الصواريخ البالستية
،،،،،،،الطموحات وخطط التطوير ,,,
شكل الصواريخ البالستية تحدياً استراتيجياً بالغ الأهمية في عالم التسلح والتسابق على بسط النفوذ والهيمنة الإستراتيجية ، ويشكل الرقم الذي وصلت إليه ترسانة بعض الدول من هذا السلاح قفزة هائلة في مضمار التسلح الأمر الذي يبدو وكأن الصواريخ البالستية ستشكل التهديد الرئيسي في صراعات المستقبل . وبالرغم من أن عدد الدول المشغلة للصواريخ البالستية لازال محصوراً إلا أن تكنولوجيا إعادة الإنتاج قد ساهمت بدور بارز في سعة إنتشار الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى حول العالم . ونظراً للأهمية الإستراتيجية للصواريخ البالستية بأنواعها يعرض هذا المقال تحقيقاً شاملاً عن تطوير الصواريخ البالستية الجديدة وتحديث القديم منها و الطموحات المستقبلية الإستراتيجية لها.
وتتجه العديد من الدول الى التسلح بالصواريخ البالستية وذلك لفاعلية استخدامها مهما كانت درجة الدفاعات الجوية للخصم في الوقت الذي يكون فيه الهجوم بالطائرات غير ذي جدوى عملياتية أو عالي التكلفة . كما أنها قد تستخدم كأداة إكراه أو إجبار في الحروب . وتكمن الفائدة من الصواريخ البالستية في المستوى الأقل الذي تتطلبه من الصيانة والتدريب والمتطلبات اللوجستية . وقد تشكل عاملاً تدميرياً رهيباً وذلك لإمكانية تسليحها برؤوس كيميائية أو بيولوجية أو نووية
لمحة تاريخية
بعد أكثر من ستة عقود على أول قتال استخدمت فيه الصواريخ البالستية يبقى هذا النوع من الأسلحة محط الاهتمام الدولي والإقليمي . حيث تعود فكرة الصواريخ البالستية إلى فترة الحرب العالمية الثانية حيث صمم المهندس الألماني Wernher Von Broun قذيفة صاروخية مجنحة متوسطة المدى (A4b) واستخدمتها ألمانيا النازية بشكل واسع في نهاية الحرب لضرب المدن البريطانية والبلجيكية ، وفي الوقت ذاته بدأت ألمانيا بتطوير صاروخ بالستي عابر للقارات (A9/A10) صممه المهندس Von Broun أيضاً من أجل ضرب مدينة نيويورك والمدن الأخرى . وبعد الحرب مباشرة نقل المهندس Von Broun وعدد من العلماء الألمان ً إلى الولايات المتحدة أثناء عملية (Paperclip) وذلك للعمل مع الجيش الأمريكي لتطوير الصواريخ البالستية متوسطة المدى وعابرات القارات وعربات الإطلاق .
واشتدت وتيرة التنافس أثناء الحرب الباردة COLD WARحيث بدأ الإتحاد السوفيتي بتطوير برنامج الصواريخ العابرة للقارات تحت إشراف مهندس (قوى الدفع) Sergey koroigv والذي قام ببناء الصاروخ R-1 معتمداً على تصميم الألماني Von Broun ثم طوره بعد ذلك إلى R-7 ، وفي أغسطس 1957م نجح اختبار هذا الصاروخ وحمل أول قمر إصطناعي روسي (Sputnik ) في 4 أكتوبر 1957م إلى الفضاء الخارجي .
وعلى الجانب الآخر بدأت أمريكا بتطوير برنامج جديد للصواريخ البالستية العابرة للقارات (MX-774 ) و (B-6 ) والذي سمي بعدها بـ (ATLAS ) ونجح اختبار الصاروخ ATLAS في 17 ديسمبر 1957م أي بعد أربعة أشهر من اختبارنظيره الروسي .
ولم تقتصر فكرة هذه الصواريخ على الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي فحسب بل ساهمت عدة دول أخرى بتطوير هذه الصواريخ .
