مقال مثير للإهتمام منشور فى مجلة يو اس نيوز آند ورلد ريبورت الامريكية (ثالث أكبر مجلة سياسية أمريكية) بتاريخ ابريل 2005 عنوانه "كيف دخل علماء الصواريخ فى لعبة العقول و القلوب" How rocket scientists got into the hearts-and-minds game . (و لعبة العقول و القلوب هو مصطلح أطلقته الصحافة الأمريكية على مشروع الإدارة الأمريكية لتغيير الإسلام من الداخل و تعديل مساره وفقا للمصالح الأمريكية. تفاصيل هذا المشروع فى تقرير آخر لنفس المجلة تحت عنوان "عقول و قلوب و دولارات" هنا, و هذا رابط مترجم لها)
. يقول المقال ان الادارة الامريكية بعد 11 سبتمبر أرادت أن تواجه و تغير الاسلام "الأصولى" بوسائل غير المألوفة (يعنى تختلف عن التدخل العسكرى أو حتى الحرب الاعلامية المباشرة). فلجأت الى ألمع عقولها لكى يقترحوا طرقا لهذا. و كان من بين تلك العقول "سيمون واردن" Simon Pete Worden و هو عالم صواريخ عمل فى ناسا فى عدة برامج محورية.
. يقول المقال ان الادارة الامريكية بعد 11 سبتمبر أرادت أن تواجه و تغير الاسلام "الأصولى" بوسائل غير المألوفة (يعنى تختلف عن التدخل العسكرى أو حتى الحرب الاعلامية المباشرة). فلجأت الى ألمع عقولها لكى يقترحوا طرقا لهذا. و كان من بين تلك العقول "سيمون واردن" Simon Pete Worden و هو عالم صواريخ عمل فى ناسا فى عدة برامج محورية.
درس واردن الامر ثم خرج باقتراحات للحكومة الامريكية لمواجهة أيديولوجية الإسلام. اقترح واردن ان أفضل وسيلة لمواجهة الايديولوجية هى بتطعيمها بالأفكار التى يبثونها هم بشكل ممنهج. كلماته الحرفية: "اغراقهم فى طوفان من الافكار. آلاف الأفكار". هذا إلى جانب توطيد صلة المسلمين بالفكر الغربى و تزويدهم بالوسائل و الوسائط التى تسهل عليهم تشرب هذا الفكر. يقول واردن حرفيا :"هدفنا هو أطفالهم .المعلومات ستكون قنبلتنا الذرية !" . و يضيف واردن فى موضع آخر : "إن الأفكار أخطر من الرصاص و القنابل". و قد افترح واردن كخطوة اولى لتنفيذ خطته أن تهدى الحكومة الامريكية أطفال باكستان خاصة فى القرى و المناطق النائية 80 ألف راديو يلتقط اذاعات من خلال الأقمار الصناعية (حتى يبث إليهم ما يريد بعيدا عن الاذاعات المحلية و حكومة باكستان) تذيع برامج مترجمة. كما اقترح توفير حواسيب للمدارس تتصل بالانترنت مع توفير برامج ترجمة فورية للغتهم. أفكار واردن أنتجت الآن مجموعة عمل تابعة للحكومة الأمريكية تسمى Joint PsyOp يعمل بها 70 شخص. و كلمة PsyOp اختصار لكملة Psychological operations أى العمليات النفسية.
اذن هى حرب كاملة أيها السادة بلا جنود ولا رصاص لكنها أخطر. لأن الرصاص لن يغيرعقيدة. بل قد يزيدك تمسكا بها و يزيد الشعوب توحدا. أما الأفكار فتغير عقائد الناس و تجعلهم يتنازلون عن ثوابتهم شيئا فشيئا أمام وطأة تلك الأفكار. وجيلا بعد جيل تسقط الثوابت و تصبح "أمورا خلافية". ثم تندثر تماما فى مراحل لاحقة و تصبح الأفكار الجديدة هى الثوابت.
أود يضا أن اذكر بأن مشروع العقول و القلوب المذكور فى مقالة عقول و قلوب و دولارات التى أشرنا اليها سابقا تقوم على نفس فكرة واردن و هى ضرب المسلمين بأفكار مثل "الحرية" و "الديموقراطية" و "المساواة" و التعاون مع بعض الجماعات المميعة مثل الإخوان المسلمين فيبدأ المسلمون فى التفاعل مع هذه الافكار و تمييع ثوابتهم للتوافق مع الافكار الغربية خاصة مع شهوة و بريق السلطة و احساسهم الزائف بأنهم إنما ينصرون الإسلام . فيتغير الاسلام من الداخل.
