قابلية الدبابة أبرامز على اكتساب وتعقب ومشاغلة أهدافها الأرضية
امتلاك السلاح الأقوى والذخيرة ربما الأخطر في العالم ، لا يعني الكثير حقيقتاً بدون قدرة طاقم الدبابة عملياً على اكتساب acquire ، وتعقب track ، ومشاغلة engage أهداف العدو تحت ظروف المعركة المختلفة وضمن مدى الأسلحة الرئيسة . لإنجاز هذه المهام مجتمعة ، تجهز دبابات المعركة من الجيل الحالي بأنظمة حديثة للسيطرة على النيران FCS . فمن الناحية التاريخية ، المهمة الأساس لدبابات المعركة الرئيسة أن توفر نظام أسلحة متنقل مع قابلية صدمة عظمى . وفي العديد من حروب والمعارك اللاحقة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، عندما كلا الجانبين في النزاعات المختلفة امتلك عربات شديدة التدريع ، وأصبح الاشتباك ومواجهة الدبابات مع بعضها البعض أمراً لا مفر منه . في مثل هذه الاشتباكات ، المفتاح الأول إلى النجاح كان أن تقتل هدفك (الخصم) قبل أن يقتلك . لذا بدا أن بعض المواصفات القياسية كان لابد من توافرها لدى دبابة المعركة الرئيسة ، مثل قابلية التعقب الكاملة fully tracked ، الصورة الجانبية/الظليه المنخفضة low-profile ، الحماية المدرعة للحد الأقصى المتاح ، القوة النارية الفاعلة مع قابلية الرمي أثناء الحركة shoot-on-the-move ، درجة عالية من قدرة المناورة maneuver-ability وخفة الحركة التكتيكية ، طاقم بتجهيزات متكاملة تتيح مشاغلة طيف متنوع وواسع من أهداف العدو الأرضية ، والأهداف الأخرى النقطوية .
في الدبابة الأمريكية أبرامز يظهر الغرض الرئيس من توفير هكذا أنظمة في تمكين طاقم الدبابة من التهديف والتصويب بدقة وإطلاق نيران السلاح الرئيس والرشاشة المحورية ، حيث تعمل سوية مكونات سبعة أنظمة فرعية لإنجاز هذا الغرض ، هي منظومة الرؤية البصرية sighting system ، محدد المدى الليزري laser range-finder ، نظام التصوير الحراري thermal imaging ، نظام الحاسوب البالستي computer ، نظام مراجعة الفوهة muzzle reference ، نظام قيادة وتدوير البرج/المدفع gun/turretdrive ، نظام الاستقرار وتوجيه السلاح لخط البصر stabilization . حيث يجمع النظام بياناته من عدد من مصادر الإدخال والمجسات بهدف معالجة بعض العناصر الهامة المرتبطة بعامل الدقة ، مثل مدى هدف ، السرعة النسبية ، الظروف البيئية ، نوع الذخيرة ، حالة ووضع الدبابة سواء كانت متحركة أم ثابتة ، زاوية التسديد ، الخ . النظام يعالج هذه المعطيات بموجب مجموعة تعليمات التي تحول وتنقل إلى حاسوبه البالستي ، بحيث يتولى هذا الأخير إصدار الأوامر لأجهزة وأدوات الإنتاج والتفعيل ، التي تباعاً تحرك البرج أو المدفع إلى موقع الرمي الصحيح للقذيفة proper position التي يفترض بها إصابة الهدف المعين عندما تكون مطلقة . إن مفهوم التوجيه الآلي في نظام السيطرة على النيران يشير لمغزى تصويب السلاح الرئيس باتجاه هدف أمامي متحرك ، بمعني التماس زاوية التوجيه lead angle المثلى لسبطانة المدفع حيث يمكن لمقذوفه بلوغ الهدف وإصابته أينما كان . ولأسباب بالستية معروفة ، فإن ارتفاع المدفع يتم تعديله وضبطه لتسديد السلاح جزئياً فوق الهدف (الأمر مرتبط بالمسافة الفاصلة عن الهدف) وإلا فإن المقذوف سيسقط في طريقه وقبل بلوغه الهدف .
