام الخارجي فحسب , بل يمكن القول بأن الإعلام العربي الداخلي أولى بالمواجهة وأدعى , فهو يبث سمومه باللغة العربية ومن ديار المسلمين .


    فها هي وسيلة إعلام عربية تبرز مقالا يحمل نفس مواصفات الطريقة العلمانية الخبيثة في قلب الحقائق وتشويه صورة المسلمين في بنغلادش , من خلال اتهامهم بالتطرف والتشدد وزعزعة أمن البلاد لمجرد تعبيرهم عن رفضهم لممارسات الحكومة العلمانية بحقهم وحق رموزهم الدينية والسياسية .


    ويكفي قراءة عنوان المقال : "بنغلادش ....خطر التنظيمات الإرهابية" لمعرفة من هو الإرهابي المقصود منه , فإذا أضفنا إلى العنوان ظهوره على وسيلة إعلامية كــ "العربية" المشهورة بعدائها للتيار الإسلامي , فإن ذلك يزيد من وضوح هدف المقال .


    فإذا ما انتقل القارئ إلى مضمون المقال لم يجد عناء في معرفة من هو المقصود بالتنظيمات الإرهابية , فالمسلمون في بنغلادش حسب وصف الكاتب هم : المتشددون و من يستخدمون السواطير لقتل كتّاب ليبراليين ومدونين وناشرين أجانب وأفراد من أقليات دينية ....


    وحين يصل الحديث عن اعتقال الحكومة هناك لأكثر من 14 ألف شخص , فهو سعيا منها للتصدي لصعود نشاط المتشددين الإسلاميين... حسب وصف المقال , وحين يضطر المقال تناول مسألة إقدام الحكومة العلمانية على إعدام الكثير من رموز الجماعة الإسلامية , فيكتفي حينها بوصفها بأنها أحكام قاسية - وليست تشددا أو تطرفا - قوبلت بردات فعل المتشددين الإسلاميين بالقتل بالسواطير ...!!!!


    والحقيقة أن هذه الطريقة في قلب الحقائق وتشويهها يذكرنا بردود أفعال ساسة الغرب على وحشية الصهاينة ضد الفلسطينيين , حيث يتهمون الفلسطيني بالإرهاب رغم كونه ضحية إرهاب الصهاينة , في الوقت الذي يكتفون فيه بوصف جرائم الاحتلال وإرهابه بـ :استخدام القوة المفرطة والقاسية !!!


    وعلى الرغم من نمو وعي المشاهد والمتلقي العربي المسلم في السنوات الأخيرة , وقدرته على تصنيف وسائل الإعلام المحايدة المنصفة من تلك التابعة بأجندتها وما تبثه من أفكار للغرب العلماني .... إلا أن ذلك لا ينفي أثر أمثال هذه الوسائل السلبي على بسطاء المسلمين وعامتهم ممن لم يصلوا بعد إلى تلك الدرجة من الوعي .

ما الذي يحدث

تقليص

المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

أكبر تواجد بالمنتدى كان 182,482, 05-21-2024 الساعة 06:44.

من نحن

الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

تواصلوا معنا

للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

editor@nsaforum.com

لاعلاناتكم

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

editor@nsaforum.com

يعمل...
X