مفهوم الصواريخ البالستية
صنف الصواريخ البالستية إلى صواريخ قصيرة المدى (SRBM) ، متوسطة المدى (MRBM) ، ما فوق متوسطة المدى (IRBM) ، طويلة المدى أو عابرات القارات (ICBM) ، وصواريخ غواصات الصواريخ البالستية (SLBM) وكل قسم له أنواعه وحصته في عملية التطوير والتحديث كما سيعرض لاحقاً .
تنشر الصواريخ البالستية على منصات إطلاق وهذه تكون إما أبنية أسطوانية تحت الأرض (Silo) توفر لها الحماية وتعمل كوسادة إطلاق ، أو على عربات إطلاق متحركة ، أو على غواصات مخصصة لإطلاق الصواريخ البالستية . وتفضل العديد من الدول الصواريخ المتحركة لسهولة إخفائها مما يعزز من إمكانية سلامتها أثناء الحروب .
وتسلح الصواريخ البالستية برؤوس تقليدية ممتلئة بمواد كيميائية متفجرة مثل TNT أو رؤوس غير تقليدية تحتوي على أسلحة فائقة التدمير مثل ( النووية ، البيولوجية ، الكيميائية ) ، وفي العديد من الصواريخ البالستية قصيرة المدى يبقى جسم الصاروخ سليماً حتى ينفجر رأس الصاروخ أما بالنسبة للبعيدة المدى فيوضع رأس الصاروخ بداخل مركبة تنفصل عن جسم الصاروخ ثم تعاود الدخول على الأهداف . وبعض الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) تحمل عدداً من هذه المركبات بما يسمى بـ ( المركبات المتعددة لإعادة الدخول المستقل على الأهداف (MIRVs) ) .
تعمل الصواريخ البالستية بأنظمة دفع صاروخية إما بوقود صلب أو سائل ، ويميل مصممو الصواريخ الحديثة إلى الوقود الصلب وذلك لما يشكله من تقليل للمتطلبات اللوجستية وسهولة العمليات ، وتعد الصواريخ المتعددة المراحل أي (التي تحتوي على أكثر من مرحلة للدفع كل مرحلة تمتلك نظام دفع مستقل ) أكثر كفاءة بالنسبة للصواريخ بعيدة المدى ، حيث تمتلك الصواريخ العابرة للقارات مرحلتين أو ثلاث بمحركات للوقود السائل أو الصلب وذلك لدفع المركبات الحاملة لرأس الصاروخ إلى الهدف بالإضافة إلى مركبة (postboost الدفع الأخير) بنظام دفع صغير جداً وتستخدم من أجل تعزيز دقة انتشار مركبة إعادة الدخول على الهدف بالنسبة للصاروخ الذي يحمل مركبة واحدة (RV) لرأس الصاروخ ، أما بالنسبة للصاروخ الذي يحمل مركبات متعددة للمواد المتفجرة في رأس الصاروخ (MIRv) فتعمل مركبة (post boost ) الدفع الأخير) على إطلاق هذه المركبات والتي تسلك مسارات مختلفة تمكنها من ضرب الأهداف على مساحة قد تصل إلى 1000ميل ، وقد يستخدم الصاروخ أيضاً مركبات إعادة دخول على الأهداف ذات مناورة عالية بواسطة مستشعرات طرفية تمكنها من إحراز الدقة العالية في ضرب الأهداف وتفادي الإجراءات المضادة .