الطريف أن أحد عوائق مشروع واردن هو اعتراض بعض المسئولين فى الادارة الامريكية أن "الافكار المضللة" التى سيبثونها للشعوب الإسلامية قد تصل الى شعوبهم أيضا و تنتشر بينهم. و قد عطلهم هذا بعض الشئ خوفا من هذا السيناريو لكن المقال يوضح أنهم عادوا للعمل ثانية و لم يوضح كيف حلوا هذه المشكلة . لكن ما أظنه أنهم قدروا المكاسب و الخسائر. وأيضا تلاحظ حالياأن معظم المواقع العالمية لها نسخ موجهة للشرق الاوسط تختلف عن النسخ التى تبث فى الغرب. هذا مجرد استنتاج منى. لكن أعتقد أنه يساعد على توجيه الضربات المعلوماتية المضللة لمنطقتنا بالأساس و تقليل آثارها على شعوبهم.
ملحوظة أخرى هامة جدا. أنا لا أعلم من كتب ما يعرف ببروتوكولات حكماء صهيون. و أعلم أن حولها لغط كبير و تشكيك مكثف بمصدرها. لكن الأكيد أنها موجودة منذ حوالى 100 عام. اقرأ معى هذا البروتوكول (البروتوكول الثالث) و قارنه بمشروع واردن:
"يؤمن الجمهور في جهله إيمانا أعمى بالكلمات المطبوعة وبالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب. وهو يحمل البغضاء لكل الطبقات التي يظن أنها أعلى منه، لأنه لا يفهم أهميه كل فئة. إن هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في في قبضتنا.. وبهذا سنقذف إلى الشوارع بجموع جرارة من العمال لتسفك دماء أولئك الذين تحسدهم منذ الطفولة، وستكون قادرة يومئذ على انتهاب ما لهم من أملاك.. إنها لن تستطيع أن تضرنا، لأن لحظة الهجوم ستكون معروفة لدينا اوسنتخذ الاحتياطات لحماية مصالحنا."
أليس هذا هو مشروع سيمون واردن ؟ أليس هذا هو مشروع العقول و القلوب ؟ أليس هذا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد/الفوضى الخلاقة المعلن ؟ مرة أخرى: أنا لا أعرف من كتب البروتوكولات. و حقيقة هذه ليست نقطة النقاش. فسواء كتبها اليهود أو كتبها الروس فإن البروتوكولات موجودة و واضح أن هناك من يتخذها نبراسا يسير عليه. و من هنا تنبع أهميتها بغض النظر عمن كتبها.
أليس هذا هو مشروع سيمون واردن ؟ أليس هذا هو مشروع العقول و القلوب ؟ أليس هذا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد/الفوضى الخلاقة المعلن ؟ مرة أخرى: أنا لا أعرف من كتب البروتوكولات. و حقيقة هذه ليست نقطة النقاش. فسواء كتبها اليهود أو كتبها الروس فإن البروتوكولات موجودة و واضح أن هناك من يتخذها نبراسا يسير عليه. و من هنا تنبع أهميتها بغض النظر عمن كتبها.
أود من أنصار نظرية "العالم المعقم الودود الطيب الخالى من المؤامرات و الخالى من أجهزة المخابرات و مراكز التخطيط الاستراتيجى" أن يقدموا لنا تفسيرا معقولا لهذا التطابق غير العادى. لأن نظرية المؤامرة تكون فعلا سخيفة حين لا يوجد أى دليل عليها. لكن نظرية "العالم المعقم الودود" أيضا تكون سخيفة بالقدر نفسه حين يكون المخطط علنى صريح منشور فى المجلات. العبرة فى النهاية بتوافر الدليل على وجود أو عدم وجود مخطط. و الإعتراف سيد الأدلة.
(رابط المقالة الأصلية بالإنجليزية هنا و هذا رابط مترجم يحوى ثلاث مقالات: الاولى تقرير عقول و قلوب و دولارات. الثانية مقال "مساعدة عدو عدوى" عن ضرب منهج أهل السنة بنشر التصوف و الثالثة هى مقالتنا المنشودة "كيف دخل علماء الصواريخ معركة العقول و القلوب")
تعليق