تحول خلال 60 عاما من قوة عسكرية إلى مؤسسة حضارية
بصدور الأمر الملكي، أمس، بإحلال اسم وزارة الحرس الوطني محل رئاسة الحرس الوطني، وتعيين الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزيرا للجهاز، الذي يعد إحدى المؤسسات العسكرية المعتبرة في البلاد، وصفحة من الصفحات المضيئة بالسعودية، وأحد المنجزات العسكرية والحضارية، يكون «الحرس الوطني» قد بلغ الـ60 عاما من عمره، وشهدت هذه الفترة إنجازات لافتة، بعدما نجح الملك عبد الله، على مدى أكثر من نصف قرن، في تحويل جهاز الحرس الوطني من مؤسسة عسكرية إلى مؤسسة حضارية، كما نجح في صياغة الجندي السعودي وتوسيع مداركه ورفع مستوياته العلمية والثقافية.
وسجل الحرس الوطني اسمه كمؤسسة ثقافية عالمية، وأحد مفردات النهضة الحديثة للبلاد، جامعا بين الضوابط العسكرية وآفاق الثقافة التراثية من خلال تحويل هذه الفكرة إلى عمل كبير، فكان المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، الذي أبرز الوجه الثقافي والتوجهات الفكرية للدولة السعودية الحديثة، وحقق التفاعل والتواصل بين ماضٍ ثقافي واجتماعي، وحاضر يشهد بالإنجازات في مختلف المجالات.
كما سجل القطاع إنجازات طبية عالمية، من خلال عمليات فصل التوائم وزراعة الكبد التي تجري في مدن الحرس الطبية، وأسهم الملك عبد الله عندما كان أميرا ورئيسا لهذا الجهاز في بناء وتطوير الحرس الوطني ورعاه لبنة لبنة، وتحقق الحلم الكبير على يديه بتحويل الحرس الوطني من قوة عسكرية مجردة إلى أكبر المؤسسات العسكرية والحضارية العملاقة التي أسهمت وتسهم في مسيرة النهضة والتنمية في البلاد.
وأعطى الملك عبد الله، على مدى أكثر من نصف قرن، كل جهده وفكره للحرس الوطني، وأثمرت مجهوداته إنجازات وعطاءات ممتدة لهذا الجهاز في كل المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والصحية والعمرانية والثقافية على امتداد مساحة الوطن.
وجاء اهتمام ورعاية الملك للحرس الوطني متناسبا مع تاريخ الأبطال الذين أسهموا في صنع تاريخ البلاد في رحلة التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبد العزيز، بتأسيس مكتب يضم الجنود الأوائل ويجمع شملهم، وكان المكتب النواة الأولى للحرس الوطني، حيث اقتضت تطورات الأحداث ضرورة تحديث وتطوير المكتب إلى شكل جديد، وصيغة جديدة تتوافق مع مقتضيات الواقع،وتدافع الأبطال للانضمام للتشكيل الجديد (الحرس الوطني).
ومر الحرس الوطني بمراحل تأسيسية متعاقبة، تشكلت فيها أفواج المقاتلين المسلحين بالبنادق والأسلحة الخفيفة، حتى كان عام 1962، حيث شهد الحرس الوطني منعطفا مهما في تاريخه، تمثل ذلك في صدور الأمر الملكي بتعيين الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيسا للحرس الوطني، ومعه انتقل من مجرد وحدات تقليدية من المقاتلين إلى وحدات عسكرية مسلحة بأحدث ما أنتجته عقلية العصر من أسلحة ومعدات وتقنية حديثة.
واعتمد الحرس الوطني في كل مراحل تطوره على القوة البشرية باعتبارها القاعدة الأساسية لأي تنظيم، فالإنسان هو هدف التنمية، وهو بانيها والمخطط لها والمستفيد منها، والحاصل على خيرها، فكان الإنسان محور قوة الحرس الوطني ومجال تحديثه وتدريبه وتطويره.
وفي 1967، صدر مرسوم ملكي بتعيين الأمير الراحل بدر بن عبد العزيز نائبا لرئيس الحرس الوطني. وسجل تاريخ الحرس الوطني أسماء كان لها دور في تفعيل خطط التطوير وتحقيق الإنجازات في هذا القطاع، ومن أبرزهم عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، وعبد العزيز بن عياف وكيل الحرس الوطني.