ومما يعزز من الأهمية الإستراتيجية للصواريخ البالستية طويلة المدى قدرتها على التحليق إلى مسافات بعيدة قد تزيد على 6000كم ويمر طيران الصاروخ بعدة أطوار هي :-
- طور الدفع الأولي (3-5دقيقة ) يصل الارتفاع عند نهاية هذه المرحلة من 150-400 كم معتمداً على المسار الذي يسلكه الصاروخ والسرعة الاستهلاكية 7كم/ثانية
- الطور المتوسط (25دقيقة تقريباً )ويطير في مدار يأخذ الشكل البيضاوي. ويعتبر المدار كجزء من قطع ناقص بمحاور عمودية ويصل الصاروخ إلى نقطة الذروة عند منتصف هذا الطور بارتفاع يصل تقريباً إلى 1200 كم ويقترب رسم مسقط هذا المدار على سطح الكرة الأرضية من رسم دائرة ضخمة . وقد يطلق الصاروخ العديد من الرؤوس المستقلة وعوامل التمويه مثل البالونات ذات الأغطية المعدنية ، صفائح الألمنيوم ، الرؤوس الخداعية
- الطور الأخير وهو مرحلة إعادة الدخول على الهدف تبدأ على ارتفاع 100كم (2دقيقة ) وفيها تنفصل المركبة الحاملة لرأس الصاروخ وتتجه نحو الهدف بمعدل سرعة عالية تصل إلى 4كم/ثانية
تتنافس الدول المصنعة على تعزيز أنظمة التوجيه عالية الدقة ليستطيع الصاروخ البالستي إيصال الرأس المتفجر(RV) إلى الهدف بدقة بعد رحلة طيران تتجاوز 6000 كم وتعمل على تعزيز أنظمة دقة الملاحة لتوفير الدقة العالية للصاروخ .
تشمل تكنولوجيا إعادة الإنتاج أيضاً تحديث أنظمة التوجيه الحديثة ولذا تستطيع العديد من الدول تعزيز دقة وكفاءة صواريخها .وعلى كلٍ فإن نظام التوجيه للصاروخ كاف لضرب مدينة كبيرة فقط وقادر على إحداث رقم هائلا من الدمار والضحايا إذا تسلح بأسلحة دمار شامل ، ولهذا فإن الصواريخ البالستية المنتشرة في العالم الثالث وبالرغم من عدم دقة أنظمة التوجيه فيها إلا أنها تشكل تهديداً خطيراً للأهداف المدنية .ويشمل تطوير الصواريخ البالستية على تعزيز المقومات التي تمكن المركبة الحاملة لرأس الصاروخ من تفادي أنظمة الدفاعات المضادة للصواريخ البالستية والوصول إلى الأهداف .
تشار وتطوير الصواريخ البالستية
في أواخر عام 1940م وحتى 1950م لم تكن الصواريخ البالستية تتوفر إلا مع الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي ضمن ترسانتيهما العسكرية ثم بدأ انتشار هذا النوع من الصواريخ يتزايد منذ منتصف 1960 إلى أن أصبحت اليوم حوالي 25 دولة تعرف كمشغل للصواريخ البالستية بينما توجد هنالك دول أخرى لم تعد أنظمتها ذات جدوى عملياتية . من هذا المجموع تسع دول فقط تشغل أنظمة الصواريخ التكتيكية ذات المدى الأقل من 300كم وعشر دول تشغل صواريخ Scud الروسية أو اشتقاقاتها ذات المدى300كم .
وعندما تؤخذ الصواريخ البالستية ذات المدى الأكثر من 1000كم بعين الاعتبار فإن هذا العدد من المستخدمين يتناقص بشكل ملحوظ حيث أن الصين والهند وإيران وكوريا الشمالية وباكستان هن الوحيدات اللاتي تشغل صورايخ بمدى مابين(1000إلى 2500كم) . بينما الصواريخ البالستية متوسطة المدى حاملة الرؤوس النووية (IRBMs) )(2500-5500كم) تعد داخلة في الخدمة في كل من الصين ،الهند ،إسرائيل ،باكستان . أما بالنسبة للصواريخ العابرة للقارات فتعد ضمن تسليح الصين ،وفرنسا ،وروسيا ،والمملكة المتحدة ،وأمريكا .
وتسع دول من المستخدمين السابقين لصواريخ سكود قامت بتفكيكها واستخدامها في صناعة صاروخية أخرى ،فبالنسبة لبيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا فقد عملت على تحويلها إلى صواريخ بمدايات عبارة للقارات إلى حد ما .وجميع هذه الدول امتلكت صواريخ عابرة للقارات (ICBM) أثناء عهد الإتحاد السوفيتي ولكن بعد انهياره استلزم عليها إعادة رؤوس الصواريخ إلى روسيا وتدميرها ..
