هذه توقعات من كلام للمفكر سفر الحوالي، في رسالة موجهة الى حكومة المملكة وعلمائها ابان غزو العراق للكويت
والكاتب هو سعودي الجنسية ومن اهالي المناطق الجنوبية من المملكة وحقيقة وان اختلفنا معه في بعض المواقف الا انه صاحب اطلاع واسع وفكر كبير وحذاقة في فهم الواقع واستشراف المستقبل ، بل مفخرة لكل سعودي وعربي ومسلم ..
قال في اخر رسالته المذكورة انفا :-ملاحظة الكلام باللون الاخظر من اضافتي-
... إن الغرب يبني أموره عادة وفق خطط ذات احتمالات عدة ويحسب الحساب للمفاجآت وما يجدّ في صعيد الواقع وعليه يصعب التحديد الدقيق المجزوم به، لكن نستطيع استنتاج الملامح العامة والأهداف الكبرى، ومنها:-
1- سحق أي قوة إقليمية في المنطقة سواء كانت قوة عسكرية كالعراق أو إقتصادية كدول الخليج أو سكانية كمصر، وفق خطط مرسومة وبإجماع غربي مستتر بالإجماع الدولي .
2- ربط دول المنطقة ضمن منظومة تحالف أمني قد يشمل إيران وتركيا وباكستان.
فقد صرحت مصادر استراتيجية أمريكية أن "سياسة العمودين" - يقصدون بالعمودين ايران عمود في مقابل السعودية عمود اخر- لم تعد كافية حتى مع تغيير العمودين الحاليين إلى العمودين المقترحين "سوريا وإسرائيل" -طبعا هذا الكلام قبل 25 سنة -وأن المستقبل سيشهد سياسة "القوس الكبير" الممتد من باكستان حتى مصر إن لم يصل إلى موريتانيا كما عبَّر بعضهم، وهذا القوس يدمج مع الوضع النهائي الذي سيكون عليه حلفا وارسو والناتو بشكل ما أي سيكون مرتبطاً بالتحالف الغربي عامة وتحت الهيمنة الأمريكية خاصة.
- فأما إسرائيل فهي حليف استراتيجي قديم وهي مع مقتسمي الغنيمة لا مع الضحايا، وسوف تظل محتفظة بكل قوتها حتى الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية بل سوف تكون مستودعاً آمناً للمعدات العسكرية الغربية مع إتاحة الفرصة لها لاستخدام الأسلحة نفسها.
- وأما تركيا فقد أعلنت أنها بصدد إعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية باعتبارها عضواً في الناتو لكي تصبح الأولوية موجهة إلى الشرق الأوسط بدلاً من الاتحاد السوفيتي(35*) - ومع أن في تركيا ما يقارب 20 قاعدة لحلف الناتو ملأى بأحدث ما توصلت إليه التقنية الأمريكية من أجهزة الرصد والإنذار والاتصال والطائرات بل وحتى المستودعات النووية (كما نشرت الحياة في 29 شعبان 1410هـ).. الخ.
فقد تضاعف الوجود الأمريكي فيها بعد الأزمة بالذريعة نفسها "تطويق العراق" وقام رئيسها بنشاط ملحوظ في الأزمة وما يزال، ويحرص الغرب على إثارة مشكلة مياه الفرات بينها وبين العراق وسوريا لتظل المنطقة غير مستقلة أيضاً.
وأما إيران التي لا يماثلها في مفاجآتها السياسية إلا صدام فقد فاجأ رئيسها العالم في خطبة الجمعة المشار إليها سالفاً (في أول شهر شعبان 1410هـ) بالموافقة على جدول أعمال السلام مع العراق والإقرار بحقوق العراق ومنها حق استخدام الخليج ثم "انتقد مواقف القوى الكبرى من محادثات السلام واصفاً إياها بأنها مواقف متضاربة وقال:
من ناحية تريد هذه القوى استمرار حالة السلام والحرب لتبرير وجودها العسكري وتواصل مبيعات الأسلحة للمنطقة ولكن من ناحية ثانية إن منطقة الخليج الغنية بالنفط مهمة إلى درجة أن وجود نار مشتعلة تحت الرماد فيها يثير قلق القوى الصناعية الكبرى".
فهي إذاً على علم باللعبة الدولية وصلحها مع العراق يأتي ضمن أطماعها من الغنيمة،
ولذلك أعلن وزير دفاعها أن حكومته خصصت 10 مليارات دولار في السنوات الخمس القادمة لتحديث الجيش الإيراني لمواجهة ما أسماه "التغييرات الجارية ولا سيما في البلدان المجاورة"!!
إنها بداية تشكيل القوس خلفاً لحلف بغداد!!
لكن ليست المشكلة هنا فحسب بل لها جانب آخر خفي أشارت إليه بعض المصادر الأمريكية أثناء أحداث أذربيجان حيث تحدثت عن تفكيك الإمبراطورية السوفيتية مقترحة ضم المناطق الشيعية إلى إيران وضم المناطق السنية إلى تركيا وضم أفغانستان إلى باكستان!!
فإذا ضممنا هذا إلى عمود التحالف الذي يراد إنشاؤه وبين دول الخليج وأمريكا من جهة وبين عمود التحالف الآخر (مصر- اسرائيل- سورية) من جهة أخرى وضممنا إليه ما نادى به بعض مخططي السياسة الأمريكية من إعطاء إيران الثورة الأفضلية بدلاً من العراق ودول الخليج (كما ورد في الخيارات السابقة ص 26) مستندين في قولهم إلى أن مناطق النفط تسكنها غالبية شيعية.
إذا تصورنا ذلك أدركنا خطراً كبيراً يهدد المنطقة في حالة تدمير العراق وإحلال التحالف الشيعي محله -وقع التحالف الشيعي في العراق- (إيران-سوريا-العراق الذي سيصبح دولة شيعية بعد فصل الأكراد- ثم بقية المناطق الخليجية كالبحرين والإمارات وشرق السعودية- والوجود الشيعي واضح فيها، ولا ننسى أن نذكر أن كثيراً من الناطقين بالعربية في جنوب تركيا من النصيرية أيضاً، أما باكستان فكثير من قادة جيشها الكبار شيعة ومعهم إخوانهم القاديانية والبريلوية).-محاولات خطف باكستان واضحة-
إنها مصيبة عظمى لو أصبح هذا القوس الكبير قوساً رافضياً يهودياً توجهه الصليبية الغربية المتحالفة.
وهنا يجب على علمائنا الكرام تنبيه وسائل إعلامنا إلى الخطر الرافضي القادم وبيان فداحة الخطر الذي تقع فيه عندما تؤيد المعارضة العراقية الرافضية وتسميها المعارضة الإسلامية وتصف آيات ضلالها بأنهم علماء الإسلام في حين تهاجم بلا هوادة جبهة السودان وجبهة الجزائر وأمثالها من الحركات الإسلامية التي مهما أخطأت فهي لا تقارن بخطر الرافضة!!
إن الرافضة هم أولياء اليهود والنصارى في قديم الدهر وحديثه، ولا أظن الغربيين إلا قد أدركوا الفرق بينهم وبين أهل السنة جيداً وأخشى -لا قدَّر الله- أن نصحو على إمبراطورية مجوسية تمتد من الهند إلى مصر!!
أما إن صحونا الآن فسنقطع عليهم الطريق بإذن الله. -هذا الكلام قبل 24 سنة - هل صحونا !!!
تعليق