تحدى مسلمو القرم الإجراءات القمعية التي يقوم بها الرئيس الروسي ضدهم ورفضوا مغادرة بلدهم .
وكانت السلطات الروسية قد شنت سلسلة اعتقالات واسعة في القرم بدعوى انتماء بعض الشباب لمنظمات إرهابية.
وقد ذكرت الاعتقالات الأخيرة مسلمي القرم بترحيلات عام 1944 حينما اتهم الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين كل الجالية بالتواطؤ مع المحتل النازي فأمر بترحيل 100 ألف من التتار على قطارات المواشي لتنقلهم خارج شبه جزيرة القرم التي لطالما استوطنوها عبر التاريخ على شاطئ البحر الأسود، ليتم ترحيلهم إلى وسط آسيا.
أما هذا العام فقام الأمن الفيدرالي بالتحقيق في أكثر من 2000 حالة ذات صلة بالأنشطة الإرهابية.
يقول آنطون ناومليوك، الصحفي المحقق في إذاعة راديو Radio Free Europe متحدثاً للديلي بيست "إن النظرية القائلة أن كل تطرف إسلامي يقود للإرهاب تستهدف التتار في 3 أقاليم ضمن القرم لإجبار الجالية على مغادرة شبه الجزيرة".
والتتار يوافقونه الرأي، إذ يقول ديليافير محمدوف للديلي بيست "لن يغادر أحد منا القرم ثانية، فجاليتنا عانت الترحيل والمضايقات بما يكفي."
وكانت موسكو بعد أن ضمت منطقة القرم إليها عام 2014، وقد كانت أرضاً أوكرانية، قد عجلت بقمع المسلمين وملاحقتهم هناك؛ وبعدما اعتقل الكثيرون منهم بات معلوماً تماماً لدى هؤلاء أي مصير ينتظر معتقلي الأمن الفيدرالي.
موقع الديلي بيست الأميركي أجرى لقاءات صحفية مع عدة عائلات تترية اختفى احبتها العام الماضي؛ فشكواهم تتلخص في أن الاعتقالات والاختطافات والتهم الجزافية والتعذيب أصبحت جميعها جزءاً من حياة شبه جزيرة القرم اليومية.
وأشاروا إلى أن ملاحقة مسلمي "حزب التحرير" في القرم أصبحت جزءاً من حرب بوتين الجديدة الكبرى على الإرهاب والتي انطلقت في أقاليم الأورال وسيبيريا والقرم المغتصبة ووسط روسيا.
يقول ألكسندر تشيركاسوف رئيس مجموعة Memorial للدفاع عن حقوق الإنسان في مقابلة له مؤخراً مع الديلي بيست "أحياناً تعمد الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة الناس لأغراض وغايات ما، وقد وثقنا آلاف حالات خطف أو قتل المسلمين شمال القوقاز. أحياناً يكون هناك تهديد إرهابي حقيقي.
لكن علينا توخي الدقة والحذر عند النظر في كل حالة".