ورقة رابحة بيد المعارضة السورية
الصاروخ الموجه سلكياً المضاد للدبابات 9M113 Konkurs
الصاروخ الموجه سلكياً المضاد للدبابات 9M113 Konkurs
هو بلا شك الأكثر فتكاً بالدبابات والعربات المدرعة السورية التابعة للقوات النظامية بعد تدمير المئات منها ، وعلى الأرجح أن له نصيب الأسد في الإصابات القاتلة وخسائر الأطقم .. نحن نتحدث عن الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدبابات المدعو "كونكورس" 9M113 Konkurs .. هو من صواريخ الجيل الثاني العاملة بتقنية SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر ، مصمم لمشاغلة الأهداف الثابتة والمتحركة ، بما في ذلك الأهداف الجوية بطيئة الحركة وعلى مستوى طيران منخفض . الصاروخ الذي يحمل التعيين الغربي AT-5 Spandrel ، طور من قبل مكتب تصميم المكائن KBP في مدينة تولا Tula . أعمال التطوير بدأت في العام 1962 بهدف إنتاج جيل من المقذوفات الموجهة سلكياً المضادة للدبابات ، للاستعمال في كلا الأدوار النقالة والمحمولة على عربات مدرعة ، ليدخل الصاروخ بعد ذلك الخدمة في شهر يناير العام 1974 ، ويشاهد لأول مرة خلال استعراض عسكري أقيم في موسكو وهو مصعد على العربة المدولبة BRDM-2 .
الصاروخ كونكورس طور بالتزامن مع صاروخ آخر هو "فاغوت" 9K111 Fagot ، حيث تستخدم كلتا القذيفتان تقنيات متماثلة تقريباً ، والاختلاف فقط في الحجم والمدى (الكونكورس أطول بنحو 120 ملم أو أكثر بقليل ، وأثخن بنحو 15 ملم ومداه أطول لنحو الضعف ، مع زيادة نسبية في السرعة وقابلية الاختراق) . إن قابلية الاختراق لرأس الصاروخ الحربي في جيله الأول تبلغ 600 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس .. الكونكورس مصمم لكي يطلق من العربات ، على الرغم من أنه يمكن أيضا أن يطلق من منصات النماذج اللاحقة للصارخ فاغوت . هو عنصر مكمل في العربات BMP-2 ، BMD-2 وعربات BRDM-2 . الصاروخ معد للتخزين والحمل في حاوية من ألياف زجاجية محكمة الغلق ، والتي توضع مباشرة فوق منصة الاطلاق . حيث يستخدم النظام مولد غاز gas generator لإخراج الصاروخ وقذفه من حاويته الخاصة ، لتخرج الغازات في ذات اللحظة من مؤخرة سبطانة الاطلاق بطريقة مماثلة لآلية عمل الأسلحة عديمة الارتداد . يغادر الصاروخ سبطانته بسرعة 80 م/ث ، ليعجل بعد ذلك سرعته باشتغال محركه الخاص العامل بالوقود الصلب solid fuel motor لتبلغ 300 م/ث (يكون عندها الصاروخ على مسافة 70 م من منصة الإطلاق) ، ثم تنخفض هذه السرعة تدريجياً خلال مرحلة الطيران نحو الهدف لتبلغ في متوسطها 208 م/ث . هذه السرعة الابتدائية العالية تخفض المنطقة الميتة dead-zone للصاروخ ، بسبب قابلية إطلاقه مباشرة باتجاه الهدف ، بدلا من الإطلاق القوسي الصاعد . وخلال مرحلة الطيران ، يدور بشكل مغزلي بمعدل 5-7 دورات بالثانية .
يبلغ وزن الصاروخ كونكورس 14.6 كلغم ، أما طوله فيبلغ 1,150 ملم وبدون مولد الغاز 875 ملم . قطر الصاروخ يبلغ 135 ملم ، في حين المسافة بين أقصى الجناحين تبلغ 468 ملم . هو مزود برأس حربي يبلغ وزنه 2.7 كلغم مع شحنة مشكلة وصمام صدمي بقابلية اختراق حتى 500-650 ملم . مدى الصاروخ يتراوح ما بين 75-4000 م ، ويستطيع الكونكورس بلوغ مداه الأقصى خلال 19 ثانية فقط ، وهو معد للعمل والاشتغال في ظروف بيئية مع درجات حرارة من -50 إلى +50 درجة مئوية . المحرك الصاروخي ذو الوقود الصلب يعمل بتقنية توجيه الدفع Thrust vectoring (السيطرة على اتجاه الطيران بتغيير مسار أو حرف deflecting فوهة نفث الصاروخ) وهو قادر على إيصال الصاروخ لمتوسط سرعة تبلغ 208 م/ث . نسخة مطورة من الكونكورس بدأت الاختبارات عليها في العام 1986 ، لتدخل بعد ذلك الخدمة العام 1991 وتأخذ التعيين Konkurs-M أو التسمية الغربية Spandrel B . هذه النسخة امتلكت زيادة إضافية على الوزن الاجمالي لنحو 2.5 كلغم وتحسينات في الإلكترونيات وكذلك في قابلية الاختراق لتبلغ 750-800 ملم في التصفيح الفولاذي المتجانس ، خصوصاً مع تجهيز الصاروخ برأس حربي ترادفي Tandem warhead لمواجهة قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة ERA (بعض النسخ زودت بمسبار أمامي على أنف الصاروخ لتأمين مسافة مباعدة مثلى standoff probe) . هذه النسخة تمتلك أيضاً مدى مشاغلة أقصى حتى 4000 م ، إلا أن هذه القدرات تنخفض حتى 2500 م فقط في الليل أو في الظروف الجوية غير الملائمة ، لكن مع استخدام نظام التصوير الحراري thermal imager من نوع 1PN86-1 Mulat فإنه يمكن تحصيل مدى 3500 م في ظروف الرؤية الاستثنائية . في منتصف التسعينات وبعد نحو 20 من تبنيه ، وافق الروس على إعطاء الإيرانيين رخصة تصنيع الصاروخ كونكورس ، لينتج تحت اسم "توسان" Towsan-1/M113 ، ويعتقد أن النسخة الإيرانية استخدمت وجربت تجاه الدبابات الإسرائيلية من قبل مقاتلي حزب الله Hezbollah خلال الحرب اللبنانية عام 2006 .
تعليق