بسم الله الرحمن الرحيم
ينبغي على المدعو آدابا جمة نشير إلى بعضها :
ألا يتأخر كثيرا عن الميعاد المحدد فيطول انتظارهم ويصيبهم القلق وكذلك لا يتعجّل الحضور فيفاجئهم قبل الاستعداد وأن ينصرف عقب الطعام لقول الله {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} الأحزاب53
ولأن أهل الدعوة يكونوا متعبين فيحتاجون للراحة
أن لا يصحب معه أحداً إلا إذا كان مدعواً أو علم فرح صاحب الدعوة بحضوره معه
أن لا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سنّ أو زيادة فضل إلا أن يكون هو المتبوع والمقتدى به فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اشرأبوا للأكل واجتمعوا له
إذا دخل فلا يتصدر المجلس بل يتواضع في المجلس إذا أشار إليه صاحب المكان بالجلوس في مكان جلس فيه ولا يفارقه قال صلى الله عليه وسلم
{إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ تَعَالَى الرضَا بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجَالِسِ}[1]
لا ينبغي أن يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء وسترهم ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل على الشره
أن لا يحوج صاحب الطعام إلى أن يقول له كل فقد قال جعفر بن محمد رضي الله عنهما {أحب إخواني أكثرهم أكلا وأعظمهم لقمة أثقلهم علىّ من يحوجني إلى تعهده في الأكل}
أن لا يبادر إلى رفع يده من الطعام قبل أن يرفع الآخرين حتى لا يخجلهم
أن لا ينظر إلى أصحابه ولا يراقب أكلهم فيستحيون بل يغض بصره عنهم ويشتغل بنفسه
ألاّ يفعل ما يستقذره غيره كنفض يده في الإناء أو يقدّم إليه رأسه عند وضع اللقمة في فيه إذا أخرج شيئا من فيه صرف وجهه عن الطعام ولا يتكلم بما تتقزّز منه النفوس أو تستقذره
إذا دخل فرأى منكراً غيّره إن قدر وإلا أنكر بلسانه وانصرف
أن ينصرف الضيف طيّب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع قال صلى الله عليه وسلم {إنَّ المؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ}[2]
إذا نزل ضيفا على أحد فلا يزيدنّ على ثلاثة أيام إلا أن يلحّ عليه مضيفه في الإقامة أكثر لقوله صلى الله عليه وسلم {الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا زَادَ فَصَدَقَةٌ}[3] ولا ينصرف إلا بعد استئذان صاحب المنزل
أن لا يعيب المسلم الطعام الذي قدّم إليه فإذا اشتهاه أكله وإن لم تقبله نفسه تركه لغيره وإن رأى فيه عيبا لم يتكلم به ولو بعد ذلك فقد روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال {مَا عَابَ رَسُولُ اللّهِ طَعَاماً قَطُّ كَانَ إِذَا اشْتَهَى شَيْئاً أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ}[4]
ولا بأس أن يقول المسلم لأخيه هذا الطعام لا أشتهيه ولا أرغب فيه أو لا يريحني ونحو ذلك من الكلام الذي لا يحمل محمل الذّم له وذلك لما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما {عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِىٍّ فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ ضَبٌّ فَأَمْسَكَ يَدَهُ فَقَالَ خَالِدٌ أَحَرَامٌ هُوَ قَالَ «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قومي فَأَجِدُنِى أَعَافُهُ}
يستحب أن يدعو الضيف لأهل البيت بالخير والبركة فقد روى أبو داود عن جابر قال {صَنَعَ أبُو الْهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَاماً فَدَعَا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابَهُ فَلمَّا فَرَغُوا قال: أثِيبُوا أخَاكُمُ قالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا إثابَتُهُ؟ قال: إنّ الرَّجُلَ إذَا دُخِلَ بَيْتُهُ فأَكِلَ طَعَامُهُ وَشُرِبَ شَرَابُهُ فَدَعَوْا لَهُ فَذَلِكَ إثَابَتُهُ}
[1] رواه الخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث طلحة ابن عبيد
[2] سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[3] متفق عليه من حديث أبى شريح الخزاعي رضي الله عنه
[4] صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