كما تم تشكيل لجنة عليا برئاسة الأمير الراحل بدر بن عبد العزيز لإعادة تنظيم الحرس الوطني وتطويره إداريا والوصول به إلى مستويات عالية من الكفاءة والقدرة، وأدركت قيادة الحرس الوطني أهمية مواكبة التطورات التقنية والعسكرية التي يشهدها العالم اليوم، وتعدد أنواع الأسلحة من كيماوية إلى بيولوجية، وجرثومية، وذرية، وصواريخ عابرة للقارات، وطائرات قاذفة، وناقلات جنود ضخمة، ومدرعات، ودبابات صاعقة، وأقمار صناعية تجوب الفضاء واتصالات مدنية، ولم يغب هذا التطور والتقدم المذهل عن أذهان مسؤولي الحرس الوطني، حيث شهد الجهاز نقلات تطويرية وحضارية متوازية مع القوة العسكرية، وأعيد تشكيل الجهاز العسكري ليصبح أكثر قوة وقدرة على مواجهة المهام الموكلة إليه في مرحلة البناء.
ويعد عام 1974 نقلة كبيرة في جهاز الحرس الوطني وإيذانا ببدء مرحلة أكثر طموحا عندما وقع الأمير (الملك لاحقا) عبد الله بن عبد العزيز اتفاقية لتطوير الحرس الوطني، وفق أحدث النظريات العسكرية تنظيما وتسليحا وتدريبا، ليشمل قوات المشاة، الميكانيكية الحديثة، والمدرعات والمدفعية، والصواريخ الميدانية، والرادارات وشبكات الاتصالات العسكرية، ووحدات الهندسة العسكرية، والإمداد والتموين، وكل متطلبات القوات الحديثة من مراكز قيادة وغيرها.
كما شهد التطوير سلاح الإشارة للحرس الوطني، حيث تم في عام 1978 توقيع اتفاقية بين الحرس الوطني والحكومة البريطانية لتقديم أحدث أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتدريب الفنيين بالحرس الوطني على التشغيل والصيانة.. وتهيئة الاتصالات الداخلية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية لتلبية مطالب القطاع، كما تخدم هندسة الميدان جميع قوات الحرس الوطني العسكرية، وتلبي متطلباتها في الحرب والسلم، في جميع ما يخص أعمال الهندسة العسكرية.
بصدور الأمر الملكي، أمس، بإحلال اسم وزارة الحرس الوطني محل رئاسة الحرس الوطني، وتعيين الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزيرا للجهاز، الذي يعد إحدى المؤسسات العسكرية المعتبرة في البلاد، وصفحة من الصفحات المضيئة بالسعودية، وأحد المنجزات العسكرية والحضارية، يكون «الحرس الوطني» قد بلغ الـ60 عاما من عمره، وشهدت هذه الفترة إنجازات لافتة، بعدما نجح الملك عبد الله، على مدى أكثر من نصف قرن، في تحويل جهاز الحرس الوطني من مؤسسة عسكرية إلى مؤسسة حضارية، كما نجح في صياغة الجندي السعودي وتوسيع مداركه ورفع مستوياته العلمية والثقافية.
وسجل الحرس الوطني اسمه كمؤسسة ثقافية عالمية، وأحد مفردات النهضة الحديثة للبلاد، جامعا بين الضوابط العسكرية وآفاق الثقافة التراثية من خلال تحويل هذه الفكرة إلى عمل كبير، فكان المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، الذي أبرز الوجه الثقافي والتوجهات الفكرية للدولة السعودية الحديثة، وحقق التفاعل والتواصل بين ماضٍ ثقافي واجتماعي، وحاضر يشهد بالإنجازات في مختلف المجالات.
كما سجل القطاع إنجازات طبية عالمية، من خلال عمليات فصل التوائم وزراعة الكبد التي تجري في مدن الحرس الطبية، وأسهم الملك عبد الله عندما كان أميرا ورئيسا لهذا الجهاز في بناء وتطوير الحرس الوطني ورعاه لبنة لبنة، وتحقق الحلم الكبير على يديه بتحويل الحرس الوطني من قوة عسكرية مجردة إلى أكبر المؤسسات العسكرية والحضارية العملاقة التي أسهمت وتسهم في مسيرة النهضة والتنمية في البلاد.
وأعطى الملك عبد الله، على مدى أكثر من نصف قرن، كل جهده وفكره للحرس الوطني، وأثمرت مجهوداته إنجازات وعطاءات ممتدة لهذا الجهاز في كل المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والصحية والعمرانية والثقافية على امتداد مساحة الوطن.
