دبابــة المعركــة الرئيســة ..
أسلــوب العمــل وأخطــار ساحــة المعركــة
نادراً ما تعمل الدبابات بمفردها أو على حدة ، حيث أدنى وحدة قتالية مستخدمة يجب أن لا تقل عن حجم فصيل platoon مكون من أربعة إلى خمسة دبابات (الفصيل في الجيش الأمريكي هو أصغر وحدة في سلاح الجيش والبحرية ، تكون تحت قيادة ضابط كجزء من تشكيل السرية company) . وتعمل دبابات الفصيل مع بعضها البعض لتزويد دعم متبادل ومشترك mutual support ، ففي الوقت الذي تقوم فيه دبابتان بالتقدم ، فإن الدبابات الأخرى تقوم بالتغطية ، ثم تتوقف هذه الدبابات لتزويد الغطاء الناري للبقية للتقَدم والتحرك نحو الأمام .. وهكذا . وفي العادة تعمل فصائل متعددة على التنسيق مع المشاة الآلي وتستخدم قابلية حركتها وقوتها النارية للاختراق والتغلغل من النقاط الضعيفة في خطوط العدو . وتساهم قابلية دبابة المعركة الرئيسة على إدارة برجها حتى 360 درجة كاملة في السماح بالحركة المنسقة بين الفصائل القتالية ، بالإضافة للدفاع ضد الهجمات الناجمة عن اتجاهات متعددة ومختلفة ، ومشاغلة engagin القوات والعربات المدرعة المعادية باستمرار دون الحاجة للتوقف أو إبطاء تقدمها .
عندما تكون في موقف الدفاع ، تنتظر الدبابات في المواقع مسبقة التحضير أو تستخدم أي عناصر تضاريس طبيعية ، مثل التلال الصغيرة بهدف الغطاء والتخفي . إن دبابة متموضعة خلف قمة تل في وضعية هيكل للأسفل hull-down ، تعرض بالنسبة للعدو فقط قمة برجها مع المدفع والمجسات ، فإنها في الحقيقة توفر الهدف الأصغر المحتمل ، بينما يسمح لها وضعها الدفاعي بمشاغلة قوات العدو على الجانب الآخر للتل بسهولة نسبية . الدبابات قادرة في العادة على تخفيض مستوى سلاحها الرئيس لبضعة درجات للأسفل ، في حين أن مقذوفاتها الحديثة ذات الطاقة الحركية لها تقريباً مسارات مسطحة flat trajectories ، بدون هذه الميزات هي قد لا تتمكن من استغلال مثل هذه المواقع .
توزيع الدرع حول الدبابة لا يكون عادة بشكل متماثل ، فالمقدمة تكون عادة مدرعة بشكل أفضل نموذجياً من الجوانب أو المؤخرة . وفقاً لذلك ، فإن الممارسة الطبيعية تحتم أن تبقي المقدمة في مواجهة العدو عند جميع الأوقات ، وتكون الأفضلية عند التعرض لهجوم مفاجئ في تراجع وتقهقر الدبابة للخلف لمسافة آمنة بدلاً من الاستدارة والالتفاف لتفادي ضرب النقاط الضعيفة . الجنازير والعجلات وأنظمة تعليق الدبابة suspension تكون خارج الهيكل المدرع وفي مواضع شديدة الحساسية وعرضه للهجوم . إن الطريق الأسهل لتعطيل دبابة معركة رئيسة (باستثناء ضربة مباشرة في منطقة ضعيفة بسلاح مضاد للدبابات) أن تستهدف الجنازير لتسجيل ما يطلق عليه "قتل الحركة" mobility kill ، أو استهداف جميع تجهيزات الرؤية البصرية الخارجية ، فالدبابة عندما تتعطل وتتوقف عن الحركة تسهل آلية تحطيمها . لذلك تعرض الحواشي أو الصفائح الجانبية side-skirts فائدة وميزة عظيمة ، فهي تستطيع حرف طلقات الرشاشات الثقيلة وكذلك التسبب في تحفيز المقذوفات شديدة الانفجار على الانفجار بمسافة قبل بلوغ وضرب عجلة الإدارة المسننة running gear . الأجزاء الضعيفة الأخرى للدبابة تتضمن منطقة سطح المحرك (بما في ذلك قنوات امتصاص الهواء ، شبكة تبريد المحرك .. الخ) وحلقة البرج turret ring ، حيث يلتقي البرج بالهيكل . إن توفير الحماية السقفية ، حتى إذا ما كانت بصفائح معدنية رقيقة جداً ، فإنها قد تكون مفيدة جداً ، فهي تستطيع المساهمة في تفجير الرؤوس الحربية ذات الشحنات المشكلة وتفادى ضرباتها المباشرة على قمة السقف ، حيث يمكن أن تكون الإصابات مميتة إلى الدبابات في هذه المنطقة نتيجة درعهم الأنحف . باختصار ، على أطقم الدبابات البحث عن الوسائل الممكنة والطرق المبتكرة قدر المستطاع لحماية مركباتهم من طيف واسع من التهديدات التي تعج بهما ساحة المعركة .
