جوناثان جاي بولارد: Jonathan Jay Pollard جاسوس إسرائيلي، وهو أيضا محلل استخبارات مدني سابق في القوات البحرية الأمريكية من (مواليد 7 أغسطس، 1954 في غالفيستون، تكساس) من عائلة يهودية.
عند التحاقه بجامعة ستانفورد الاميركية لفت انظار اساتذة العلاقات الدولية الذين درسوه قدراته العالية على تحليل الامور مع تخيل عجيب وكان يدافع دائماً عن اسرائيل وما تقوم به في الاراضي المحتلة حتى ان زملاءه اعتقدوا ان الموساد هو الذي يقوم بالصرف عليه في دراسته، وبعد ان حصل على درجة البكالوريوس من جامعة ستانفورد التحق بجامعة «تفت» القريبة من بوسطن ليدرس القانون والدبلوماسية الا انه لم يحصل على هذه الدرجة.
عمله:
التحق بالبحرية الاميركية عام 1979 ليعمل كمحلل مخابراتي بالقوات البحرية وهي وظيفة مدنية لكنها كانت تتيح له التعرف على معظم اخبار القوات الاميركية وحتى الاشاعات التي كانت تصلها عن احتمال قيام بعض المنظمات او الافراد بمهاجمة المصالح الاميركية في اية منطقة في العالم. وجد بولارد نفسه قادراً في هذا المكان على الوصول الى أية اسرار او اخبار سرية تتعلق بدبلوماسية اميركا او حتى نشاطها العسكري في العالم كله وكانت البطاقة الاتحادية التي منحت له تمكنه كذلك من الدخول الى الاماكن المحظورة على غيره كالأرشيف السري وخزائن الوثائق البالغة الاهمية بل والحصول على نسخ منها ونقلها معه الى مكتبه للبحث والتحليل.
تسريباته:
لقد سرب من المعلومات في عام كامل ما لم ينجح السوفييت طيلة الحرب الباردة في الحصول عليها.
إذ اشتملت على معلومات حساسة عن تكنولوجيا أشعة الليزر والأسلحة الأميركية، وعلى معلومات سرية عن القوات البحرية والألغام، والتسهيلات في موانئ البحر الأبيض المتوسط، وعلى دليل ضخم يعرف باسم (الكتاب المقدس) يشتمل على الاستراتيجية التي سيتبعها الأسطول البحري الأميركي إذا تعرض للهجوم.
ومعلومات تفصيلية عن قوة دروع العراق. وعن مواقع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس بكل دقة بما فيها منزل الرئيس ياسر عرفات، ودفاعات بعض الدول العربية التي تقع في المسافة ما بين «اسرائيل» وتونس وأهمها ليبيا وهكذا تمكنت الطائرات الحربية للكيان الصهيوني من الإفلات من المراقبة البحرية والجوية الأميركية في البحر المتوسط خلال هجومها الجوي في أكتوبر 1985م على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس والذي أسفر عن قتل مئة شخص أغلبهم من المدنيين التونسيين.
كما تمت الاستعانة بهذه الوثائق في عملية قتلهم مساعد القائد العام لمنظمة التحرير أبو جهاد في تونس،
ومن خلالها تمكن الاتحاد السوفيتي العدو لأميركا آنذاك من الحصول على الوثائق التي اشتملت على معلومات استراتيجية عن قوات الدفاع الأميركية في تركيا وباكستان وبعض الدول العربية، هذا ما أكدته مصادر من الاستخبارات الأميركية. وقد كانت هذه الوثائق من الضخامة بحيث قيل إنها تملأ صندوقاً عرضه ست أقدام، وعلوه عشر أقدام.
وحصلت إسرائيل على تحليلات ونسخ برقيات المخابرات المركزية المتبادلة بين الرئاسة وممثليها في المنطقة والتي تحدد بشكل دقيق شحنات الاسلحة السوفييتية الى سوريا وبقية حلفائها وكانت اميركا تزود اسرائيل ببعض هذه المعلومات ولكنها لم تكن تزودها بالصور الفوتوغرافية التي تلتقطها اقمارها الصناعية وقد مكنت الصور والمعلومات التي كان يبعث بها بولارد إلى إسرائيل من مراقبة انشطة البواخر في البحر المتوسط وبعض المناطق الاخرى واستمر في ذلك لمدة سنة كاملة استطاع خلالها كشف ملف كامل اعدته باكستان عن مشروع ذري وكانت «إسرائيل» تعتبره تهديدا لها, كما شمل معلومات دقيقة عن مخزون السلاح الكيماوي في كل من سوريا والعراق.
القبض عليه:
في عام 1985م ألقت السلطات الأميركية القبض على جوناثان بولارد الجاسوس الأميركي الجنسية بينما كان يحاول اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن وأتهم بالتجسس على الولايات المتحدة واستغلال منصبه وتزويد إسرائيل بآلاف الوثائق المصنفة «أسرارًا دفاعية» بين مايو 1984 ونوفمبر 1985.