وجاء اهتمام ورعاية الملك للحرس الوطني متناسبا مع تاريخ الأبطال الذين أسهموا في صنع تاريخ البلاد في رحلة التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبد العزيز، بتأسيس مكتب يضم الجنود الأوائل ويجمع شملهم، وكان المكتب النواة الأولى للحرس الوطني، حيث اقتضت تطورات الأحداث ضرورة تحديث وتطوير المكتب إلى شكل جديد، وصيغة جديدة تتوافق مع مقتضيات الواقع،وتدافع الأبطال للانضمام للتشكيل الجديد (الحرس الوطني).
ومر الحرس الوطني بمراحل تأسيسية متعاقبة، تشكلت فيها أفواج المقاتلين المسلحين بالبنادق والأسلحة الخفيفة، حتى كان عام 1962، حيث شهد الحرس الوطني منعطفا مهما في تاريخه، تمثل ذلك في صدور الأمر الملكي بتعيين الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيسا للحرس الوطني، ومعه انتقل من مجرد وحدات تقليدية من المقاتلين إلى وحدات عسكرية مسلحة بأحدث ما أنتجته عقلية العصر من أسلحة ومعدات وتقنية حديثة.
واعتمد الحرس الوطني في كل مراحل تطوره على القوة البشرية باعتبارها القاعدة الأساسية لأي تنظيم، فالإنسان هو هدف التنمية، وهو بانيها والمخطط لها والمستفيد منها، والحاصل على خيرها، فكان الإنسان محور قوة الحرس الوطني ومجال تحديثه وتدريبه وتطويره.
وفي 1967، صدر مرسوم ملكي بتعيين الأمير الراحل بدر بن عبد العزيز نائبا لرئيس الحرس الوطني. وسجل تاريخ الحرس الوطني أسماء كان لها دور في تفعيل خطط التطوير وتحقيق الإنجازات في هذا القطاع، ومن أبرزهم عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، وعبد العزيز بن عياف وكيل الحرس الوطني.
كما تم تشكيل لجنة عليا برئاسة الأمير الراحل بدر بن عبد العزيز لإعادة تنظيم الحرس الوطني وتطويره إداريا والوصول به إلى مستويات عالية من الكفاءة والقدرة، وأدركت قيادة الحرس الوطني أهمية مواكبة التطورات التقنية والعسكرية التي يشهدها العالم اليوم، وتعدد أنواع الأسلحة من كيماوية إلى بيولوجية، وجرثومية، وذرية، وصواريخ عابرة للقارات، وطائرات قاذفة، وناقلات جنود ضخمة، ومدرعات، ودبابات صاعقة، وأقمار صناعية تجوب الفضاء واتصالات مدنية، ولم يغب هذا التطور والتقدم المذهل عن أذهان مسؤولي الحرس الوطني، حيث شهد الجهاز نقلات تطويرية وحضارية متوازية مع القوة العسكرية، وأعيد تشكيل الجهاز العسكري ليصبح أكثر قوة وقدرة على مواجهة المهام الموكلة إليه في مرحلة البناء.
ويعد عام 1974 نقلة كبيرة في جهاز الحرس الوطني وإيذانا ببدء مرحلة أكثر طموحا عندما وقع الأمير (الملك لاحقا) عبد الله بن عبد العزيز اتفاقية لتطوير الحرس الوطني، وفق أحدث النظريات العسكرية تنظيما وتسليحا وتدريبا، ليشمل قوات المشاة، الميكانيكية الحديثة، والمدرعات والمدفعية، والصواريخ الميدانية، والرادارات وشبكات الاتصالات العسكرية، ووحدات الهندسة العسكرية، والإمداد والتموين، وكل متطلبات القوات الحديثة من مراكز قيادة وغيرها.
كما شهد التطوير سلاح الإشارة للحرس الوطني، حيث تم في عام 1978 توقيع اتفاقية بين الحرس الوطني والحكومة البريطانية لتقديم أحدث أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتدريب الفنيين بالحرس الوطني على التشغيل والصيانة.. وتهيئة الاتصالات الداخلية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية لتلبية مطالب القطاع، كما تخدم هندسة الميدان جميع قوات الحرس الوطني العسكرية، وتلبي متطلباتها في الحرب والسلم، في جميع ما يخص أعمال الهندسة العسكرية.
تعليق