عندما تستخدم بشكل دفاعي ، الدبابات تنسحب في أغلب الأحيان إلى الخنادق أو توضع وراء الموانع والطيات الأرضية المرتفعة للمزيد من الحماية . الدبابات يمكن أن تطلق بضعة طلقات من موقعها الدفاعي defensive position ، ثم بعد ذلك تتراجع للخلف إلى الموقع المهيأ الآخر الأكثر بعداً للوراء . هذه المواقع يمكن أن تجهز عملياً من قبل أطقم الدبابات ، لكن التحضيرات تكون أفضل وأسرع إذا ما نفذت من قبل المهندسين المجهزين بالجرارات الجارفة (البلدوزرات bulldozers) .
تدخل الدبابات ساحة المعركة عادة وهي مسلحة بقذيفة جاهزة للرمي في عقب السلاح ، الهدف من ذلك تقليل وقت ردة الفعل عندما تصادف عدواً في الطريق أو هدفاً يستحق الاشتباك . المذهب الأمريكي في استخدام الدروع يدعو إلى أن تكون هذه القذيفة من النوع حركي الطاقة KE ، فزمن وتوقيت ردة الفعل أكثر أهمية عند الالتقاء بدبابات العدو للحصول على الرمية الأولى (ومن المحتمل حالة القتل الأولى) . أيضاً إذا صادف مرور قوات أو عربات خفيفة معادية ، فإن الرد الطبيعي هو استخدام هذا النوع من الذخائر ضدها ، على الرغم من أنها لا تشكل في الحقيقة أهداف مثالية لهذا النمط من المقذوفات . لكن بسبب الصعوبة وعدم الرغبة في إهدار الثواني الثمينة وربما الحاسمة في إزالة القذيفة التي هي سلفاً في عقب المدفع ، فإن قذيفة الطاقة الحركية ستطلق , لتلقم بعدها قذيفة شديدة الانفجار مضادة للدبابات HEAT لمواصلة الاشتباك .
استخدام دبابات المعركة الرئيسة يمكن أن يكون حاسماً في قتال المدن city fighting ، خصوصاً مع قدرتها على تحطيم الجدران (بفضل قوتها النارية) وإطلاق رشاشاتها المتوسطة والثقيلة في عدة اتجاهات وبشكل آني . من جانب آخر ، نواحي ضعف ووهن الدبابات بارزة إلى حد كبير في المعركة الحضرية ، فمن السهل جداً على مشاة العدو التسلل فوق مؤخرتها أو إطلاق النار على جوانبها حيث تكون ضعيفة جداً . بالإضافة لذلك ، فإن إطلاق النار للأسفل من المباني متعددة الأدوار multi-story buildings يسمح للمقذوفات بإصابة دروع البرج والهيكل السقفية الأقل سماكة . وحتى عند استخدام الأسلحة الأخرى غير الرئيسة مثل قناني المولوتوف Molotov cocktails ، فإن هذه إذا صوبت نحو محرك الدبابة ، فإنها تستطيع تعطيل دبابة المعركة ومنعها من الحركة . بسبب هذه التقييدات وأخرى ، فإن الدبابات صعبة الاستخدام في النزاعات الحضرية ، حيث المدنيين أو القوات الصديقة يمكن أن تكون قريبة من بعضها البعض ، لذا قوتها النارية firepower لا يمكن أن تستخدم عملياً لأقصى حد .
الدبابات والعربات المدرعة الأخرى أيضاً عرضة للهجوم من الجو لعدة أسباب . أحدها أنها قابلة للكشف والرصد detectable بسهولة نتيجة المواد التي هم يصنعون منها وتظهرهم بشكل جيد على الرادار ، خصوصاً إذا كانوا يتحركون في تشكيل منتظم . أي دبابة متحركة تنتج أيضاً الكثير من الحرارة والضوضاء والغبار . فالحرارة يمكن رصدها بواسطة منظومات الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء FLIRS والغبار يمكن مشاهدته بواسطة أنظمة الرؤية البصرية بوضوح أثناء ساعات النهار . ولكون تدريعهم السقفي محدود السماكة ، فإن اختراق برج دبابة من المنطقة العليا turret roof هي عملية سهلة نسبياً إذا ما أصيبت بصاروخ موجه مضاد للدبابات (من مروحية هجومية أو طائرة هجوم أرضي) أو ذخيرة فرعية موجهة/غير موجهة . الرشاشات الأوتوماتيكية machine guns والمدافع الآلية الصغيرة قوية بما فيه الكفاية لاختراق الأقسام الخلفية والعليا لمقصورة محرك الدبابة .
تعليق