منظار المدفعي الأساس GPS في الدبابة أبرامز يتولي تكبير مشهد الهدف ويعرضه في شبكية التسديد reticle . فبعد أن يدخل المدفعي يدوياً نوع الذخيرة المطلوبة للرمي ، فإنه يضع شبكية التسديد في منظاره البصري على الهدف ، ليقوم الحاسوب البالستي التابع لنظام السيطرة على النيران بحساب نقطة التسديد والتصويب الفضلى ، ويحرك المدفع خلال التعويضات الضرورية للإبقاء والمحافظة على دقة التسديد (شبكية التسديد في مركز المنظار البصري تشمل صندوق توجيه بحجم واحد ميل رادين mill radian . تكافئ وحدة الزاوية هذه هدف بعرض 0.914 م عند مسافة 914 م ، حيث يقابل الميلي الواحد تقريباً متر واحد على مسافة ألف متر) . منظار المدفعي الأساس يشتمل في بنائه العام على مرآة mirror التي تضبط خط البصر في الارتفاع ، هذا الترتيب يبقي شبكية التسديد ثابتة على الهدف ، حيث يعمل نظام السيطرة على النيران على تحسس زاوية هذه المرآة (ارتفاع خط البصر) ، كما يتحسس senses زاوية ارتفاع المدفع أيضاً ، ليبدأ النظام بعد ذلك بنقل وتحفيز حركة المدفع ، وبالتالي زاوية ارتفاع السلاح تهبط إلى خط تسديده gun aim line . في الحقيقة ، الدبابة أبرامز عندما تتحرك ، فإن نظامها للسيطرة على النيران يبقي على ثبات واستقرار ما يعرضه منظار التصويب ، وذلك بتصحيح زاوية سمت البرج/المدفع وكذلك زاوية ارتفاع منظار المدفعي الأساس . النظام يحافظ أيضاً على ثبات السلاح الرئيس في الارتفاع ، بحيث يسمح هذا للمدفعي بتعقب الهدف بيسر وسهولة وإبقاء المدفع على نقطة التسديد aiming point ، حتى في حال حركة الهيكل واهتزازاته .
منظومة الرؤية للنسخ المبكرة من سلسلة الدبابات أبرامز حددت بقدرات تكبير بصري حتى 3× أو 10× ، بسبب التصميم المحدود للكاشفات الحرارية thermal detectors قيد الاستخدام في ذلك الوقت . التجربة المكتسبة خلال حرب الخليج الأولى 1991 أظهرت أن المدى الفعال الأقصى للذخيرة المطلقة من المدفع الرئيس عيار 120 ملم على الدبابة M1A1 تجاوزت كثيراً قابلية وقدرة الطاقم على تمييز الأهداف إيجابياً بمنظار التصوير الحراري الحالي . لتصحيح هذا العيب أو النقيصة ، منظار تصوير الحراري من الجيل الثاني أكثر قدرة وقابلية طور لصالح الدبابة الأحدث M1A2 SEP . وعلى خلاف المناظير البصرية السلبية passive optical sights المستخدمة من قبل الدبابات العراقية في كلتا حرب الخليج الأولى والثانية ، التي يمكن أن تخفض قابليتها بواسطة الدخان ، الغبار ، المطر ، الضباب الرقيق ، النباتات الخفيفة ، شبكات التمويه ، فإن منظار التصوير الحراري ذو التأثير المتفوق للدبابة أبرامز يمكن أن يميز بشكل واضح الجنود والعربات خلال أنواع متباينة من ظروف الرؤية في ساحة المعركة . على الرغم من ذلك ، الكثيرون يقرون بأن أنظمة التصوير الحراري المتوفرة لدبابات الأبرامز وغيرها ليست معصومة أو منيعة عن التأثر بالممارسات المعادية ، فقد طورت العديد من الشركات المتخصصة إجراءات مضادة حرارية thermal counter-measures لهزيمة ودحر هذا النمط من التجهيزات . أحد هذه الوسائل المستخدمة لكبح الرصد الحراري هي تلك المرتبطة بعمل الدخان ، إذ تستطيع هذه ترك غيمة أو سحابة من الجزيئات التي تعيق انتقال الطاقة الحرارية . إن إشعال النيران في أنحاء متفرقة من ساحة معركة يمكن أن يكون إجراء مضاد فعال آخر إلى منظومات التصوير الحراري . فهذه النيران قادرة على خلق بقع ساخنة hot spots يمكن لها حجب الأهداف عن طريق زيادة مستوى الحرارة الخلفية وإجبار أداة التصوير الحراري للوصول لحالة التشبع saturation .
تعليق