خيارات التطوير
تطور الصواريخ البالستية إما محليا أو تشترى من الدول المنتجة . وفي الوقت الذي تتوفر فيه مصادر صواريخ Scud أو الصواريخ قصيرة المدى بكميات كبيرة إلا أن مصادر عتاد الصواريخ البعيدة المدى قليلة ، وفي أغلب الحالات تعتمد الكثير من الدول على تطوير أنظمتها الخاصة لتحقيق رغبتها في تشغيل صواريخ ذات مدى 500كم أو أكثر سواءً بالاعتماد على تقنية الدولة نفسها أو بالاعتماد على معيدي الإنتاج للصواريخ المعروفين . إلا أنه يوجد إستثنائين من هذه القاعدة الأساسية وهما المملكة العربية السعودية والتي استطاعت شراء صواريخDF-3A [CSS-2) بمدى 2400كم من الصين في عام 1987م ،
وأيضاً المملكة المتحدة (بريطانيا )والتي تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية لتزويدها بصواريخ لغواصات إطلاق الصواريخ البالستية SLBM .
وعلى مستوى العالم توجد 12 دولة تعرف كمطور ومحدث للصواريخ البالستية . خمس منها فقط تعتمد على نفسها بشكل كامل وهي (الصين،روسيا ،تايوان ،إسرائيل ، الولايات المتحدة )وتبدو الهند قريبة لهذا الوضع بينما لا تزال كل من إيران كوريا الشمالية ، وكوريا الجنوبية ،وباكستان ، وسوريا تعتمد على المساعدة في برامجها للصواريخ البالستية ، وربما تعد مصر أحد المطورين لمثل هذه الصواريخ . وفي الوقت نفسه لم تعد كل من الأرجنتين و البرازيل والعراق تمتلك برامج فعالة لتطوير الصواريخ البالستية.
،،،،،،،الطموحات وخطط التطوير ,,,
شكل الصواريخ البالستية تحدياً استراتيجياً بالغ الأهمية في عالم التسلح والتسابق على بسط النفوذ والهيمنة الإستراتيجية ، ويشكل الرقم الذي وصلت إليه ترسانة بعض الدول من هذا السلاح قفزة هائلة في مضمار التسلح الأمر الذي يبدو وكأن الصواريخ البالستية ستشكل التهديد الرئيسي في صراعات المستقبل . وبالرغم من أن عدد الدول المشغلة للصواريخ البالستية لازال محصوراً إلا أن تكنولوجيا إعادة الإنتاج قد ساهمت بدور بارز في سعة إنتشار الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى حول العالم . ونظراً للأهمية الإستراتيجية للصواريخ البالستية بأنواعها يعرض هذا المقال تحقيقاً شاملاً عن تطوير الصواريخ البالستية الجديدة وتحديث القديم منها و الطموحات المستقبلية الإستراتيجية لها.
وتتجه العديد من الدول الى التسلح بالصواريخ البالستية وذلك لفاعلية استخدامها مهما كانت درجة الدفاعات الجوية للخصم في الوقت الذي يكون فيه الهجوم بالطائرات غير ذي جدوى عملياتية أو عالي التكلفة . كما أنها قد تستخدم كأداة إكراه أو إجبار في الحروب . وتكمن الفائدة من الصواريخ البالستية في المستوى الأقل الذي تتطلبه من الصيانة والتدريب والمتطلبات اللوجستية . وقد تشكل عاملاً تدميرياً رهيباً وذلك لإمكانية تسليحها برؤوس كيميائية أو بيولوجية أو نووية
لمحة تاريخية
بعد أكثر من ستة عقود على أول قتال استخدمت فيه الصواريخ البالستية يبقى هذا النوع من الأسلحة محط الاهتمام الدولي والإقليمي . حيث تعود فكرة الصواريخ البالستية إلى فترة الحرب العالمية الثانية حيث صمم المهندس الألماني Wernher Von Broun قذيفة صاروخية مجنحة متوسطة المدى (A4b) واستخدمتها ألمانيا النازية بشكل واسع في نهاية الحرب لضرب المدن البريطانية والبلجيكية ، وفي الوقت ذاته بدأت ألمانيا بتطوير صاروخ بالستي عابر للقارات (A9/A10) صممه المهندس Von Broun أيضاً من أجل ضرب مدينة نيويورك والمدن الأخرى . وبعد الحرب مباشرة نقل المهندس Von Broun وعدد من العلماء الألمان ً إلى الولايات المتحدة أثناء عملية (Paperclip) وذلك للعمل مع الجيش الأمريكي لتطوير الصواريخ البالستية متوسطة المدى وعابرات القارات وعربات الإطلاق .