ينبغي على المدعو آدابا جمة نشير إلى بعضها :
ألا يتأخر كثيرا عن الميعاد المحدد فيطول انتظارهم ويصيبهم القلق وكذلك لا يتعجّل الحضور فيفاجئهم قبل الاستعداد وأن ينصرف عقب الطعام لقول الله {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} الأحزاب53
ولأن أهل الدعوة يكونوا متعبين فيحتاجون للراحة
أن لا يصحب معه أحداً إلا إذا كان مدعواً أو علم فرح صاحب الدعوة بحضوره معه
أن لا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سنّ أو زيادة فضل إلا أن يكون هو المتبوع والمقتدى به فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اشرأبوا للأكل واجتمعوا له
إذا دخل فلا يتصدر المجلس بل يتواضع في المجلس إذا أشار إليه صاحب المكان بالجلوس في مكان جلس فيه ولا يفارقه قال صلى الله عليه وسلم
{إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ تَعَالَى الرضَا بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجَالِسِ}[1]
لا ينبغي أن يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء وسترهم ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل على الشره
أن لا يحوج صاحب الطعام إلى أن يقول له كل فقد قال جعفر بن محمد رضي الله عنهما {أحب إخواني أكثرهم أكلا وأعظمهم لقمة أثقلهم علىّ من يحوجني إلى تعهده في الأكل}
أن لا يبادر إلى رفع يده من الطعام قبل أن يرفع الآخرين حتى لا يخجلهم
أن لا ينظر إلى أصحابه ولا يراقب أكلهم فيستحيون بل يغض بصره عنهم ويشتغل بنفسه
ألاّ يفعل ما يستقذره غيره كنفض يده في الإناء أو يقدّم إليه رأسه عند وضع اللقمة في فيه إذا أخرج شيئا من فيه صرف وجهه عن الطعام ولا يتكلم بما تتقزّز منه النفوس أو تستقذره
إذا دخل فرأى منكراً غيّره إن قدر وإلا أنكر بلسانه وانصرف
أن ينصرف الضيف طيّب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع قال صلى الله عليه وسلم {إنَّ المؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ}[2]
إذا نزل ضيفا على أحد فلا يزيدنّ على ثلاثة أيام إلا أن يلحّ عليه مضيفه في الإقامة أكثر لقوله صلى الله عليه وسلم {الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا زَادَ فَصَدَقَةٌ}[3] ولا ينصرف إلا بعد استئذان صاحب المنزل
أن لا يعيب المسلم الطعام الذي قدّم إليه فإذا اشتهاه أكله وإن لم تقبله نفسه تركه لغيره وإن رأى فيه عيبا لم يتكلم به ولو بعد ذلك فقد روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال {مَا عَابَ رَسُولُ اللّهِ طَعَاماً قَطُّ كَانَ إِذَا اشْتَهَى شَيْئاً أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ}[4]
ولا بأس أن يقول المسلم لأخيه هذا الطعام لا أشتهيه ولا أرغب فيه أو لا يريحني ونحو ذلك من الكلام الذي لا يحمل محمل الذّم له وذلك لما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما {عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِىٍّ فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ ضَبٌّ فَأَمْسَكَ يَدَهُ فَقَالَ خَالِدٌ أَحَرَامٌ هُوَ قَالَ «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قومي فَأَجِدُنِى أَعَافُهُ}
يستحب أن يدعو الضيف لأهل البيت بالخير والبركة فقد روى أبو داود عن جابر قال {صَنَعَ أبُو الْهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَاماً فَدَعَا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابَهُ فَلمَّا فَرَغُوا قال: أثِيبُوا أخَاكُمُ قالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا إثابَتُهُ؟ قال: إنّ الرَّجُلَ إذَا دُخِلَ بَيْتُهُ فأَكِلَ طَعَامُهُ وَشُرِبَ شَرَابُهُ فَدَعَوْا لَهُ فَذَلِكَ إثَابَتُهُ}
[1] رواه الخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث طلحة ابن عبيد
[2] سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[3] متفق عليه من حديث أبى شريح الخزاعي رضي الله عنه
[4] صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
تعليق