وكانت أجهزة المخابرات الأمريكية العسكرية والمدنية يتزايد شعورها بالغضب على إسرائيل وعدم الثقة بها. لأن تحقيقاتها الداخلية كشفت عن حجم العملية والضرر البالغ الذي ألحقته بأمن أمريكا القومي، وكشف عن عمليات إسرائيلية مشابهة للتجسس لم تكن معروفة.
اعترافه:
اعترف بولارد بنقله معلومات ووثائق غاية في السرية للاستخبارات الاسرائيلية قائلاً: (إنه كان لا بد أن يخدم إسرائيل بكل إخلاص.. فهو يهودي). في عام 1987م حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
السبب الذي حُكم من أجله بالسجن المؤبد على بولارد.
بعد اعتقال بولارد في نوفمبر 1985 بوقت قصير تأكد لمحققي وزارة الدفاع ومكتب التحقيق الفيدرالي أن غالبية ما سرقه من وثائق لا علاقة له البتّة بمصالح الأمن الأساسية (لإسرائيل).
وقد أقلق هذا الحكومة الأمريكية أكثر مما أقلقها ذلك العدد الهائل من الوثائق المسروقة التي تبلغ نحو 850.000 صفحة.
أو حتى درجة السرية المصنّفة تبعاً لها، فأكثر من نصفها كان مصنّفاً بأنه سري من الدرجة الأولى.
ولخطورة تلك الوثائق كتب وزير الدفاع الأميركي آنذاك "كاسبر واينبرغر" مذكرة من 46 صفحة كدليل إثبات على عظم خيانة "بولارد" طالب من خلالها قاضي المحكمة إنزال أقصى عقوبة عليه وهي السجن مدى الحياة.
قائلا: (لقد أوقع "بولارد" ضرراً فادحاً لا يمكن تلافيه، وذلك لتعريضه حياة العملاء الأميركيين للخطر، ولما يشتمل عليه من تهديد غير مقبول للقوات الأميركية حيثما كانت. لقد حطّم وخرّب سياسات وممتلكات وطنية استغرق بناؤها سنوات طويلة وتطلب جهداً عظيما وموارد هائلة).
دور إسرائيل:
ما أن ظهرت معالم هذه الجريمة على الملأ حتى بادرت إسرائيل بشجبها وإدانتها وأنكرت موافقة السلطات عليها. كما عرضت التعاون التام مع المحققين الأميركيين.
ووجه الوزير آنذاك (شمعون بيريز) اعتذاراً علنياً إلى الحكومة الأميركية هذا نصه: ( إن حكومة إسرائيل مصممة على بذل جميع الجهود للخروج بتحقيقات شاملة مفصلة حول العملية، إن حكومة إسرائيل تعد حكومة الولايات المتحدة الأميركية أنه في حالة إثبات التهم فإن المسؤولين سيتحملون النتائج بالتأكيد ).
والحقيقة أنه بعد صدور الحكم على "بولارد" بالسجن مدى الحياة، أمرت الحكومة الإسرائيلية مباشرة بمضاعفة المكافأة الشهرية المخصصة لبولارد، والاستمرار في إيداعها في حسابه الخاص.
كما صدر الأمر بترقية المتعاونين معه وهما (رفائيل إيتان) الذي كان مستشاراً سابقا لرئيس الوزراء لشؤون الإرهاب، ثم رئيساً لمكتب الارتباط العلمي. و(أفييم سيلا) العقيد النشط في سلاح الجو، الذي كان في أميركا بهدف دراسة الكمبيوتر. فقد عين (إيتان) مكافأة له رئيساً تنفيذياً لأكبر تجمع صناعي كيمائي يملكه الكيان الصهيوني. أما (سيلا) فقد حصل على ترقية من رابين نفسه إذ سلم قيادة أكبر قاعدة جوية (تل نف) في إسرائيل، وهو في العادة المنصب الثاني بعد منصب قائد القوات الجوية. كما تلقى جائزة أخرى إذ رفضت حكومة إسرائيل طلبا أميركيا بتسليمه لمحاكمته.
حصل «بولارد» على الجنسية الإسرائيلية في 1995 قبل أن تعترف به إسرائيل رسميًا بأنه أحد جواسيسها عام 1998. ويعتبر بطلاً قومياً لديهم
جوناثان بولارد يعد من وجهة نظر أميركية بحتة أخطر مدان أميركي عرفه التاريخ الأميركي. مجرم خان وطنه وتسبب في الإضرار به بشكل غير مسبوق، وتبجح وأعترف بخيانته وأصر عليها.
موسوعة الطيران العربي
تعليق