واشتدت وتيرة التنافس أثناء الحرب الباردة COLD WARحيث بدأ الإتحاد السوفيتي بتطوير برنامج الصواريخ العابرة للقارات تحت إشراف مهندس (قوى الدفع) Sergey koroigv والذي قام ببناء الصاروخ R-1 معتمداً على تصميم الألماني Von Broun ثم طوره بعد ذلك إلى R-7 ، وفي أغسطس 1957م نجح اختبار هذا الصاروخ وحمل أول قمر إصطناعي روسي (Sputnik ) في 4 أكتوبر 1957م إلى الفضاء الخارجي .
وعلى الجانب الآخر بدأت أمريكا بتطوير برنامج جديد للصواريخ البالستية العابرة للقارات (MX-774 ) و (B-6 ) والذي سمي بعدها بـ (ATLAS ) ونجح اختبار الصاروخ ATLAS في 17 ديسمبر 1957م أي بعد أربعة أشهر من اختبارنظيره الروسي .
ولم تقتصر فكرة هذه الصواريخ على الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي فحسب بل ساهمت عدة دول أخرى بتطوير هذه الصواريخ .
مفهوم الصواريخ البالستية
صنف الصواريخ البالستية إلى صواريخ قصيرة المدى (SRBM) ، متوسطة المدى (MRBM) ، ما فوق متوسطة المدى (IRBM) ، طويلة المدى أو عابرات القارات (ICBM) ، وصواريخ غواصات الصواريخ البالستية (SLBM) وكل قسم له أنواعه وحصته في عملية التطوير والتحديث كما سيعرض لاحقاً .
تنشر الصواريخ البالستية على منصات إطلاق وهذه تكون إما أبنية أسطوانية تحت الأرض (Silo) توفر لها الحماية وتعمل كوسادة إطلاق ، أو على عربات إطلاق متحركة ، أو على غواصات مخصصة لإطلاق الصواريخ البالستية . وتفضل العديد من الدول الصواريخ المتحركة لسهولة إخفائها مما يعزز من إمكانية سلامتها أثناء الحروب .
وتسلح الصواريخ البالستية برؤوس تقليدية ممتلئة بمواد كيميائية متفجرة مثل TNT أو رؤوس غير تقليدية تحتوي على أسلحة فائقة التدمير مثل ( النووية ، البيولوجية ، الكيميائية ) ، وفي العديد من الصواريخ البالستية قصيرة المدى يبقى جسم الصاروخ سليماً حتى ينفجر رأس الصاروخ أما بالنسبة للبعيدة المدى فيوضع رأس الصاروخ بداخل مركبة تنفصل عن جسم الصاروخ ثم تعاود الدخول على الأهداف . وبعض الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) تحمل عدداً من هذه المركبات بما يسمى بـ ( المركبات المتعددة لإعادة الدخول المستقل على الأهداف (MIRVs) ) .
