الإعدامات الأخيرة التي نفذتها طهران ضد أكثر من 20 من أهل السنة الأكراد باتهامات زائفة ومحاكمات صورية جرت في غرف مظلمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. فإيران هي أكبر دولة في العالم تقوم بتنفيذ عقوبة الإعدام وفقا لإحصائيات دولية في وقت تعاني فيه مؤسساتها القضائية من علامات استفهام كبيرة حول طريقة عملها والقوانين التي تحكمها ومن تدخل كبير من قبل السلطة التنفيذية والمرجعيات الدينية الطائفية؛ ما يعني أن الاتهامات الموجهة للمحكوم عليهم هي اتهامات ملفقة يتم فبركتها لكي يتم التخلص منهم بدعاوى مختلفة مثل الحرابة والتآمر على النظام والتخطيط لهجمات وأحيانا تهريب المخدرات أو العمالة للخارج, وهي اتهامات مطاطة يتم إثباتها على المتهمين باعترافات تخرج منهم تحت التعذيب والإكراه...
لقد كشف ناشط إيراني ومسجون سابق عن كيفية إجراء المحاكمات في بلاده, حيث أكد أنها تتم في محاكم صورية تشبه "الغرف المظلمة"، وتفتقر إلى أدنى المعايير القانونية...
وأكد أن أوضاع حقوق الإنسان متدهورة جداً, وطالب بالتفات المجتمع المدني لوقف الإعدمات والمجازر والانتهاكات اليومية ضد النشطاء وكافة شرائح المجتمع....الإعدامات لا تقتصر على الأكراد ولكن تشمل كل المعارضين حتى ولو لم يكونوا من أهل السنة ولكن التركيز الأكبر على أهل السنة والذين يتعرضون لاضطهاد واضح ومنع من تدريس مناهجهم أو فتح مدارس أو بناء مساجد لهم خصوصا في المدن الكبري بل يتم التذرع بحجج واهية لإغلاق الموجود منها واعتقال الدعاة والمعلمين بحجة الترويج لأفكار تؤدي للفرقة والاختلاف رغم تعرض أهل السنة للاستهزاء بعقائدهم في أجهزة الإعلام المختلفة ومن قبل كبار المرجعيات الشيعية والمسؤولين الحكوميين..
إيران تتبجح وتحتج على الإجراءات التي تتخذها بعض البلدان مثل البحرين للحفاظ على أمنها بعد محاولات الانقلاب على السلطة وترويع المواطنين والاعتداء على مؤسسات الدولة رغم أنه لم يتم تنفيذ أحكام بالإعدام مثل التي تجري في طهران ولو واحد في المائة منها حتى الآن, ومع ذلك فإيران تطلق العنان لمسؤوليها وإعلامها وأذرعها العميلة مثل حزب الله اللبناني لكي توجه الاتهامات للسعودية والبحرين دون النظر للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها والتي جعلتها أكبر دولة في العالم تنفذ إعدامات جماعية....
حرب إيران على أهل السنة لا تقتصر على داخل حدودها ولكنها تنفذ هجمات خارجية في اليمن ولبنان وسوريا وتنشر فرق الرعب في العراق لقتل وتهجير أهل السنة في حملة طائفية واسعة...
المليشيات الطائفية المنتشرة في أكثر من دولة والمتهمة بالإرهاب من قبل دول ومنظمات دولية كبيرة لها علاقات واضحة مع طهران وتعترف بتلقي أموال منها مثلما اعترف أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله مؤخرا ومع ذلك فالغرب وعلى رأسه أمريكا لا يرى مانعا من التعاون مع دولة تدعم الإرهاب بل وينسق معها سياسيا وعسكريا ضد "إرهابيين" آخرين ـ كما يقول ـ العجيب أن الغرب يقف موقفا مخزيا من تركيا وحكومتها قبل وبعد الانقلاب الفاشل بزعم أنها لا تتعاون معه بشكل كاف في حرب تنظيم داعش بينما هو يرى أن طهران تقوم بجهد كبير في هذا الشأن متجاهلا أنها تدعم مليشيات إرهابية في لبنان واليمن والعراق تقوم بجرائم أكبر مما تقوم به داعش فما هي الرسالة التي يريد الغرب إيصالها من وراء ذلك؟! وما هو رد فعل أهل السنة المتوقع على هذه الازدواجية والوضاعة الغربية في التعامل مع قضية خطيرة مثل هذه؟!...
ألا يعلم الغرب أنه بذلك ينمي شعور الظلم والاضطهاد عند أهل السنة ويجعلهم فريسة سهلة للوقوع في براثن داعش؟! ..هل يمكن لعقلية منظمة مثل العقلية الغربية أن تتجاهل هذه الحقيقة؟ بالطبع لا..
إذن المقصود هو إبقاء داعش وإبقاء الإمدادات التي تأتي إليه لكي يكون وجوده ذريعة للسيطرة والتمدد الغربي في المنطقة عسكريا وسياسيا ولكي يكون وجوده مبررا لوجود أنظمة مثل نظام الأسد ونظام طهران ومليشيات طائفية مثل الحشد في العراق وحزب الله في لبنان تشكل شوكة في جنب دول المنطقة وتفرقها وتجعلها على صفيح ساخن بشكل دائم وهو ما يريده الغرب.
تعليق