تعمل الصواريخ البالستية بأنظمة دفع صاروخية إما بوقود صلب أو سائل ، ويميل مصممو الصواريخ الحديثة إلى الوقود الصلب وذلك لما يشكله من تقليل للمتطلبات اللوجستية وسهولة العمليات ، وتعد الصواريخ المتعددة المراحل أي (التي تحتوي على أكثر من مرحلة للدفع كل مرحلة تمتلك نظام دفع مستقل ) أكثر كفاءة بالنسبة للصواريخ بعيدة المدى ، حيث تمتلك الصواريخ العابرة للقارات مرحلتين أو ثلاث بمحركات للوقود السائل أو الصلب وذلك لدفع المركبات الحاملة لرأس الصاروخ إلى الهدف بالإضافة إلى مركبة (postboost الدفع الأخير) بنظام دفع صغير جداً وتستخدم من أجل تعزيز دقة انتشار مركبة إعادة الدخول على الهدف بالنسبة للصاروخ الذي يحمل مركبة واحدة (RV) لرأس الصاروخ ، أما بالنسبة للصاروخ الذي يحمل مركبات متعددة للمواد المتفجرة في رأس الصاروخ (MIRv) فتعمل مركبة (post boost ) الدفع الأخير) على إطلاق هذه المركبات والتي تسلك مسارات مختلفة تمكنها من ضرب الأهداف على مساحة قد تصل إلى 1000ميل ، وقد يستخدم الصاروخ أيضاً مركبات إعادة دخول على الأهداف ذات مناورة عالية بواسطة مستشعرات طرفية تمكنها من إحراز الدقة العالية في ضرب الأهداف وتفادي الإجراءات المضادة .
ومما يعزز من الأهمية الإستراتيجية للصواريخ البالستية طويلة المدى قدرتها على التحليق إلى مسافات بعيدة قد تزيد على 6000كم ويمر طيران الصاروخ بعدة أطوار هي :-
- طور الدفع الأولي (3-5دقيقة ) يصل الارتفاع عند نهاية هذه المرحلة من 150-400 كم معتمداً على المسار الذي يسلكه الصاروخ والسرعة الاستهلاكية 7كم/ثانية
- الطور المتوسط (25دقيقة تقريباً )ويطير في مدار يأخذ الشكل البيضاوي. ويعتبر المدار كجزء من قطع ناقص بمحاور عمودية ويصل الصاروخ إلى نقطة الذروة عند منتصف هذا الطور بارتفاع يصل تقريباً إلى 1200 كم ويقترب رسم مسقط هذا المدار على سطح الكرة الأرضية من رسم دائرة ضخمة . وقد يطلق الصاروخ العديد من الرؤوس المستقلة وعوامل التمويه مثل البالونات ذات الأغطية المعدنية ، صفائح الألمنيوم ، الرؤوس الخداعية
- الطور الأخير وهو مرحلة إعادة الدخول على الهدف تبدأ على ارتفاع 100كم (2دقيقة ) وفيها تنفصل المركبة الحاملة لرأس الصاروخ وتتجه نحو الهدف بمعدل سرعة عالية تصل إلى 4كم/ثانية
تتنافس الدول المصنعة على تعزيز أنظمة التوجيه عالية الدقة ليستطيع الصاروخ البالستي إيصال الرأس المتفجر(RV) إلى الهدف بدقة بعد رحلة طيران تتجاوز 6000 كم وتعمل على تعزيز أنظمة دقة الملاحة لتوفير الدقة العالية للصاروخ .
تشمل تكنولوجيا إعادة الإنتاج أيضاً تحديث أنظمة التوجيه الحديثة ولذا تستطيع العديد من الدول تعزيز دقة وكفاءة صواريخها .وعلى كلٍ فإن نظام التوجيه للصاروخ كاف لضرب مدينة كبيرة فقط وقادر على إحداث رقم هائلا من الدمار والضحايا إذا تسلح بأسلحة دمار شامل ، ولهذا فإن الصواريخ البالستية المنتشرة في العالم الثالث وبالرغم من عدم دقة أنظمة التوجيه فيها إلا أنها تشكل تهديداً خطيراً للأهداف المدنية .ويشمل تطوير الصواريخ البالستية على تعزيز المقومات التي تمكن المركبة الحاملة لرأس الصاروخ من تفادي أنظمة الدفاعات المضادة للصواريخ البالستية والوصول إلى الأهداف .
تشار وتطوير الصواريخ البالستية
في أواخر عام 1940م وحتى 1950م لم تكن الصواريخ البالستية تتوفر إلا مع الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي ضمن ترسانتيهما العسكرية ثم بدأ انتشار هذا النوع من الصواريخ يتزايد منذ منتصف 1960 إلى أن أصبحت اليوم حوالي 25 دولة تعرف كمشغل للصواريخ البالستية بينما توجد هنالك دول أخرى لم تعد أنظمتها ذات جدوى عملياتية . من هذا المجموع تسع دول فقط تشغل أنظمة الصواريخ التكتيكية ذات المدى الأقل من 300كم وعشر دول تشغل صواريخ Scud الروسية أو اشتقاقاتها ذات المدى300كم .
وعندما تؤخذ الصواريخ البالستية ذات المدى الأكثر من 1000كم بعين الاعتبار فإن هذا العدد من المستخدمين يتناقص بشكل ملحوظ حيث أن الصين والهند وإيران وكوريا الشمالية وباكستان هن الوحيدات اللاتي تشغل صورايخ بمدى مابين(1000إلى 2500كم) . بينما الصواريخ البالستية متوسطة المدى حاملة الرؤوس النووية (IRBMs) )(2500-5500كم) تعد داخلة في الخدمة في كل من الصين ،الهند ،إسرائيل ،باكستان . أما بالنسبة للصواريخ العابرة للقارات فتعد ضمن تسليح الصين ،وفرنسا ،وروسيا ،والمملكة المتحدة ،وأمريكا .
وتسع دول من المستخدمين السابقين لصواريخ سكود قامت بتفكيكها واستخدامها في صناعة صاروخية أخرى ،فبالنسبة لبيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا فقد عملت على تحويلها إلى صواريخ بمدايات عبارة للقارات إلى حد ما .وجميع هذه الدول امتلكت صواريخ عابرة للقارات (ICBM) أثناء عهد الإتحاد السوفيتي ولكن بعد انهياره استلزم عليها إعادة رؤوس الصواريخ إلى روسيا وتدميرها ..
خيارات التطوير
تطور الصواريخ البالستية إما محليا أو تشترى من الدول المنتجة . وفي الوقت الذي تتوفر فيه مصادر صواريخ Scud أو الصواريخ قصيرة المدى بكميات كبيرة إلا أن مصادر عتاد الصواريخ البعيدة المدى قليلة ، وفي أغلب الحالات تعتمد الكثير من الدول على تطوير أنظمتها الخاصة لتحقيق رغبتها في تشغيل صواريخ ذات مدى 500كم أو أكثر سواءً بالاعتماد على تقنية الدولة نفسها أو بالاعتماد على معيدي الإنتاج للصواريخ المعروفين . إلا أنه يوجد إستثنائين من هذه القاعدة الأساسية وهما المملكة العربية السعودية والتي استطاعت شراء صواريخDF-3A [CSS-2) بمدى 2400كم من الصين في عام 1987م ،
وأيضاً المملكة المتحدة (بريطانيا )والتي تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية لتزويدها بصواريخ لغواصات إطلاق الصواريخ البالستية SLBM .
وعلى مستوى العالم توجد 12 دولة تعرف كمطور ومحدث للصواريخ البالستية . خمس منها فقط تعتمد على نفسها بشكل كامل وهي (الصين،روسيا ،تايوان ،إسرائيل ، الولايات المتحدة )وتبدو الهند قريبة لهذا الوضع بينما لا تزال كل من إيران كوريا الشمالية ، وكوريا الجنوبية ،وباكستان ، وسوريا تعتمد على المساعدة في برامجها للصواريخ البالستية ، وربما تعد مصر أحد المطورين لمثل هذه الصواريخ . وفي الوقت نفسه لم تعد كل من الأرجنتين و البرازيل والعراق تمتلك برامج فعالة لتطوير الصواريخ البالستية.
تعليق